السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إبراهيم الكوني: الأدب بلا رسالة يغدو عبثاً

إبراهيم الكوني: الأدب بلا رسالة يغدو عبثاً
18 مارس 2008 02:45
نظم نادي دبي للصحافة مساء أمس الأول حفلاً لتوقيع رواية الكاتب الليبي المعروف إبراهيم الكوني ''نداء ما كان بعيداً''، الصادرة عن دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر في عام 2006 وتقع في 450 صفحة، وحضر حفل التوقيع عدد من الكتاب والإعلاميين· وتحدث الكوني في بداية حفل التوقيع عن مسيرته الأدبية التي قال إنها بدأت من عالم الصحافة وانتهت إلى احتراف الأدب، وأضاف أنه يعتبر نفسه ''إنسان أسئلة''، لأن مهمة المبدع هي طرح الأسئلة لا عرض الأجوبة· وفي إجابة على سؤال ''الاتحاد'' حول العلاقة بين الأسطورة والواقع والخيال في أعماله، وما الذي يريده من مزج هذه الأقانيم الثلاثة قال الكوني: مهمة المبدع الأساسية هي أن يخلق أسطورته الخاصة من خلال الواقع الذي يعيشه، بحيث ينتهي إلى أمثولته وبصمته· وأنا عندما أتعامل مع الصحراء لا أكتب عنها، بل أكتب رؤيتي لها، فالصحراء ليست مكانا طبيعيا، هي استعارة لمكان مفقود، حيث إن للمكان شروطا أساسية أهمها الإقامة، أما الصحراء فهي ظل مكان، أو مكان نبحث عنه، هي ميتافيزيقا المكان، فالصحراء مكان بلا زمان، مكان يفر من نفسه· وهنا تظهر أهمية تقنيات الكاتب من الأسلوب واللغة للتعامل مع الصحراء، فهي تحتاج إلى لغة غير عادية، لغة أسطورية فوق اللغات المألوفة، وهي لغة بين هذه اللغة المألوفة وبين اللغة الصوفية ذات البعد الروحي· أما بخصوص الواقع فيقول الكوني: ما من واقع محدد، الواقع وهْم يفر منه الإنسان نحو أفعال روحية، فنحن حين نقرأ كتابا ما نفر من الواقع إلى روحانيات هذا الكتاب، وكل ما نقوم به هو فرار من الواقع الذي يحيل إلى الألم، بل إن الوجود كله ألم نهرب منه بوسائل وتقنيات مختلفة· وبالنسبة إلى واقع الصحراء فهو ساحر ينطوي على قدر من الوجد والرغبة في التحرر من الواقع· وفي ما يتعلق بالتعامل مع أسطورة الصحراء هناك وسيلتان لهذا التعامل، فثمة إمكانية للانطلاق من الأسطورة وصولا إلى الواقع كما هو الحال في أعمال توماس مان، وثمة وسيلة ثانية تقوم على الانطلاق من الواقع وصولا إلى الأسطورة كما هو الحال عند كافكا، وكما قلت فالإبداع أسطورة، ودور الخيال كبير في خلق هذه الأسطورة، حيث يجب على الإنسان إعادة خلق ذاته واكتشافها عبر ولادة ثانية بعد ولادته الطبيعية· الكوني الذي كان يتحدث بلغة روحانية عالية، أجاب على سؤال حول علاقته بالواقع القائم بحديث عن جيمس جويس الذي سألوه عن رأيه في الثورة البلشفية فقال إنه لم يسمع بها· وعبر الكوني عن حرصه على وجود مسافة بينه وبين الواقع اليومي المباشر، فهو يرى أن على المبدع أن يعيش في ظل العالم، لأن المبدع لا يكتب عن الأشياء بل عن ظلالها، وأن المبدع بطبيعته مغترب عن العالم والواقع، وهم باغترابهم هذا يعملون على إنقاذ العالم· مؤكدا أن الكتابة يجب أن تحمل رسالة ذات رؤية فلسفية إلى الكون والحياة، فالأدب بلا رسالة يغدو عبثاً·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©