50 مليار درهم أرباح الشركات المحلية في 2007

شهد الأسبوع الماضي تسارع معدلات الإفصاح عن نتائج الشركات عن النصف الأول من عام ،2007 اذ تم الافصاح عن بيانات 43 شركة وطنية مدرجة بالأسواق مقارنة بـ 37 شركة وطنية تم الإفصاح عن بياناتها المالية خلال الأسبوعين السابقين وبذلك يصل عدد الشركات الوطنية التي أفصحت عن بياناته المالية 80 شركة من اجمالي 88 شركة وطنية لترتفع بذلك نسبة الإفصاح من 37,5% بنهاية الأسبوع السابق لتصل الى 91% بنهاية الأسبوع الماضي· وذكر التقرير الأسبوعي لشركة الفجر للأوراق المالية أن غالبية الافصاحات الأسبوع الماضي كانت للشركات التي تنتمي الى قطاع التأمين يليه كل من قطاع الخدمات والصناعة والفنادق، اذ بلغت عدد الشركات المفصحة الأسبوع الماضي والمنتمية الى قطاع التأمين 15 شركة في حين كانت عدد الشركات المفصحة والمنتمية الى قطاعي الخدمات والصناعة والفنادق 11 شركة لكل قطاع بينما افصحت أربعة بنوك فقط الأسبوع الماضي عن بياناتها المالية·· جدير بالذكر ان قطاع البنوك كان صاحب أعلى نسبة افصاح خلال الأسبوعين السابقين· واشارت البيانات المالية التي تم الافصاح عنها حتى تاريخه الى ارتفاع اجمالي الارباح الصافية المحققة عن النصف الأول من عام 2007 الى 23,7 مليار درهم مقارنة بـ 18,81 مليار درهم بذات الفترة من عام 2006 بنسبة نمو بلغت 25,9 % وهي نسبة جيدة في مجملها، خاصة اذا ما تبين لنا ان 75,7% من هذه الأرباح التي تحققت خلال النصف الأول من عام 2007 تمثل ارباحا تشغيلية نتجت عن نمو في النشاط الحقيقي لكثير من الشركات التي افصحت عن بياناتها المالية بما يعني ان نسبة النمو الحقيقي المرتكز على التوسع في حجم الأعمال والأنشطة قد بلغ 19,6% في النصف الأول من عام ،2007 وهي نسبة مرتفعة تعكس ارتفاعاً في حركة النشاط بالاقتصاد الاماراتي خلال عام 2007. وتجدر الاشارة الى ان قطاع الخدمات قد استحوذ على النسبة الأكبر من الأرباح التي تحققت خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة بلغت 47,6% ويرجع الفضل في ذلك كما نعلم الى كل من شركة اعمار واتصالات والدار العقارية وصروح العقارية ودبي للاستثمار وسوق دبي المالى، حيث تشكل ارباحها مجتمعة 88,6% من اجمالي ارباح قطاع الخدمات وكذلك تمثل 42,2% من اجمالي الأرباح المحققة خلال النصف الأول من هذا العام على مستوى جميع الشركات الوطنية التي أفصحت حتى تاريخه، وجاء في المرتبة الثانية قطاع البنوك والذي حقق ارباحا تعادل 42% تقريبا من اجمالي الأرباح التي تحققت خلال النصف الأول من هذا العام بينما كانت مساهمة قطاعي الصناعة والفنادق والتأمين محدودة بالنسبة الى اجمالي الأرباح المحققة، اذ بلغت نسبة مساهمة كل منهما في اجمالي الأرباح المحققة خلال النصف الأول من هذا العام 6,5%، و4% على التوالى· كما تشير البيانات المالية التي تم الافصاح عنها الى امكانية نمو ارباح الشركات الوطنية خلال عام 2007 بمعدل يبلغ 25,5 % بما يعني أن الشركات الوطنية بامكانها تحقيق مستوى قياسي من الأرباح هذا العام قد يلامس الـ 50 مليار درهم مقارنة بـ 37,9 مليار درهم تحققت خلال عام 2006 خاصة اذا ما شاهدنا تحسنا في اداء الأسواق المالية بالدولة في الربع الأخير من العام الجاري· أما بالنسبة لمعدلات النمو في الأرباح القطاعية التي تحققت خلال النصف الأول من هذا العام مقارنة بذات الفترة من عام 2006 نجد أن قطاع التأمين يأتي في مقدمة القطاعات من حيث معدلات النمو، حيث بلغ معدل نمو الأرباح النصف سنوية هذا العام مقارنة بذات الفترة من العام 2006 نسبة 201%، حيث نجد أن العديد من شركات التأمين قد تحولت خلال النصف الأول من عام 2007 الى تحقيق أرباح بعد أن كانت محققة خسائر خلال ذات الفترة من عام 2006 مثل شركة التأمين المتحدة، ودبي للتأمين، والاتحاد للتأمين، والفجيرة للتأمين، والاسكندنافية للتأمين ودبي الاسلامية للتأمين واعادة التأمين ''أمان''، وعمان للتأمين، والشارقة للتأمين، والوطنية للتأمينات العامة، حيث كانت اجمالي خسائر هذه الشركات خلال النصف الأول من عام 2006 تبلغ 376 مليون درهم بينما تحولت هذه الخسائر الى ارباح قيمتها 305 ملايين درهم ، ويرجع ذلك بصفة أساسية الى تأثير الأرباح المحققة من الاستثمارات والايرادات الأخرى غير التشغيلية بهذه الشركات والتي تمثل 66,5% تقريبا من صافي الأرباح التي حققتها هذه الشركات خلال هذه الفترة والتي أيضا كانت تمثل نسبة كبيرة من الخسائر التي تحققت لهذه الشركات خلال ذات الفترة من عام ،2006 الا اننا يجب ان نذكر أنه حتى بعد استبعاد هذه الارباح غير التشغيلية من القطاع التأميني فإن معدل النمو في ارباح القطاع والناتج عن العمليات التأمينية يبلغ 31%· كذلك الحال بالنسبة لقطاع الصناعة والذي يأتي في المرتبة الثانية من حيث معدل النمو في ارباح النصف الأول من عام 2007 مقارنة بذات الفترة من عام 2006 محققا معدل نمو بلغ 57%، الا ان هذا المعدل لا يعكس الوضع الحقيقي بقطاع الصناعة والفنادق ،حيث إن هناك بعض الشركات التي حققت تراجعا في ارباحها داخل القطاع مثل اسمنت رأس الخيمة وأبوظبي الوطنية لمواد البناء، كما أن هناك شركات استندت في تحقيق ارباحها على ايرادات الاستثمارات والإيرادات الأخرى والتي من بينها الأسمنت الأبيض والتي تبلغ ايراداتها الاستثمارية 85 مليون درهم في حين ان صافي ارباحها 43 مليون درهم في النصف الأول من عام ،2007 كذلك الحال بالنسبة لأسمنت الاتحاد والتي تمثل ايرادات الاستثمارات ما يقرب من 40% من صافي ارباحها، ايضا اسمنت أم القيوين والتي تحولت من الخسائر الى الارباح بفضل الايرادات الاستثمارية والتي تشكل 84,5% من صافي ارباحها وكذلك بالنسبة لرأس الخيمة للدواجن· أما الشركات التي شهدت طفرة في ارباحها التشغيلية داخل القطاع تتمثل في أبوظبي الوطنية للفنادق مما يعكس تطور حركة السياحة داخل امارة أبوظبي وكذلك الخليج للصناعات الدوائية والتي نمت ارباحها عن النصف الأول من عام 2007 مقارنة بذات الفترة من عام 2006 بنسبة 104 %، حيث تمثل ايرادات الاستثمار بها 27 % فقط من اجمالي ارباحها المحققة· كذلك الحال بالنسبة لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة والتي حققت طفرة في نشاطها التشغيلي ظهر أثرها على نسبة الأرباح التشغيلية بقطاع الصناعة والفنادق الى اجمالي ارباح القطاع، ولكن أثر هذه الطفرة لم يظهر في ارباح الشركة نظرا لاعتماد الشركة في تمويل نشاطها على الاقتراض الخارجي واضطرار الشركة لسداد ما يزيد عن المليار درهم كتكلفة تمويل والتي استوعبت معظم النمو في الأرباح التشغيلية تقريباً· وتشير البيانات المعلنة إلى ان قطاع البنوك كان القطاع الأكثر توسعا في حجم نشاطه والأكثر اعتمادا في توليد الأرباح على عملياته التشغيلية خلال النصف الأول من عام ،2007 اذ بلغت نسبة الأرباح التشغيلية المحققة به الى اجمالي الارباح المحققة داخل قطاع البنوك 82%، كما تجدر الاشارة الى ان الأرباح التشغيلية بقطاع التأمين تمثل 47,56%، بينما تمثل 65,5% بقطاع الخدمات وترتفع الى 128% بقطاع الصناعة والفنادق نظراً للطفرة التشغيلية التي حققتها كل من طاقة وابوظبي الوطنية للفنادق والخليج للصناعات الدوائية·