السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطاع الطاقة الصيني سوق المستقبل

قطاع الطاقة الصيني سوق المستقبل
4 أغسطس 2007 00:52
أصبحت الصين فارسا في ميدان الصفقات اليومية المتعلقة بالنفط في العالم، في وقت تراجعت فيه الولايات المتحدة بشكل ملحوظ في هذا المجال، وكما تشير التقارير، فإن الولايات المتحدة لن تكون ضمن قائمة ''الدول النخبة'' في عالم الطاقة خلال الخمسين عاما المقبلة· وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة ديلي ريكونينغ البريطانية إلى تغيّر موقع الولايات المتحدة جذريا، لتصبح اليوم في المرتبة الثالثة في قائمة أكثر الدول المستوردة للنفط، بعد الصين ودول أخرى، وبينما يتم عقد الصفقات الرئيسية بين الصين وروسيا وفنزويلا، وعدد من دول الشرق الأوسط، فقد تم غلق خطوط الإمداد النفطية العالمية· وذكرت الصحيفة أن الرئيس الفنزويلي هيوجو شافيز، كان قد علق على الأمر بقوله: ''بدأت سلطة الولايات المتحدة بالتراجع، وسلطة الصين بالتقدم·''، وأضاف: ''والصين هي سوق الطاقة في المستقبل''· وأشار شافيز الى أن فنزويلا ستتجه نحو تنويع صادراتها النفطية بهدف تقليل نسبة اعتمادها على السوق الأميركية، موضحا أن فنزويلا تشحن ما يعادل 1,5 مليون برميل من النفط يوميا لدول العالم· وأكد شافيز على أن هدف فنزويلا هو دعم وزيادة صادراتها النفطية للصين، لتصل الى ما يقارب المليون برميل نفطي يوميا بحلول ،2012 ارتفاعا من 150 ألف برميل من النفط يوميا تذهب للصين· ليس هذا فحسب، بل وضع الطرفان خطة تجمع بينهما تهدف إلى إقامة مشاريع مشتركة للتنقيب عن النفط الخام الثقيل في أراضي دول أميركا الجنوبية، وبناء ثلاثة مصاف نفطية، جميعها لتصدير النفط للصين· وفي السياق نفسه تم الإعلان عن الشراكة التي تجمع بين شركة بتروليوس دي فنزويلا، (شركة نفط فنزويلا)، التي تديرها الحكومة الفنزويلية، وشركة تشاينا ناشيونال بتروليوم (شركة الصين النفطية الوطنية)، وهي شراكة تتضمن كذلك بناء حاويات وناقلات لشحن النفط الخام الفنزويلي للصين· كما عقدت الصين مؤخرا عددا من الاتفاقيات والصفقات المماثلة مع روسيا في الأشهر القليلة الماضية، فضلا عن اتفاقياتها مع دول أفريقيا، وتهدف تلك الاتفاقيات والأنشطة النفطية إلى تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في الصين نتيجة النمو الاقتصادي المرتفع، ويكفي للتدليل على احتياجات الصين المتزايدة من الطاقة ما أشارت إليه الاحصائيات الرسمية من أن عدد السيارات الخاصة في الصين بلغ 24 مليون سيارة في عام ·2005 وربما كان من الصعب تخيّل ذلك، لكن النمو المتزايد في صناعة السيارات الصينية وتطورها خلال السنوات الأخيرة يؤكد تلك الإحصائيات، كما أن هناك العديد من وكالات السيارات الصينية المختلفة في الولايات المتحدة، إضافة الى أن سوق السيارات الصيني قد تفوّق على مثيله الياباني، ويُعدّ سوق السيارات الصيني الآن ثاني أكبر سوق للسيارات في العالم، بعد الولايات المتحدة· والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما هو مستقبل الولايات المتحدة في عالم الطاقة، والنفط على وجه أخص؟ ففي الوقت الذي تنشغل فيه الصين بعقد اتفاقيات الشراكة النفطية حول العالم، لا تزال الولايات المتحدة تتخبط في مشاكلها مع العراق وإيران· ولاشك في أن العراق لا يعد الحل الأمثل لمشكلة النفط الأميركية، لأن البنية التحتية العراقية المُمَزّقة بفعل الحرب قضت على أي أمل في استفادة الولايات المتحدة من النفط العراقي· وجاء في صحيفة الديلي ريكونينغ أنه لكي تستعيد الولايات المتحدة سلطتها النفطية، فإن عليها إقامة المزيد من الشراكات العالمية، وتشجيع الاستثمار الأجنبي، إلا أن العكس هو ما يجري بالفعل الآن·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©