السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأحداث الساخنة تشعل بورصة أسعار الصحف المصرية القديمة

الأحداث الساخنة تشعل بورصة أسعار الصحف المصرية القديمة
5 فبراير 2011 19:53
جمع واقتناء الصحف والمجلات القديمة هواية رائجة تجذب البعض بهدف الاستمتاع بالقراءة أو توثيق بعض المعلومات التاريخية، ويقتنيها آخرون، خصوصاً من الأثرياء، بهدف الاطلاع على تاريخ عائلاتهم القديمة، فيما يهوى البعض الآخر شراءها أملاً في ارتفاع قيمتها المادية في المستقبل، فتصبح بذلك استثماراً طيباً، لأن مرور الزمن يزيدها قيمة. جمال فواز واحد من أبرز المصريين المولعين باقتناء وشراء وبيع الصحف والمجلات القديمة، حيث يقتني مجموعة نادرة من الصحف والمجلات التي يرجع تاريخ صدورها إلى أكثر من قرن، ويجد متعة كبيرة في الحصول عليها مهما كلفه ذلك من جهد أو مال، ويعتبرها ثروة ثقافية وتاريخية لمن يعرف قيمتها، وهي الهواية التي كان لها الفضل في إثراء ذاكرته بمعلومات تاريخية مهمة. ربع قرن يقول فواز “أهوى جمع وشراء وبيع الصحف القديمة منذ ربع قرن، وأحصل عليها من المخازن الكبيرة التي يمتلكها بعض التجار والذين يحصلون عليها من ورثة فيلات الأرستقراطيين التي ورثوها عن أجدادهم، ولا يدركون أهمية وقيمة هذه الصحف التي يعود تاريخ صدورها إلى أكثر من مئة عام، ويتخلصون منها لأنها تشغل حيزاً في المكان”، مشيراً إلى أن الصحف القديمة ليست كلها تمثل قيمة وأهمية، فهناك مجموعة من العناصر تحدد قيمة الصحيفة القديمة، منها ندرتها وحالتها وعمرها. ويضيف “هناك مجموعة من العناصر تُحدد قيمة الصحيفة بالنسبة للهاوي، ومن ذلك ارتباطها بحدث تاريخي مهم، مثل الاغتيالات والحروب والوفيات، فضلاً عن ندرتها وحالتها وعمرها، فكلما كانت الصحيفة بحالة جيدة ومرّ على صدورها سنوات طويلة ارتفع سعرها وازدادت قيمتها”. ويوضح “سعر بعض المجلات والصحف القديمة النادرة يصل في بعض الأحيان إلى أرقام فلكية، ومنها مجلة “الرسالة” التي أسسها أحمد حسن الزيات وطه حسين عام 1934 وتوقفت عن الصدور عام 1953، وكانت أهم مجلة ثقافية وأدبية في الربع الثاني من القرن العشرين، حيث باعها أحد باعة سور الأزبكية لأحد المولعين باقتناء الأشياء القديمة بمبلغ 6 آلاف جنيه، فيما بيع عدد خاص من مجلة “الكواكب” بـ1100 جنيه”. جريدة “الأهرام” ويؤكد فواز أن هواة شراء الصحف القديمة يمثلون معظم شرائح المجتمع، وليس الصفوة فحسب كما يتصور البعض، فمنهم الشباب وطلبة المدارس الثانوية وبعض الدارسين والباحثين والأكاديميين والمتخصصين في التاريخ الذين يحصلون على الصحف القديمة لتوثيق بعض المعلومات التاريخية في الأبحاث والدراسات التي يقومون بها، وهناك أيضاً بعض الأرستقراطيين يسألون في بعض الأحيان عن أعداد معينة من بعض الصحف، كالأهرام التي تتناول تاريخ أجدادهم وأقاربهم لاقتنائها من باب الوجاهة الاجتماعية. يلفت فواز إلى أن الأعداد القديمة من جريدة “الأهرام” الصادرة في عام 1876 تلقى إقبالاً لافتاً من هواة اقتناء الصحف القديمة، باعتبارها واحدة من أقدم الصحف وأوسعها انتشاراً في مصر والمنطقة العربية، وهناك تهافت من هؤلاء على الإصدار الأول من الصحيفة، والذي أعيدت طباعته بعد 10 سنوات أي في عام 1886، وطبعت منه أعداد كبيرة بالمحتوى نفسه والشكل الذي طبع به العدد الأول الأصلي للجريدة، كما أعيد طبع العدد نفسه مرة أخرى عام 1976 بمناسبة مرور 100 عام على صدور الأهرام، ويحظى هذا العدد بإقبال كبير من البعض، نظراً لخصوصيته، وأملاً في ارتفاع قيمته بمرور الزمن. ويقول إن العدد الثاني من “الأهرام” لا يزال مجهولاً حتى الآن لدرجة أن “الأهرام” نفسها أعلنت عن عدم وجود هذا العدد ضمن أرشيفها، ولا يعرف أحد الأسباب الحقيقية وراء اختفائه حتى الآن، موضحاً أن بعض الأعداد الصادرة من “الأهرام” تحظى بأهمية وقيمة كبيرة لارتباطها بالأحداث والتحولات التاريخية والسياسية، وأيضاً بسبب ندرتها مثل العدد الصادر في عام 1936 والذي تضمن خبر وفاة الملك فؤاد وجلوس الملك فاروق على عرش مصر، وقسمت الصفحة الأولى التي نشر بها الخبر طولياً إلى نصفين، حمل الأول عنوان “مات الملك” ونشرت أسفل الخبر صورة للملك فؤاد بالزي الملكي، وحمل النصف الآخر عنوان “عاش الملك” وبجواره صورة للملك فاروق بالزي الملكي أيضاً، وطريقة نشر هذا الحدث بهذه الطريقة تؤكد مدى استقرار النظام السياسي في مصر آنذاك وانتقال السلطة بسلاسة وهدوء ويصل سعر هذا العدد نحو 500 جنيه. أحداث تاريخية ويقول فواز “من بين الأعداد المهمة والنادرة الصادرة من “الأهرام” العدد الذي حمل “مانشيت” يرحب بقدوم مؤسس الدولة السعودية الحديثة الملك عبد العزيز آل سعود إلى مصر عام 1947 وكان مزخرفاً بإطار ملون، ويلقى هذا العدد إقبالاً منقطع النظير، خصوصاً من السعوديين الذين يحرصون على شرائه بأي ثمن لما يمثله لهم الملك عبد العزيز من قيمة ورمز، ويصل سعر النسخة الواحدة من هذا العدد إلى 600 جنيه. ومن بين الأعداد المميزة للأهرام عدد تضمن تغطية لوقائع زفاف الملك فاروق والملكة فريدة عام 1937 ويتراوح سعر العدد بين 150 و200 جنيه”. يشير فواز إلى أن هناك بعض الأعداد المرتبطة بأحداث تاريخية ساخنة مثل الحروب والاغتيالات والوفيات والكوارث وحوادث الانتحار والإعدام وكذلك زيارات بعض الشخصيات المهمة العربية والأجنبية لمصر، إذ تلقى هذه الأعداد رواجاً في حركة البيع لدى الكثيرين، مثل حادث اغتيال محمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر الأسبق في 29 ديسمبر 1948، واغتيال الرئيس أنور السادات في 6 أكتوبر 1981، واغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز عاهل السعودية في 25 مارس 1975، واغتيال الرئيس الأميركي جون كنيدي في 22 نوفمبر 1963، ومصرع الأميرة ديانا سبنسر في 31 أغسطس 1997 ومصرع الفنانة سعاد حسني في لندن عام 2001، وسقوط الدولة العثمانية ونفي سعد باشا زغلول إلى جزيرة سيشل، وحريق القاهرة، والحربين العالمية الأولى والثانية وحرب اليمن 1962 وحرب فلسطين 1948 وإغراق المدمرة إيلات في 21 أكتوبر 1967 وثورة 23 يوليو 1952 وتنازل الملك فاروق عن العرش في 26 يوليو 1952، وغزو العراق للكويت في أغسطس 1990، وانتفاضة الخبز في مصر 18 و19 يناير 1977، وخطاب الرئيس جمال عبد الناصر في الجامع الأزهر الذي أعلن فيه تأميم قناة السويس، وزيارة السادات للقدس في 1977، ويتراوح سعر النسخة الواحدة من هذه الأعداد بين 300 و400 جنيه. ويضيف أن الأعداد القديمة من الصحف التي تتضمن جنازات بعض الشخصيات، خصوصاً السياسية والفنية التي تلقى إقبالاً ورواجاً كبيراً أيضاً في أوساط المولعين بجمع الصحف القديمة مثل جنازة سعد باشا زغلول في 23 أغسطس 1927 وجنازة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970، وكوكب الشرق أم كلثوم في 3 فبراير 1975 وعبد الحليم حافظ في 30 مارس 1977. صحف أخرى يقول فواز إن هناك بعض الصحف والمجلات غير “الأهرام” تحظى بأهمية مثل أخبار اليوم والأخبار والجمهورية والمصري ومجلات المصور وآخر ساعة وكل شيء والدنيا واللطائف المصورة والاثنين وغيرها. ويضيف “كنت أتمنى أن يكون عندي الإصدار الأول من مجلة “الكواكب” الصادرة عام 1932 والتي توقفت عام 1934 لأنه من الإصدارات النادرة، وهناك طلب متزايد عليه وعرض البعض شراءه بمبلغ خيالي وأنا لا أفرط في أي صحيفة نادرة ومرتبطة بحدث معين مهما بلغ سعرها”. ويؤكد أنه على الرغم من انتشار الفضائيات والإنترنت سيبقى لهواية اقتناء الصحف القديمة سحر خاص، لأن الصحف تمثل ضمير الأمة ومرجعها في أي وقت، متوقعاً أن تشهد بورصة الصحف القديمة في المستقبل ارتفاعاً في أسعارها، فكلما كان تاريخ الإصدار قديماً وبحالة جيدة ارتفع السعر والقيمة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©