الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خيار المرأة الصعب بين الأمومة والوظيفة

خيار المرأة الصعب بين الأمومة والوظيفة
7 ابريل 2009 02:36
لا توجد امرأة في العالم لا تحلم بأن تكون أماً· فهذه فطرة في الأنثى عموماً وعلى مستوى كافة المخلوقات· فالأمومة في حد ذاتها مسؤولية كبيرة وواجب عظيم على كل امرأة تجاه وطنها ومجتمعها، فما بالكم إن جمعت هذه الأم بين هذه المسؤولية ومسؤوليتها كموظفة؟ وللأسف قد تصبح المرأة في أحيان كثيرة مخيرة بين إحداهما· وبالرغم من أن المسؤولين والجهات والمؤسسات يحاولون جاهدين توفير بيئة عمل مناسبة للمرأة العاملة من خلال إجازات الأمومة وساعات الرضاعة، إلا أن هذه الامتيازات الصورية والإجازات المحسوبة لا تكفل للمرأة أياً من حقوقها كأم أو موظفة· فساعات العمل الطويلة والإجازات المحسوبة والتي لا يدخل ضمن نطاقها فترات مرض أبنائها أو تطعيمهم أو احتفالاتهم الخاصة والمدرسية، لا تفي للأمومة بحقها، بل تصبح الأمومة مجرد اسم لامرأة لا يراها أبناؤها سوى في نهاية الأسبوع أو لساعتين أو ثلاث يومياً، هذا إن استغنت الأم عن أي فترة راحة أو نوم· وهنا تعتبر المرأة نفسها أماً مقصرة، مما يجعلها في إحساس دائم بالذنب تجاه أبنائها وزوجها، فتلجأ لإنكار ذاتها وإرهاق نفسها حتى يصيبها الإعياء، وبالرغم من ذلك لا يفارقها إحساس الذنب والتقصير· هذا في محيط منزلها، أما في محيط العمل فالوضع أصعب من ذلك، فهي مخيرة بين أن تكون ''محلك سر'' وبدون أي طموح، أو أن تكون طموحة· ولكي تكون المرأة طموحة، من منظور بعض المتفلسفين الإداريين، يجب أن تستغني عن ساعات الرضاعة، وأن تمتنع عن أي إجازات مرضية سواء لها أو لأبنائها ''لا تمرضين وممنوع يمرض حد من عيالك أو زوجك''· كما انه يجب أن تتأخر في عملها لإثبات أنها تعمل، وأن تحرص على الحضور حتى في نهايات الأسبوع وبدون كلمة ''لا أقدر''، في هذه الحالة فقط يمكنها أن تحلم بوضع وظيفي أحسن وبتدرج وظيفي ملائم، وإلا فلتكتفي بوضعها الحالي والدائم ويصيبها داء ''الموظفة المقصرة''، وفي النهاية لا تنال الرضا في البيت أو العمل· إذا كنا نطالب المرأة بأن تكون أماً للأجيال القادمة ويداً أخرى تبني الوطن، فلابد أن ندعمها قولاً وفعلاً، وليس بمجرد شعارات وقوانين تحسب ضدها وليس لها· فالأم التي تشعر بالأمان الوظيفي وبتفهم المؤسسة لاحتياجاتها كأم وزوجة ستعطي بجودة وبإبداع أكثر، وإن قلت ساعات عملها· إننا الآن في عصر التقدم والتكنولوجيا والأفراد في المؤسسات تقاس وتقيم قدراتهم بعطائهم وليس بساعات دوامهم· فهل سيصبح حلم الأمومة كابوساً يطارد الموظفات وتطارده المعوقات الوظيفية؟ تحية لكل أم موظفة ولكل موظفة تحلم بأن تكون أماً· ضبابة سعيد الرميثي - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©