لوموند: خلل في شفافية الاليزيه

اهتمت صحيفة ''لوموند'' الفرنسية بالمفاوضات بين فرنسا وليبيا، وذكرت أنه ''من المنطقي ألا يترك معمر القذافي رهائنه بدون فدية كبيرة''· وحاول قصر الاليزيه بشدة تصوير الوضع كما لو كان الرئيس وزوجته قد اجتازا وحدهما المفاوضات الصعبة ليصلا إلى المخرج السعيد (لقضية الممرضات البلغاريات)''· وأضافت الصحيفة أن ساركوزي جنى الان نتيجة ذلك حيث صار من الواضح أن ''الدولة المستقيمة'' التي يرغب فيها ساركوزي أصبحت تعاني الان من خلل في الشفافية ومحاولات التلاعب بالرأي العام، وأوضحت الصحيفة أن الامر يبدو كما لو كان تم استبعاد وزير الخارجية برنار كوشنير- الذي لا يحظى بالثقة اللازمة من قبل الرئيس لكونه وزيراً للانفتاح على اليسار- من المفاوضات· وتابعت الصحيفة: ''بالطبع ستظل هناك دائماً دبلوماسية سرية، ولكن التصريحات غير المقنعة لوكشنير لا تكفي، يجب أن يدلي ساركوزي قريباً بالتوضيح الذي تنتظره منه البلاد، وكلما أسرع في ذلك كلما كان أفضل''· كما قالت الصحيفة الفرنسية: إن الممرضات البلغاريات اللاتي أفرج عنهن في ليبيا قبل نحو أسبوع قد تعهدن كتابة في حضور دبلوماسيين أوروبيين بعدم رفع دعوى تعذيب ضد ليبيا قبل أن يتم الإفراج عنهن· وكشفت امس أنه قد تم إضافة هذا التعهد في الخطاب الذي وقع عليه الدبلوماسيون الأوروبيون ومن بينهم وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير في سياق المفاوضات التي سبقت الإفراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني· واستندت الصحيفة في تقريرها إلى متحدث باسم الحكومة الفرنسية· غير أن امانويل ألتيت، أحد محامي الممرضات، لم يستبعد رفع مثل هذه الدعوى، دافعاً بأن توقيع الممرضات على التعهد كان بالإكراه، وأن ذلك لا يمكن أن يمنع المعنيات من المطالبة بمقاضاة المسؤولين عن التعذيب· يشار إلى أن البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني ذكروا أنهم تعرضوا لتعذيب وحشي واغتصاب أثناء وجودهم في السجن·