الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"عمر وسلمى".. توليفة تجارية تلعب على المضمون

"عمر وسلمى".. توليفة تجارية تلعب على المضمون
4 أغسطس 2007 23:33
لا تكاد السينما المصرية تخطو خطوة الى الأمام تدفع السينمائيين إلى التفاؤل حتى تقفز قفزات واسعة للخلف بالعودة إلى الأفلام السطحية التي تستثمر حادثة هنا او أزمة هناك لتستنزف جيوب المشاهدين· وفيلم ''عمر وسلمى'' ينتمي إلى هذه النوعية· الفيلم حقق إيرادات خيالية قياسا بفترة الامتحانات التي كانت تشغل أغلب البيوت المصرية واقترب من عشرة ملايين جنيه فيما لا يتجاوز ثلاثة أسابيع وهو رقم قياسي في ذلك التوقيت الميت من شهر يونيو الذي يدفع فيه المنتجون بأفلامهم على سبيل التضحية ودون أي أمل في ان تحقق شيئا· الفيلم لا يمكن اعتباره فيلما بأي حال فهو مجرد أغنيات تتخللها مشاهد وتمثيل بطريقة الـ''بلاي باك''، وهو تجربة أقرب للألبوم الغنائي المصور، منه إلى الفيلم السينمائي مع فكرة سطحية تفتقت عنها عبقرية البطل تامر حسني· واستغل المنتج محمد السبكي قمة الإثارة التي عاشها تامر على مدار العامين الأخيرين واستثمر جنون المراهقين به وطرح الفيلم في هذا التوقيت متأكدا من أنه سينجح في أي وقت وان له ظروفه الاستثنائية الخاصة التي تجعل المراهقين يقبلون عليه بصرف النظر عن أي شيء آخر· والقاعدة الجماهيرية لتامر حسني كمطرب ناجح، تمثل ضماناً لأي منتج للإقدام على تقديم فيلم له حيث سيأتي جمهوره على الأقل لمشاهدته وهو يمثل· تيمة قديمة يعتمد الفيلم على التيمة القديمة للشاب، الذي يحب فتاة وتتركه كي تصبح نجمة مشهورة فيلتقي بفتاة أخرى يقع في حبها وعندما تعود الحبيبة الأولى تجد الوقت قد فات· ويلعب تامر حسني دور الشاب الثري ''عمر'' وهو عابث يعيش حياة الترف بفضل أموال والده ويقع في حب المطربة الناشئة ''فرح'' التى تهجره مع أول شخص يلوح لها بالشهرة والمال· فبمجرد أن يظهر مخرج الفيديو كليب ''هشام'' تنقلب الحبيبة المزعومة وتتبدل أحوالها وتترك الحب الأول إلى الصيد السهل الثاني وتهجر حبيبها الذي يصاب بصدمة· ولأن ''عمر'' لا يضيع الوقت كثيرا فإنه يبدأ بسرعة البحث عن قصة حب جديدة وينغمس في العلاقات العاطفية والجنسية العابرة وحياة اللهو والسكر إلى أن يلتقى صدفه ''سلمى'' مي عزالدين الفتاة الانطوائية التي تمثل بالنسبة له لغزا يسعى بكل الطرق إلى حله والتعرف على الحزن الدفين الذي تحاول أن تخفيه تحت نظارتها السوداء· وتتكرر الصدف التى تجمع ''عمر وسلمى''، ويتعرف على قصتها· فقد ذاقت طعم الخيانة الذي يعانيه وفقدان الأب مبكرا وتجرعت مرارة انحرافات الأم حتى اضطرت للهرب مع جدتها العجوز التى تحتاج إلى رعايتها· ويحاول ''عمر'' لفت نظر ''سلمى'' والتقرب منها بطريقته الجريئة ويطاردها فى كل مكان بشقاوته دون أن يتخلى عن علاقاته العاطفية العابرة· وبعد أن تبدأ ''سلمى'' الاستجابة والتسليم وتعترف بالعاطفة تجاهه تكتشف أنه لم يتخل عن مغامراته وأنه يخونها مع حبيبته السابقة ''فرح'' فتتأزم الأمور من جديد وتقرر ''سلمى'' الابتعاد نهائيا· ويوسط ''عمر'' والده الفنان عزت أبو عوف الذي يؤدي دورا خفيف الظل وتعمل عنده ''سلمى'' ولكنه يفشل مع استهتار الابن في أن يعيد المياه إلى مجاريها بين الحبيبين· تتدخل ''فرح'' حبيبة ''عمر'' السابقة التي فجرت الأزمة بنفسها للصلح بين ''عمر وسلمى'' وتنجح فى ذلك لينتهي الفيلم كما الأفلام العربية القديمة في مشهد استعراضي يرتدي فيه عمر أفخر ثيابه ويذهب إلى منزل ''سلمى'' طالبا منها الزواج بصوت عال أمام كل جيرانها وعندما تومىء ''سلمى'' برأسها بعلامة الموافقة تدوي الزغاريد· قصة مستهلكة القصة التي ألفها المطرب تامر حسني حكتها السينما ودارت حولها أغاني المطربين واستهلكتها الحواديت القديمة ونسج منها السيناريست أحمد عبدالفتاح في تجربته الثالثة بالسينما بعد فيلمي ''زي الهوى'' و''حالة حب'' الذي كتب قصته تامر حسني أيضا· السيناريو من نوعيات الوجبات السريعة ودعمت ركاكته أداء أبطال الفيلم وبالذات تامر حسني الذي لم يظهر أي قدرات تمثيلية وبدأ كأنه لا يفقه أبجديات التمثيل وجاء أداؤه باهتا للغاية· ويعد الفيلم أضعف تجارب تامر· فقد بدا مفتعلا، بالذات في المشاهد الرومانسية ولم يسعفه الانفعال في أغلب فترات الفيلم خاصة في المشاهد الطويلة· حفل الفيلم بالأغاني ومشاهد الأكشن عندما اشتبك بطل الفيلم ''عمر'' أو تامر حسنى أكثر من مرة فى معارك للدفاع عن حبيبته السابقة ''فرح'' ضد استبداد مخرج الفيديو كليب الذي فضلته عليه أو من أجل ''سلمى'' ليخلصها من مضايقات وملاحقات خطيبها السابق الخائن الذي يطاردها فى كل مكان تذهب إليه· المعادلة الساذجة مي عزالدين أثبتت بقوة نظرية الثبات في الحفاظ على مستواها بلا أي تطوير أو تميز· وميس حمدان أو ''فرح'' من المؤكد ان لديها أكثر مما قدمته، وانفعالاتها لم تكن طبيعية ولم يمكنها الصوت المبحوح والتردد في كلماتها من التعبير عن شخصيتها رغم أن ''فرح'' كانت من أكثر شخصيات الفيلم ثراء· اما الاخراج في الفيلم فقد اعتمد أكرم فريد بشكل كامل على المعادلة الساذجة التي تجذب الجمهور ولم يجتهد في صنع رؤية بصرية مغايرة أو تقديم شكل اخراجي جديد· ورغم ذلك فإن الفيلم لا يخلو من نقاط ضوء· فرغم التركيز المبالغ فيه على شخصيات الفيلم الرئيسية وخصوصا على تامر حسني، فقد استطاعت مروة عبدالمنعم أن تلفت النظر كممثلة خفيفة الظل ذات حضور وموهبة تعتمد على الأداء وإن كان السيناريو لم يخدمها· وتجسد مروة صديقة البطل التي تلعب دور السنيد بدلاً من الدور التقليدي لصديق البطل الكوميدي وكانت شخصية جميلة فعلاً، وأضاف لها كثيراً الوجه البريء لمروة عبد المنعم، وطبيعة علاقتها مع عمر المرسومة بشكل جيد، خاصة جمل الحوار بينهما· إلا أنها تختفي فجأة دون مبرر في الجزء الأخير من الفيلم وكذلك الممثلان رامي وحيد ومحمد سليمان اللذين أجادا في دوريهما، وتحديداً وحيد الذي سمحت له مساحة الدور الكبيرة نسبياً بإظهار إمكانيات فنية ضاعفت من تأثير الشخصية في الأحداث والمشاهد التي ظهرت فيها· أما سليمان فكان ظهوره شبيهاً بظهور ضيف الشرف ولكنه كان كافياً للتعبير عن قدرته على التقدم في التمثيل· وإلى جوار الممثلين الشابين قدم عزت أبو عوف والد البطل تامر حسني دورا مختلفا للأب المغرم بالنساء، لذلك فالابن لا يجد أي نوع من القيود من جانب الأب، كما ان كاميرا مدير التصوير محسن نصر كان لها تأثيرها فى بعض الأحداث·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©