الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«المشروع الوطني» لمراكز التدريب ثورة في المراحل السنية ومنبع «جيل الأحلام»

«المشروع الوطني» لمراكز التدريب ثورة في المراحل السنية ومنبع «جيل الأحلام»
4 فبراير 2013 22:57
منير رحومة (دبي) - لأن الصدفة لا يمكن أن تتكرر في أكثر من إنجاز، ولأن الحظ لا يبتسم باستمرار في البطولات والمشاركات، فإن الألقاب التي حققتها منتخباتنا في المراحل السنية في السنوات الأخيرة والنهضة الكروية التي تعيشها اللعبة بقيادة “جيل الأحلام”، هي بالتأكيد وليدة خطة عمل واستراتيجية واضحة المعالم، درست الواقع واستخلصت النواقص وخططت للمستقبل بأهداف طموحة وأحلام كبيرة، فبدأت في جني أولى الثمار وقطف أولى النجاحات. وقصة العمل داخل المنتخبات الوطنية والتي أصبحت في الفترة الأخيرة محل متابعة من بقية الاتحادات الصديقة والشقيقة بالمنطقة للسير على منوالها والاستفادة بتجربتها، ليست وليدة عمل استعجالي ووصفة سريعة المفعول وإنما هي “مشروع وطني” تأسس في هدوء بعيداً عن الأضواء وبدون ضجة إعلامية ودعاية ترويجية لبناء منتخبات قوية قادرة على المنافسة بجدية، تبدأ من المراحل السنية وتتدرج في ظروف إيجابية إلى المنتخب الأول. ارتفاع سقف الطموحات وأمام اتساع دائرة الاهتمام بكرة القدم في أواخر التسعينيات وارتفاع سقف طموحات الجماهير والمسؤولين، خاصة بعد وصول الأبيض إلى مونديال 90 بإيطاليا تطلب الوضع اعتماد سياسة جديدة في بناء المنتخبات الوطنية ضمن مشروع كبير أطلق عليه اسم “المشروع الوطني” لما يحمله من أهداف كبيرة تسعى إلى تغيير جذري في أساليب العمل وتؤسس لمستقبل بعيد المدى في كرة الإمارات من خلال إنشاء مراكز تدريب في عدة مناطق بالدولة. التأسيس في 1999 وشهدت فترة رئاسة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لاتحاد الكرة، بداية تأسيس المشروع حيث تم عرضه في اجتماع مجلس الإدارة، الذي عقد يوم 14 نوفمبر 1999 وانطلق العمل به بعد شهر فقط، وتم تحديد هدف دقيق لهذا المشروع يتمثل في جعل عملية بناء المنتخبات الوطنية عملية مستمرة من خلال وضع خطط مستقبلية وبرامج متواصلة لإعداد اللاعبين للمشاركات الخارجية، واعتبر المشروع مسؤولية وطنية يشترك في نجاحها أو فشلها الأندية والاتحاد والمجتمع في إشارة إلى أهمية تظافر كل الجهود لتغيير واقع اللعبة والانطلاق بها إلى أفاق أوسع وأهداف أكبر. التجربة مستمرة وعلى عكس ما كان يتوقع البعض بان منتخبات المناطق توقف العمل بها في السنوات الأخيرة، فإن التجربة مستمرة إلى يومنا هذا بنفس الأهداف والطموحات، لكن بدعم أكبر ومتابعة أكبر ساهمتا في إفراز العديد من اللاعبين الذين دعموا منتخباتنا الوطنية وساهموا في تحقيق الإنجازات الأخيرة التي تحققت لكرة الإمارات عبر مختلف المراحل السنية. 5 مناطق موزعة وقد انطلق المشروع الوطني بتأسيس خمس مناطق تدريب موزعة على مختلف إنحاء الدولة وهي: منطقة أبوظبي والعين وضمت أندية الوحدة والجزيرة والعين وبني ياس، ومنطقة دبي وضمت أندية الشباب والنصر والأهلي والوصل ودبي وحتا، ومنطقة الشارقة وضمت أندية الشارقة والشعب وعجمان والعربي والذيد وفلج المعلا، ومنطقة رأس الخيمة وضمت أندية الإمارات ورأس الخيمة والرمس والجزيرة الحمراء، والمنطقة الشرقية وضمت الخليج والاتحاد وأهلي الفجيرة والعروبة ودبا الحصن ودبا الفجيرة ومسافي. مراكز لـ 3 منتخبات وتضمن البرنامج العام للمشروع مراكز تدريب لثلاثة منتخبات هي الأشبال والناشئين والشباب في إستراتيجية واضحة للارتقاء بالعمل داخل المراحل السنية ودعم بناء وإعداد اللاعبين منذ الصغر حتى يتدرجوا عبر مختلف الفئات في ظروف إيجابية ويضمنوا الحصول على الجرعات التدريبية اللازمة لإفادة المنتخبات في المستقبل. 4 مراحل رئيسية وشهدت تجربة العمل بمناطق التدريب والاهتمام بالفئات السنة للمنتخبات الوطنية أربع مراحل كبرى كان لها الأثر في الارتقاء باللعبة وتغيير العديد من المفاهيم في البناء والإعداد، وتتمثل المرحلة الأولى في بداية إنشاء المراكز بخمس مناطق تدريب بالدولة بميزانية متواضعة كخطوة أولى للتعرف على إيجابية وسلبيات المشروع حيث تزامنت مع عهد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، الذي كان المؤسس الحقيقي للمشروع الوطني. إنشاء أكاديميات وفي الفترة الثانية التي تزامنت مع رئاسة سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي لرئاسة الاتحاد التي استمرت من 2001 وحتى 2002، والذي حمل أفكاراً متطورة لدعم التوجه في الاهتمام بالمراحل السنية من خلال إنشاء أكاديميات للمنتخبات موزعة على عدد من مناطق الدولة، وذلك تماشياً مع النقلة الكبيرة التي حققها سموه في نادي الوحدة من خلال مشروع أكاديمية العنابي. وبعد الفترة الانتقالية وتولي يوسف السركال رئاسة الاتحاد خلال الفترة من 2004 وحتى 2008 عاد اتحاد الكرة إلى العمل بمشروع مراكز التدريب، وتم إطلاق مشروع كبير وفق إستراتيجية طموحة تحت اسم “يد على الحاضر وعين على المستقبل”، وذلك بداية من عام 2005، حيث اعتمد الاتحاد التوجه القائم على مزيد الاهتمام بالفئات السنية ووضع خطط عمل طويلة المدى وأهداف دقيقة حتى يتم إعداد البرامج الدقيقة والسعي إلى تحقيقها. وللإشارة فان هذه المرحلة بعد2007 استفادت بعد برفع ميزانية الاتحاد وزيادة الإنفاق على اللعبة مما كان له الأثر الإيجابي في تطبيق البرامج وتنفيذ الخطط في ظروف ملائمة. أما المرحلة الرابعة، فهي مرحلة رئاسة محمد خلفان الرميثي للاتحاد خلال الفترة من 2008 وحتى 2011، حيث وصل مشروع الاهتمام بالمنتخبات الوطنية ودعم العمل بالمراحل السنية إلى أعلى درجاته بفضل تبني مجلس الإدارة هذا العمل كإستراتيجية ثابتة في برنامجه بالإضافة إلى توظيف الدعم المالي الكبير الذي حظي به الاتحاد من خلال زيادة حجم الرعاية وتضاعف ميزانية الاتحاد، مما كان له الأثر الواضح في حصد العديد من النجاحات على مستوى المنتخبات السنية. وتميزت هذه الفترة بحصاد جيد لكرة الإمارات نظراً للعدد الكبير من الألقاب والبطولات التي حققتها اللعبة، حيث توج منتخب الناشئين بلقب بطولة كأس الخليج أعوام 2006 و2009 و2010 وكأس آسيا للشباب عام 2008 وكأس الخليج للمنتخبات الأولمبية عام 2010 بالإضافة إلى فضية الألعاب الآسيوية من نفس السنة. تواصل التقدم كما تأهل منتخبا الشباب والناشئين إلى كأس العالم بمصر ونيجيريا وعادت منتخباتنا بذلك إلى دائرة المنافسة العالمية من جديد، وبعودة يوسف السركال مرة أخرى إلى رئاسة اتحاد الكرة بداية العام الماضي استمر العمل بنفس المنهج في تناسق وتوافق تام بين الأفكار السابقة والحالية مما ساهم في ارتقاء النجاح من المراحل السنية إلى المنتخب الأولمبي في الصيف الماضي بالوصول للمرة الأولى إلى دورة الألعاب الأولمبية بلندن 2012 ثم ارتقى إلى المنتخب الأول وليتوج الأبيض بثاني لقب له في كؤوس الخليج الشهر الماضي. نجاح السياسة الجديدة ونجحت السياسة الجديدة في العمل بالمراحل السنية للمنتخبات في إنتاج أولى ثمارها خلال المشاركات الخارجية لمنتخباتنا الوطنية، وحققت الكرة الإماراتية 11 إنجازاً مهماً مهدت الطريق لمواصلة المشوار نحو أهداف أكبر وأهم في المرحلة المقبلة، وتمثلت هذه الإنجازات في التتويج بكأس الخليج ثلاث مرات وكأس الخليج للمنتخبات الأولمبية مرة واحدة إلى جانب الفوز بكأس الخليج مرتين مع المنتخب الأول، وعلى المستوى القاري الفوز بكأس آسيا للشباب والحصول على الميدالية الفضية في دورة الألعاب الآسيوية “الأسياد” إلى جانب التأهل إلى نهائيات كأسي العالم للشباب والناشئين عام 2009، والتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية “لندن 2012”، وهي نتائج إيجابية لخطة عمل انطلقت منذ سنوات قليلة وبدأت مؤشراتها في الظهور شيئاً فشياً. وأثبت نجاح “جيل الأحلام” من خلال مسيرته اللافتة عبر مختلف المراحل السنية نجاح التجربة الإماراتية في تصحيح وضع اللعبة من القاعدة وإلى المنتخب الأول وغير المفاهيم لدى دول المنطقة في طريقة العمل وبناء المنتخبات، مما جعل اتحاد الكرة تحت مجهر بقية الاتحادات الأخرى للتمعن في ما تم تحقيقه من عمل داخل المراحل السنية لمنتخباتنا الوطنية ودفع بالبعض إلى مخاطبة اتحاد الكرة رسمياً للاستفادة من التجربة والسير على طريقها. وكانت بطولة “خليجي 21” بالبحرين خير مثال على ما تحقق من ثمار عمل مسؤولي اللعبة بالدولة عندما أبهر “جيل الأحلام” الجماهير الخليجية وكشف عن موهبة كبيرة واهتمام غير مسبوقين من اتحاد الكرة بهؤلاء اللاعبين الذين قدموا عروضاً قوية ولوحات فنية جميلة وحققوا إنجازاً جديداً بالتتويج بلقب البطولة ومواصلة المسيرة الإيجابية التي بدؤوها من الصغر. إنجازات كرة الإمارات خلال 13 سنة - كأس الخليج للناشئين: 3 مرات عام 2006 و2009 و2010. - كأس الخليج للمنتخبات الأولمبية: عام 2010. - كأس آسيا للشباب: عام 2008. - الميدالية الفضية في دورة الألعاب الآسيوية: عام 2010. - التأهل إلى كأس العالم للشباب بمصر 2009. - التأهل إلى كأس العالم للناشئين في نيجيريا 2009. - التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية “لندن 2012”. - الفوز ببطولة كأس الخليج للمنتخبات الأولى 2007 - الفوز ببطولة كأس الخليج للمنتخبات الأولى 2013
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©