الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وحدة حال!

4 أغسطس 2007 23:33
لبست مصيرها وتمددت بين يديّ صديقتي دجاجة الشواء· وللنساء - أو لصديقتي على وجه الدقة - أصابع تتقن شحذ الخديعة بسكين توسوس للهواء أن: تريث عند الحلقوم! بالرأس بدأ الحفل بعينين تغيمان ببطء كليل تفاجئه سقسقات فجر يلوح عينان نافذتان على الروح عين على التأنيب تفتحني وأخرى تحت مضاء النصل تغيب الجسد البض تحت دبيب الماء يغيب ··· الجسد البض لا ترمح فيه الأفراح لا يعنى بامرأة بيضاء النية تطهو للزوج طبق محبَّة وبين أصابعها تنطفئ حياة وتطعن صُحبة! حزَّةٌ أولى تصعد الرغبات سلَّم المناجاة حزَّةٌ أخرى الرأس المسكون بالسؤال يطير النَّفَس الأخير في القفص الصدري يطير الحَبُّ الباحث عن اللذة في المنقار يطير غيوم البخار من الجسد المبهَّر بالقسوة تطير وروحي في سجن الرؤية تحتضن سقوط الطيران! وقْوَقَةٌ تتجلّى في نثير البخار عيون صغيرة تسبح في دوائر البخار تبحلق في جناح يرف على بحيرة الدَّمِ ليسقط في حوض الماء في العمل تمضي الأصابع تقطع الوَقْوَقات التي في الحوض تدور ويق ويق ويق··· مئات المشاهد تطل من الفرح المغتال تعبرُني تعبر بي بقايا جراح عتيقة على فخذين لفاطمة كهذين الفخذين بياضاً وامتلاء ويضجُّ الماء يتفجَّر الدَّم من سلسلة الظَّهر فقاعاتُ الصابون تطير والسلالاتُ وأسرارُ الخصوبة والريشُ يطير··· ويفور الماء تحط لهفة فوق الأصابع توقظ الوعد القديم بحياة تفوح وتروح روحي خلف الجروح أتفرس في وجه صديقتي / الأنثى أسائل لعنة الذَّبح هل نسيت مجزرة مرت تحت شُبّاكِنا؟! أتقصى ما تفعل الأصابع بالملح تدعكها تكفِّنها بالفلفل الأسود والزعفران ترش فوق الجسد شروخاً من حبوب الهال تحدق في البياض المريب، المريب تتشمّمُ الرائحة وحين توقن أنها تصلح للعذاب تحملها من حبلها الصوتيِّ تحملها مثل قطة تحمل جنينها الميت تسجيها في طبق أبيض/ أبيض تهيأ للموت الآتي، واستطاب تحشوها بلوز الخيانة فستق الطعنة بندق اليتم وحبُّ الصنوبر فوق الجسد المسالم مثل ندوب التعذيب على جسد فاطمة تسرد الدجاجة في الفرن روحها على ألسنة النار تسرد فاطمة في السجن روحها على سياط العذاب وفي أعماقي سؤال يحوم: ربّاهُ··· هل كان صدفة ذاك التشابه الغريب، الغريب بين الدجاجة المسجّاة في الطبق والنساء ؟!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©