الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المتطفلون يغتالون الدقائق الذهبية لإنقاذ مصابي الحوادث

المتطفلون يغتالون الدقائق الذهبية لإنقاذ مصابي الحوادث
1 يناير 2008 03:14
لم تعلم ''مريم'' أنها على موعد مع مفاجأة من العيار الثقيل عندما تضاعفت مصيبتها بعد أن اصطدمت سيارتها ذات الدفع الرباعي بالرصيف الجانبي لتنحرف بها وتستقر أعلى الرصيف، وبالرغم من أنها لم تصب بأي أذى و سيارتها أيضا إلا أن تجمهر المارة حولها جعلها صيدا لأعين المتفرجين ولكاميرات هواتفهم النقالة· كانت ''مريم'' في انتظار وصول دوريات الشرطة لتخطيط الحادث إلا أن الدقائق القصيرة مرت عليها بطيئة متثاقلة وهي محط أنظار العشرات من المتطفلين وأصبحت حديث الشارع والمارة مما أضر كثيراً بها· المتطفلون هذا الحادث البسيط يسوقنا للحديث عن الحوادث المرورية التي تقع بالعشرات يوميا في مختلف مناطق الدولة وقد لا يمر أي منها دون أن ترى حلقات من المتفرجين تتابع الحادث وكأنه مسرح لأحد عروض أفلام الإثارة أو موقع لتصوير أحد مشاهد '' الأكشن'' يشارك المتطفلون في تصويره وتسجيله ونشره على شبكة الإنترنت· مئات اللقطات بالفيديو والصور لحوادث مرورية في الإمارات تنشر عبر شبكة الإنترنت والبلوتوث وهي ترضي فضول الآلاف من زائري هذه المواقع ، إذ لا يترددون في تحميلها ونشرها في المنتديات تحت عنوان:'' بنات في حادث على شارع الإمارات'' أو '' لقطات من حادث نيسان في العين'' أو غيرها من العناوين· ويطرح ذلك العديد من الأسئلة حول دور المواطن من الجمهور تجاه الحوادث وما هي الخطوات الصحيحة في حال رؤية حادث وهل يسمح للمواطن التدخل في عملية الإسعاف والإنقاذ ؟ ''الاتحاد '' تناقش في هذا التحقيق هذه المحاور في السطور التالية: ظاهرة سلبية حول موضوع تجمهر عدد من الناس أمام الحوادث المرورية للتفرج فقط قال الرائد محمد العامري رئيس قسم الطوارئ والسلامة العامة في العين في حديث خاص لـ ''الاتحاد'' : '' تعتبر هذه الظاهرة من الظواهر السلبية السيئة جداً حيث يتجمهر عدد كبير من الجمهور عند حدوث أي حادث مروري لمشاهدة المصابين في الحادث من باب الفضول والتطفل فقط·لافتا إلى أن تجمهر الناس له تأثير سلبي على المصاب من الناحية النفسية حيث أن تجمهر عدد كبير من الجمهور حول المصاب قد يخيفه ويزيد حالته الصحية سوءاً، كما أن المصاب يحتاج إلى هواء نقي وفسحة ليأخذ أنفاسه· وأكد أن التجمهر يعيق وصول فرق الإسعاف والإنقاذ إلى مكان الحادث بالسرعة المطلوبة، فتجمع سيارات الجمهور المتوقفة في الطريق في مكان الحادث وتجمهرهم حول المصاب قد يعيق رجال الشرطة في إفساح الطريق لعناصر الإنقاذ والإسعاف لدقائق ، والتي نعتبرها الدقائق الذهبية في إنقاذ وإسعاف شخص ما يكون في حاجة ماسة للإنعاش القلبي مثلاً أو لإيقاف نزيف حاد، وتكون هذه الدقائق هي الفارق بين الحياة والموت· التعاون ورداً على سؤال حول الدور المطلوب من الجمهور عند وقوع الحوادث المرورية قال الرائد محمد العامري إن على الجمهور عمل الآتي وهي أولاً الاتصال بالعمليات المركزية على رقم 999 للتبليغ عن الحادث وطلب سيارة الإسعاف ثم تحديد موقع الحادث جيداً ووصفه لموظف العمليات بشكل واضح، لاختصارالوقت، وتحديد عدد المصابين في الحادث عند البلاغ وتحديد خطورة الإصابة إذا أمكن هل هي خطيرة أم متوسطة أم بسيطة· وشرح الخطوات الباقية المطلوبة من الجماهير أثناء الاتصال بالشرطة ومنها تحديد ما إذا كان المصابون محشورين في مركبتهم أم لا وذلك لتحريك فريق الإنقاذ وتنبيه السيارات في الطريق بوجود حادث لتخفيف السرعة وتحويل المسار والابتعاد عن مكان الحادث وإفساح الطريق لرجال الشرطة وعناصر الإنقاذ والإسعاف· وأوضح أن على الجماهيرعدم التجمهر بأعداد كبيرة حول المصابين قبل وصول المختصين وإخلاء الموقع فوراً عند وصول رجال الشرطة· دور الجمهور ورداً على سؤال حول إمكانية مساعدة الجمهور للمصابين في الحوادث أكد العامري أهمية عدم تدخل الجمهور في عملية نقل المصابين إلى المستشفى فور حدوث الحادث لأنه قد يسبب الوفاة أو الإعاقة الدائمة للمصاب نتيجة النقل الخاطئ، ودعا الجمهور إلى المساعدة في التبليغ عن الحادث للعمليات بهدوء وتريث وبشكل واضح لضمان وصول المعلومات للعمليات المركزية· خطر مؤكد وشرح رئيس قسم الطوارئ والسلامة العامة للجمهور بعض النصائح المهمة قائلاً:'' في حال رؤية المصاب أنه قد يتعرض لخطر مؤكد في مكان تواجده سواءً من جراء احتراق المركبة التي بها أو كان مرمياً وسط الطريق خوفاً من أن تدهسه السيارات القادمة، على الجمهور نقله إلى مكان آمن خارج المركبة أو الشارع، وذلك بطريقة صحيحة بعد تثبيت الرقبة والعمود الفقري للمصاب حتى لا يصاب بالإعاقة أو الوفاة وانتظار وصول المختصين'' · وإذا كان أحد الجمهور لديه إلمام جيد بالإسعافات الأولية وكانت حالة المصاب تحتاج إلى عملية الإنعاش القلبي السريع، بإمكانه أن يقوم بعملية الإنعاش في نفس المكان لحين وصول المساعدة أو إيقاف النزيف بالطرق الصحيحة التي تعلمتها· عقوبات رادعة وحول رأي جهاز الشرطة في موضوع تجمهر الناس عند مواقع الحوادث المرورية قال المقدم خليفة الخييلي رئيس قسم مرور ودوريات العين لـ '' الاتحاد '' : '' لا شك أن التجمهر في مواقع الحوادث المرورية البليغة يعتبر ظاهرة اجتماعية غير مقبولة حيث أن توقف وتجمع المركبات والأشخاص بجوار وعلى الطريق يؤدي إلى عرقلة الحركة المرورية'' · وأشار إلى أن أحد التأثيرات السلبية للتجمهر هو تأخر وصول سيارة الطوارئ والسلامة العامة إلى الموقع من أجل إنقاذ ونقل المصابين بأقصى سرعة إلى المستشفيات القريبة· ونوه إلى أن البعض يتوقف ليس من أجل التفرج فقط وإنما من أجل محاولة إسعاف ونقل أشخاص بسرعة للمستشفيات وهذه ظاهرة تنم عن تعاون وتكاتف المجتمع وحرصه على تقديم العون والمساعدة عند الحاجة· ودعا المواطنين والمقيمين إلى عدم الوقوف العشوائي والتجمهر الذي ينتج عنه حوادث متعاقبة لا تحمد عقباها كما أنه يؤدي إلى تباطؤ وصول سيارة الطوارئ والسلامة العامة وكذلك ربما يؤخر عملها بسبب الانشغالات في الأعداد الكبيرة من الأشخاص المتوقفين ليس لشيء إلا حب الفضول بما حدث للآخرين وبما يقوم به رجال الأمن من أجل إعادة فتح الطريق وتسهيل وتنظيم الحركة المرورية للجمهور· المطلوب حول الدور المطلوب من الجمهور عند وقوع الحوادث المرورية قال الخييلي :'' يبقى مجتمع دولة الإمارات عنواناً للتآخي والمحبة والمساعدة عند الحاجة، إلا أنني أدعو الجمهور عند مشاهدة حادث مروري نتج عنه جرحى أو وفيات أو كلاهما معاً إلى أن يوقف مركبته في مكان آمن لا يسبب عرقلة السير للآخرين ومصرح الوقوف به، ثم يبلغ عن الحادث على الرقم المجاني 999 ويحدد مكان الحادث بالدقة اللازمة حتى يتسنى إرسال المختصين من دوريات الشرطة ومخططي الحوادث والمحققين وسيارات الطوارئ والسلامة العامة بسرعة فائقة، من أجل إعطاء المصابين الإسعافات الأولية في الموقع ونقل الحالات الحرجة بسرعة إلى أقرب مركز طبي أو مستشفى وبعدها يحاول أن يوقف محرك المركبة المصدومة ثم يضع علامات تحذيرية ''مثلثات عاكسة للضوء'' إن وجدت وتكون على بعد 100 متر تقريباً قبل وبعد الحادث، ويحاول إنقاذ المصابين إن أمكن إذا كان على دراية بالإسعافات الأولية وإذا لم يكن فينتظر حضور رجال الإسعاف والشرطة· ممنوع التجمهر وتابع قائلا:'' إذا لم يكن الشخص طرفاً في حادث تسبب في إصابات بدنية فلا يجب عليه الوقوف بالقرب من مكان الحادث ولا يعرقل سير الآخرين ليرضي فضوله، فإن التجمهر حول مكان الحادث تصرف غير حضاري ويعوق حركة رجال المرورو الإسعاف عند نقل المصابين كما يؤدي إلى تفاقم أخطار جديدة ''· وأكد دعوته للجمهور إلى أن يقتصر دورهم على الإبلاغ عن الحادث وتفاصيله فقط وأن يترك موضوع إسعاف المصابين بإصابات بالغة إلى المختصين من المسعفين نظراً لأن نقل المصابين بطريقة ربما يؤدي إلى مضاعفة الإصابة ، خصوصاً إذا كان المصاب ينزف دماً أوكانت إصابته في العمود الفقري، إلا أن يمكن للأشخاص المختصين كالأطباء والممرضين الذين بإمكانهم تقديم المساعدة الأولية لحين وصول دوريات الإنقاذ والإسعاف إلى الموقع·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©