السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الداخلية: لا تهاون مع أي مساس بحقوق الطفل

7 ابريل 2009 02:54
أشاد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية بالزيارة التي قام بها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وكريمته الشيخة شما بنت محمد بن زايد، للاطمئنان على الحالة الصحية للطفلة ''نوف''، مشدداً على أن وزارة الداخلية لا تجد مبرراً لإلحاق الأذى بالطفولة· واعتبرت وزارة الداخلية، في بيان لها أمس، أن الممارسة المأساوية التي تعرضت لها الطفلة المواطنة ''نوف'' جراء سوء معاملة زوجة أبيها المواطنة تعكس بكل وضوح أهمية الوعي الأسري والتربوي لدى بعض الأزواج الذين يعتقدون أن العنف احد وسائل التربية والتهذيب، داعية في الوقت نفسه الى طلب النصح والإرشاد عبر الاستشارة الهاتفية لمراكز الدعم الاجتماعي او أي من المراكز المختصة في هذا المجال· وجاء ذلك إثر ما أقرت به عائلة الضحية من أن الهدف من وراء القسوة والتعذيب الجسدي الذي تعرضت له ''نوف'' يكمن في دافع التربية والتهذيب وأن الطفلة كانت ''عنيدة ولا تنصاع بسهولة لما يطلب اليها''، الامر الذي، بحسب البيان، انتقده بشدة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية، ليؤكد سموه أن اجهزة الشرطة لن تنظر بعين الرأفة او تقبل بأي عذر يلحق الأذى بالطفولة مهما كان نوعه او مستواه، وهي الرسالة الواضحة التي تجسدت في زيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وكريمته الشيخة شما بنت محمد بن زايد، للاطمئنان على الحالة الصحية للطفلة ''نوف'' وتوجيه سموه الى تقديم اقصى درجات الرعاية والتأهيل الطبي والنفسي لتمكينها من تجاوز تلك الآثار· كما أعرب سمو وزير الداخلية عن بالغ امتنان وزارته لهذه اللفتة الانسانية الصادقة لقيادة البلاد التي تحرص دوماً على توفير اكبر قدر من الامن والامان الى جانب تحقيق الرقي والعدالة لكافة ابناء المجتمع· تفاصيل الحادثة وكشف اللواء محمد بن العوضي المنهالي مدير عام العمليات الشرطية بالإنابة تفاصيل الواقعة التي عزا نشرها في وسائل الاعلام الى الشفافية التي امتازت بها وزارة الداخلية في تعاملها مع قضايا المجتمع الهامة، الى جانب تأكيد البعد التوعوي لدى افراد الجمهور، قائلا إن الطفلة ''نوف ''، وخلال وجودها في مستشفى المفرق لوحظ على جلدها آثار حروق ودماء وكي ورضوض وكدمات متفرقة، فيما زعم والدها عدم معرفته بالاسباب مختلقاً تبريرات كاذبة، إلا أن اجهزة الشرطة لم تقتنع بتلك المزاعم وباشرت بفتح تحقيق لكشف ملابسات الواقعة· وأضاف المنهالي أنه وبعد مواجهة والد الطفلة وزوجته بالبراهين والادلة الدامغة التي أكدها التشخيص الطبي السريري، لم يجد الأب مفراً من الاعتراف بأن زوجته هي من اعتدت على الفتاة وعذبتها حتى وصلت الى هذه الحالة المزرية من دون أن ينكر علمه ايضا بكل ما كانت تقوم به الزوجة من تعذيب للطفلة التي لم تجد الرحمة مطلقاً إلا من اخويها غير الشقيقين· كما برر الزوج عدم قيامه بالإبلاغ السابق عن تلك الممارسة الى قناعته بأهمية التربية الشديدة، فيما بررت الزوجة سلوكها هذا بأنه ناتج عن عناد الطفلة وعدم تنفيذها لما يطلب اليها من الاوامر والإرشاد· واختتم المنهالي حديثه بدعوة كافة مؤسسات المجتمع المعنية بالتربية والتثقيف الاسري الى بذل المزيد من الجهود لنشر ثقافة التنشئة الاجتماعية السليمة ورفع الوعي الاسري بطرق التهذيب والتعامل الحضاري مع الطفل بالشكل الذي يضمن سلامته الجسدية والنفسية والعاطفية وهو ما تحرص عليه قيادة البلاد التي اولت الاستثمار في بناء الانسان جل اهتماماتها· إدارة الدعم الاجتماعي من جهتها، قامت إدارة الدعم الاجتماعي في شرطة أبوظبي التي تواجدت منذ اللحظة الاولى لقدوم الفتاة الى المستشفى، بتوفير مجموعة من الاختصاصيين للاقامة مع الطفلة بشكل متواصل اثناء العلاج ودراسة البيئة الاسرية والحالة الاجتماعية والنفسية للوقوف على الاسباب التي أدت الى ذلك وضمان عدم تكرارها لاحقا· وقالت الملازم أول زمزم علي سعيد المعمري من إدارة الدعم الاجتماعي إن زيارة سمو ولي عهد ابوظبي أثلجت صدور العاملين الذين ''اذهلتهم هذه الحادثة الدخيلة على مجتمعنا المحافظ والذي امتاز ابناؤه بالتكاتف والتراحم فيما بينهم وتقديم العون للغريب كما القريب''، قائلة إن زيارة سموه وكريمته اعادت البسمة والامل الى الطفلة ''نوف '' رغم ما كانت تعانيه من حزن وألم وإجهاد· واضافت زمزم إن سلوك الاطفال مهما بدت انماطه إنما يعد سلوكا مكتسبا من اجواء الاسرة، مؤكدة أن العنف لا يزيد الطفل الا عنادا ورفضا للقيم الايجابية التي تفرض عليه فرضا من دون قناعة او حوار سليم يتخلله الدفء والحنو اللازمين للتربية الصحيحة· حال شاذة وفي أبوظبي، أكد موجهو وموجهات الخدمة الاجتماعية بمنطقة أبوظبي التعليمية أن مجتمع الإمارات لا يعرف مثل هذا النوع من الجرائم التي تتسم بالقسوة ضد الإنسان والقيم، في إشارة منهم إلى حادثة الطفلة ''نوف'' التي تعرضت للضرب على يد زوجة أبيها ونقلت في حالة سيئة إلى المستشفى· وشددوا على أن منظومة القيم في مجتمع الإمارات متجذرة منذ القدم وهي قيم لا يعرف عنها إلا التكافل والتعاون والرحمة والعطف على الصغير· وقال أحمد المرزوقي موجه الخدمة الاجتماعية بمنطقة أبوظبي التعليمية إن مجتمع الإمارات يحفل بنماذج لا تعد ولا تحصى من زوجات الآباء اللاتي وهبن حياتهن لتربية أبناء وبنات أزواجهن، وقدمن صوراً إنسانية رائعة في تربية هؤلاء وتعليمهم وبناء شخصياتهم، وهذه النماذج هي السواد الأعظم في مجتمع الإمارات وما رأيناه بالأمس من حالة هذه الطفلة لا يعدو كونه الاستثناء عن القاعدة، مضيفاً أن التعامل مع تلك الحالة جاء من أعلى المستويات القيادية فكانت لمسة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خير بلسم لعلاج هذه الحالة الشاذة· الخروج عن المألوف من جانبه، أكد حسن موسى موجه الخدمة الاجتماعية بمنطقة أبوظبي التعليمية أن القسوة التي مورست ضد هذه الطفلة لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال عنواناً لمجتمع الإمارات، بل إن سياقها الطبيعي هو الخروج عن المألوف، لافتاً إلى أن مجتمع الإمارات يعرف بتآلفه الأسري ومن ينظر ويتأمل البناء القيمي للمجتمع يدرك تماماً أننا أمام حالة استثنائية وفردية بكل مقاييسها، فمجتمع الإمارات معروف عنه أنه مجتمع التكافل والتراحم والمودة، بل إن التنشئة الاجتماعية التي يقدمها المجتمع للنشء منذ الصغر لا تقف عند حدود الأب أو الأم وإنما تمتد لتشمل الجيران وأهل ''الفريج'' الواحد، حيث تتضافر جهود هؤلاء جميعـــاً في التربيـــة وتهيئة النـــشء وبناء شخصيتهم والارتقاء بهم كمواطنــين صالحين في المستقبل· وأوضحت يسرا الحوسني موجهة الخدمة الاجتماعية في أبوظبي أنه قد تقع بعض الحالات التي ينظر إليها تربوياً على أنها نوع من القسوة ضد الأطفال كأن يضرب الطفل على وجهه أو على جسده أو يعنف بالقول أو غيرها من الممارسات اللفظية التي تمثل انتهاكاً لحقوقه، وهذه يتم اللجوء إليها أسرياً كنوع من العقاب المعنوي للطفل أو بعض المراهقين الذين قد يصدر عنهم بعض السلوكيات التي ينقصها الحكمة أو الروية، ''لكن الحالة التي رأيناها لهذه الطفلة تعتبر غريبة تماماً عن الشارع الإماراتي الذي يعرف عنه احتضان الجميع·· فما رأيناه بالأمس من مظاهر تلك الحالة لا يمكن أن يكون إطاراً لصورة أكبر مما حصرت فيه تلك الحالة''· وأكدت الحوسني أن مجتمع الإمارات الذي عرف عنه التسامح لا يمكن أن يقبل بوجود تلك الحالات بين ظهرانيه و ''من هنا كانت مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة فوق رأس هذه الطفلة المصابة خير رسالة على أن مجتمع الإمارات يجدد عافيته على مدار اللحظة ولا يسمح أبداً لأحد أن ينتهك هذه العافية، وهو الذي تعودنا منه دائماً أن يكون بلسماً يخفف آلام المصابين ويؤازرهم بإنسانيته المعهودة''· إشادة تربوية وفي هذا الإطار، أشادت الفعاليات التعليمية والتربوية بمدينة العين باللفتة الإنسانية الكريمة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة من خلال زيارة سموه وكريمته الطفلة ''نوف'' وإحاطتها برعاية أبوية تعبر عن الاهتمام الكبير الذي يوليه سموه لكافة شرائح المجتمع· وأشارت كل من مريم العتيبة وشيخة العامري ونورة الظاهري، أخصائيات اجتماعيات، إلى أن مجتمع الامارات تسوده قيم التعاون والتكافل وأن ما جرى للطفلة البريئة على يد زوجة ابيها يعد ''حالة غريبة وشاذة على مجتمعنا الاسلامي''· وأكدت أسماء الشامسي وروية العامري وآمنة سعيد، مدرسات، أن هذا السلوك غير السوي من جانب زوجة الاب تجاه الطفلة البريئة يعد سلوكاً دخيلاً على مجتمع الامارات ولذلك يجب التصدي لهذه السلوكيات ونبذها بكافة الوسائل من المجتمع· وأشاد الجميع بالاهتمام الذي أولاه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من خلال توفير اقصى درجات الرعاية الطبية اللازمة للطفلة وتوفير كافة الاحتياجات، مشيرات إلى أنه ليس من الغريب على سموه أن يولي أبناء الإمارات كل الاهتمام والرعاية خاصة الفئات الأضعف في المجتمع كالأطفال والنساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة· واعتبر الجميع أن هذه الخطوة التي قام بها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان برفقة كريمته أدت بالتأكيد إلى إعطاء دفعة معنوية قوية إلى الطفلة ''نوف'' هي في أمس الحاجة إليها من أجل الخروج من أزمتها التي تمر بها، مشيرين إلى أن المشاعر الإنسانية التي أبداها سموه خففت من آلام ''نوف'' (9 سنوات)· وكان سمو ولي عهد أبوظبي قام أمس الأول برفقة كريمته الشيخة شما بنت محمــد بن زايـــــد بزيارة مســتــشفـــى المفرق للاطمئنـــان على صحـــة الطفلــــة ''نوف'' التي تعرضـــت لمعاملـــة سيئة على يد زوجة أبيها· ووجه سموه بتوفير أقصى درجات الرعاية الطبية للطفلة حتى تشفى من آثار التعذيب، مؤكداً أن مجتمع الإمارات بما يحمله من قيم هو مجتمع مترابط أسرياً، مشيراً إلى أن هذا ''السلوك الشاذ لا يمــت بصلة إلى عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة''·
المصدر: أبوظبي، العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©