معركة بيروت والمتن اليوم.. وبري لن يعترف بالنائبين

تشهد بيروت ومنطقة المتن في جبل لبنان اليوم الأحد الانتخابات الفرعية لاختيار بديلين للنائبين اللذين اغتيلا وليد عيدو وبيار الجميل وسط حالة استنفار لمنع حدوث أي احتكاكات بين أنصار ''الأكثرية'' والمعارضة خلال عمليات التصويت· في وقت سرب فيه رئيس البرلمان نبيه بري عبر مصادره أنه لن يعترف بالنائبين الفائزين ولن يفتح لهما أبواب البرلمان أو يمنحهما أي امتيازات مخصصة للنواب بما في ذلك لوحة الأرقام الزرقاء والراتب، وسيعتبرهما كأنهما غير موجودين نظراً لما وصفه بـ''عدم دستورية وقانونية المرسوم الصادر عن حكومة غير شرعية وغير موقّع من رئيس الجمهورية أياً يكن الفائز''· لكن على الأرض، اكتمل المشهد الانتخابي في المتن الشمالي ''جبل لبنان''، حيث يتواجه كل من مرشح ''الأكثرية'' الرئيس الأسبق أمين الجميل ومرشح المعارضة كميل خوري عن حزب ''التيار الوطني الحر'' بزعامة النائب الجنرال ميشال عون وسط توقع المراقبين أن تحدد النتيجة اتجاه الزعامة السياسية المارونية والاستحقاق الرئاسي المقبل· وكان لافتاً رفع مرشح حزب ''الكتائب'' و''الأكثرية'' الجميل شعار ''منع المتن من أن يصير ريف دمشق'' مقابل رفع عون شعار ''ان نجاح مرشحه خوري أو هزيمته في المتن نجاح أو نهاية المرجعية المسيحية''· فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أن حسم المعركة الانتخابية يبدو ضبابياً بالاستناد إلى أرقامها المتناقضة، وإن كانت توقعت أن تكون نسبة الاقتراع كبيرة جداً· أما في بيروت، حيث يتواجه مرشح ''الأكثرية'' محمد الأمين عيتاني في مواجهة مرشح حركة ''الشعب'' إبراهيم الحلبي المدعوم من المعارضة، فقد أكد زعيم ''تيار المستقبل'' النائب سعد الدين الحريري أن معركة اليوم ستحدد وترسم معالم المرحلة السياسية الجديدة في لبنان، وقال ''الأسابيع المقبلة حاسمة في حياة اللبنانيين ومن خلالها يتحدد مصير الرئاسة الأولى''، مؤكداً أن أصوات الناخبين في صناديق الاقتراع ستؤكد وحدة قرار العاصمة· وبانتظار ما ستفرزه صناديق الاقتراع في المتن وبيروت اليوم من نتائج تواصلت أمس الحرب الإعلامية بين ''الأكثرية'' والمعارضة، حيث قالت الأولى أن مرشحها عيتاني سيفوز بسهولة وبفارق كبير، فيما أعلنت الثانية أنها تأمل تسجيل رقم قياسي في التحدي وإن كانت اعترفت بصعوبة السباق الذي يميل لصالح ''المستقبل· وبين التجاذبات دعا البطريرك الماروني نصرالله صفير اللبنانيين مسيحيين ومسلمين إلى التآلف والتآخي ليبقى لبنان وطن السلام والطمأنينة والمحبة، لكن ما بدا لافتاً في عظة الأحد تجنب صفير الحديث عن الانتخابات خصوصاً في المتن، الأمر الذي فسرته مصادره باختياره الوقوف على الحياد بعد ما فشلت مبادرته لتسوية مقعد المتن سلمياً· وطبقاً لمراقبين، فإن الانتخابات الفرعية في المتن حيوية بالنسبة لاستحقاق انتخابات رئيس الجمهورية المقبل الذي سيحل محل الرئيس الحالي اميل لحود الذي تنتهي فترة ولايته في نوفمبر· وقال النائب السابق نسيب لحود المقرب من الجميل ''إن الانتخابات الفرعية ستكون نقطة حاسمة للمجتمع المسيحي''، فيما قال مصدر مقرب من الجميل ''إن عون فقد صدقيته كزعيم مسيحي، وهو الآن يعمل على حدوث تقسيم في هذا المعسكر· في حين قال أنصار عون إنه زعيم لكل اللبنانيين، وإنه لا يقتصر على المسيحيين فقط، وأوضح المتحدث باسم ''التيار الوطني الحر'' الذي سيؤيد المرشح كميل خوري في المتن إنه واثق من أن مرشحه سوف يفوز في الانتخابات·