الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطريق إلى السلام الداخلي

الطريق إلى السلام الداخلي
1 مارس 2017 19:12
يقول المثل الشعبي «طقّت مرارته» أو «مرارتي انفقعت»، هذه المقولات لها دلالات وإشارات معينة عند استخدامها، فهي لم تأتِ من الفراغ، بل من التجارب والأحداث التي تمر في حياتنا. وقد شغلت حادثة عملية استئصال «مرارة» ابنة زميلة لي لم تتجاوز سن الثامنة عشرة بعد، حيزًا من انتباهي وتفكيري. إذ باحت لي زميلتي باستغرابها وحزنها عند سماع تعليق أحد الأطباء مطمئنًا إياها عن حال ابنتها قائلاً: «المرارة عبارة عن كيس يتجمع فيه سائل الصفراء، إنها عملية بسيطة جِدَّا نظرًا لوجود الأجهزة الطبية الحديثة، فهي ببساطة مثل عملية استئصال اللوزتين! المرارة ليست بالعضو البالغ الأهمية ويستطيع المرء أن يعيش من دونه! لا تقلقي ستتم العملية في غصون ساعة!...». استهجنت صديقتي استخفاف الطبيب بالمسألة معلقةً: «كل عضو في جسدنا له دور مهم يا دكتور وإلاّ لمَ خُلق! عفوًا لا أوافقك الرأي!». أسئلة راودتني حينها تساؤلات كثيرة حول هذا الموضوع، ما هي وظيفة المرارة؟ ما هو سبب هذا العارض المرضي؟ كيف نقي جسدنا من الأمراض؟ وهل الحمية الغذائية وحدها تكفي؟ وهل إزالة المرارة تؤدي إلى مضاعفات وآثار سلبية على الجسد وعلى الحالة النفسية؟ يُنصح المريض في بعض الأحيان بإزالة العضو المتضرر بأسرع وقت ممكن! فلم لا يجد الطب حلاً بديلاً يحافظ به على سلامة العضو بدلا من إزالته؟! اطلعت على الكثير من الأبحاث والمقالات الطبية، لكنها لم تجب عن استفساراتي! الإحصاءات حول العالم تؤكد بأنّ معدل عمليات إزالة المرارة في تزايد مستمر «إزالة المرارة هي واحدة من العمليات الأكثر شيوعًا في المملكة المتحدة، نحو ستين ألف شخص تُجرى لهم العملية كل عام!». وفقًا لتقرير من جامعة أدنبره- إسكتلندا، نشر في 13 أبريل 2016. وخلال بحثي في المعاجم العربية عن معنى كلمة «مرارة» وجدت ما يلي: «مصدر كلمة مرارة (مرَّ)، مرارة الشيء: (طعم غير مستساغ)، يشعر بمرارة مما حدث (أي يشعر بغصة وألمٍ مضنٍ)، (انشقت مرارته غيظًا): غضب غضبًا شديدًا!. كل هذه التفسيرات تشير إلى مدى تأثير الحالة النفسية لدى المرء! ولكن ماذا عن الغذاء؟ وهل يُؤثر في الجسد سلبًا أو ايجابًا؟ كتاب الإيزوتيريك الثالث والعشرين (غذاء الجسد متى يكون تغذية للنفس!) إعداد الدكتور جوزيف مجدلاني (ج.ب.م)، ص 15، من سلسلة علوم الإيزوتيريك، لبنان- بيروت)، يجيبنا عن سؤال كهذا بالتالي: «قبل المضي في شرح المغذيات وتأثيرها في الجسد، نودّ لفت الانتباه إلى أن الأمراض المألوفة تصنف نوعين: النوع الأول ناجم عن خلل صحي، اسبابه نقص او زيادة في نوعية او كمية الأغذية. وعلاج مثل هذه الأمراض البسيطة يسير وسريع. النوع الثاني ناتج عن النفس البشرية، وأسبابه تعود إلى حالة الإنسان النفسية، أو إلى تنفيذ قانون الثواب والعقاب، (ميزان الأعمال - الكارما) على الشخص نفسه. وهذا النوع يمكن علاجه أو تخفيف آلامه بوساطة طريقة حياة معينة يرافقها نظام غذائي خاص»ـ انتهى الاستشهاد. ترى ما المقصود هنا بـ (طريقة حياة معينة)؟ هل يقصد هنا أسلوب تعاطي المرء مع نفسه ومع الآخرين؟ الآخر هو مرآة لنا كما تؤكد علوم الإيزوتيريك (علوم باطن الإنسان)، من خلاله نكتشف نقاط قوتنا ونقاط ضعفنا، والاحتكاك بالآخرين هو السبيل الوحيد لإظهارها! ولكن إن اكتشفناها ووعيناها، ماذا نفعل؟! هل يكفي أن نلقي الضوء على نقاط القوة أو الضعف هذه؟ وكيف نتحكم بحدتها وبسيطرتها على تصرفاتنا وعلى سلوكنا في التعاطي مع الآخرين؟ يشرح الكتاب في ص 20، ما يلي: «فالصفات السلبية في الإنسان هي التي تؤدي إلى ظهور الأمراض المزمنة أو الخطيرة... لا سيما اذا ما كانت هذه الصفات السلبية تتعلق بطريقة خاطئة في تعامل الإنسان مع الاخرين، او التصرف السلبي تجاه الغير!». الثواب والعقاب تؤكّد علوم الإيزوتيريك أنّ النفس البشرية تحوي الكثير من الإيجابيات والسلبيات، وتؤكّد أيضًا أنّ مراقبة النفس باستمرار هي الطريقة الأنجع لاكتشافها، نهذب السلبيات حينًا ونستبدلها بالإيجابيات حينًا آخر... وهذا العمل يتطلب من المرء الجهد والسعي الدؤوب والمثابرة والصبر، فهو عمل لا ينتهي في مدة زمنية محددة، بل يستمر مع استمرار وجودنا، والكرة الأرضية ما هي إلا مدرسة الإنسان، حيث قُدّر له أن يعيش عليها ليختبر ويتعلم ويتوسع ليرتقي بوعيه. لقد تحدثت الأديان عن قانون الثواب والعقاب (ناموس العدل الإلهي) أو قانون (الكارما) وفي التفسير العلمي يسمى بقانون (السبب والنتيجة). كيف يؤثر هذا القانون في حياتنا؟ وهل الإنسان يعمل بموجبه؟ هل هو واعٍ لما قد يحدث له إن خرج عن مساره السليم؟! يجيب كتاب الإيزوتيريك الرابع عشر - محاضرات في الإيزوتيريك - الجزء الأول، بقلم الدكتور جوزيف مجدلاني (ج.ب.م)، ص 127 بما يلي: «كارما هي الفعل وردة الفعل في الحياة العملية... والحسيب والرقيب في الحياة الشخصية! فكلُّ امرئ يحمل نتيجة أعماله في ذاته، وعلى أساس هذه النتيجة تقدم الحياة جزاءها... إن خيراً فخير، وإن سوءاً فسوء. وهذا ما يسمى تسديد دين الأعمال. وعندما يبدأ تنفيذ قانون الكارما في حياة المرء دون أن يدري سبباً للسعادة التي تغمره، أو للبؤس الذي يعاني منه... يعزو ذلك إلى الحظ... أو سواه من تعابير واصطلاحات ترمز إلى شيء واحد محدد، يصعب على المرء إدراكه واستيعاب أبعاده... فيطلق تلك التسميات جزافاً وعشوائياً، دون تبصر عميق فيما يقوله!». انتهى الاستشهاد. التوازن تحقيق التوازن في حياتنا على المستوى الفكري والمشاعري هو الحل الأمثل لنعيش حياة ملؤها الصحة والسكينة والسلام الداخلي. وكما يؤكد هنا علم الإيزوتيريك بمقولته المأثورة: «الجسم السليم من العقل السليم» في كتاب «غذاء الجسد متى يكون تغذية للنفس». وكما أنّ طريقة حياة الإنسان تؤثر أولاً في نفسه وثانيًا بالآخرين، كذلك كل عضو في الجسد له تأثير في كل ما يسبقه وما يليه من أعضاء، وأي خلل يصيب الإنسان فهو لا محالة يؤثر فيه وفي محيطه، كما يؤثر العضو المريض في باقي الأجزاء! وكما أنّ الطبيعة والأشجار أيضًا لها دور مهم جدًا في تنقية الأجواء فهي تعمل بمثابة (الرئة) وإزالتها قد تؤثر سلبًا في صحة الإنسان وفي المناخ العام، وكل بقعة على الأرض يؤثر قاطنوها بأفعالهم ونواياهم على أنفسهم وعلى محيطهم، وكذلك أيضاً على قاطني المناطق المجاورة إما سلبًا أو إيجابًا! فنحن على اتصال دائم ببعضنا البعض سواء وعينا أم لم نعِ! فإن أردنا السلام والوئام فلنحققه أولاً في نفوسنا، وإن أردنا الصحة السليمة فلنحافظ على توازننا الداخلي ومن ثَم الخارجي، وبالوعي لا غيره يعم السلام والوئام في النفس البشرية ويتحقق هذا التناغم الداخلي وينعكس في الخارج جمالاً وبهاءً على هذا الكوكب الرائع. مرضكَ.. من سلبيَّتكَ الصفات السلبية في الإنسان هي التي تؤدي إلى ظهور الأمراض المزمنة أو الخطيرة... لا سيما إذا ما كانت هذه الصفات السلبية تتعلق بطريقة خاطئة في تعامل الإنسان مع الآخرين، أو التصرف السلبي تجاه الغير!. الحسيب والرقيب كارما هي الفعل ورد الفعل في الحياة العملية... والحسيب والرقيب في الحياة الشخصية! فكلُّ امرئ يحمل نتيجة أعماله في ذاته، وعلى أساس هذه النتيجة تقدم الحياة جزاءها... إن خيراً فخير، وإن سوءاً فسوء. وهذا ما يسمى تسديد دين الأعمال. وعندما يبدأ تنفيذ قانون الكارما في حياة المرء من دون أن يدري سبباً للسعادة التي تغمره، أو للبؤس الذي يعاني منه... يعزو ذلك إلى الحظ... أو سواها من تعابير واصطلاحات ترمز إلى شيء واحد محدد، يصعب على المرء إدراكه واستيعاب أبعاده... فيطلق تلك التسميات جزافاً وعشوائياً، من دون تبصر عميق فيما يقوله!. كتاب محاضرات في الإيزوتيريك- الجزء الأول، د. جوزيف مجدلاني ص 127
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©