اكتشاف تربة جديدة في أبوظبي غنية بـ كبريتات الكالسيوم اللامائية

أعلنت هيئة البيئة أبوظبي أمس اكتشاف نوع جديد من التربة في إمارة ابوظبي غنية بمعدن الأنهيدريت ''كبريتات الكالسيوم اللامائية'' والتي لم يسجل لها وجود سابقاً في أي مكان بالعالم· واكتشف النوع الجديد من التربة على عمق أقل من 70 سم من مستوى الماء الأرضي في المنطقة الساحلية لإمارة أبوظبي التي تضم 13 نوعا للتربة· وتنفذ ''الهيئة'' بالتعاون مع المركز الدولي للزراعة الملحية مشروعاً شاملاً لمسح التربة بإمارة أبوظبي على مرحلتين الأولى تغطي إمارة أبوظبي بالكامل وتستمر لمدة 24 شهرا والثانية تغطي مساحة 400,000 هكتار وتستمر لمدة 18 شهرا· ويهدف مشروع مسح التربة في إمارة ابوظبي والذي سينتهي العمل به أواخر العام المقبل إلى توفير سجلات متكاملة مدعمة بالخرائط عن أراضي كل منطقة، وتحديد المناطق القابلة للاستصلاح، والمساعدة في فهم التربة كجزء حيوي من النظام البيئي ودراسة مكوناتها المعدنية والبيولوجية، وتدريب الكوادر المواطنة في مجال مسح وصيانة واستخدام التربة· وأفاد ماجد المنصوري الأمين العام ''للهيئة'' أن وجود هذا المعدن في التربة يعتبر فريدا من حيث الثبات في هذه الصورة وتحت الظروف المشبعة بالماء الأرضي وعدم تحوله إلى الجبس ''كبريتات الكالسيوم المائية''· وأكد المنصوري في تصريحات صحفية أنه ''لم يسجل وجود هذه التربة سابقاً في أي مكان بالعالم وغير موجود بالتقسيم الأميركي الحديث للأراضي''· وزاد أن جميع التحليلات المختبرية الفيزيائية والكيميائية التي أجريت على عينات التربة اثبتت سيادة معدن الأنهيدريت في تلك المناطق· وأشار إلى أن استخدام أشعة إكس أعطى مزيدا من التأكيد على سيادة الطول الموجي للمعدن وقد كان ذلك دليلاً قاطعاً على أن المعدن الموجود بالتربة هو كبريتات الكالسيوم في الصورة اللامائية وليس في الصورة المائية· وأرجعت الاستنتاجات والأبحاث التي أجريت أن السبب الرئيسي لوجود المعدن في الصورة اللامائية وعدم التأثر بالرطوبة والتحول إلى الصورة المائية يرجع إلى الارتفاع الكبير في ملوحة ودرجة حرارة التربة اللذين بدورهما يثبطان المرحلة الانتقالية للتفاعل الكيميائي الذي يتحول من خلاله المعدن إلى الصورة المائية· وتتميز التربة الغنية بالمعدن بأنها ذات بناء مصمت، وبيضاء اللون في صورة حبيبات ناعمة الملمس غير متبلورة، وثقيلة القوام· وينتشر المعدن في العديد من المواقع والوحدات الخريطية على طول الشريط الساحلي لإمارة أبوظبي· وسلمت هيئة البيئة أبوظبي مقترحا الى مسؤولي نظام التقسيم الاميركي الحديث للأراضي حظي بالقبول المبدئي لإدراج هذا النوع من التربة ضمن الإصدارات المستقبلية للنظام· وحسب بحث علمي أعدته الهيئة ومركز الزراعة الملحية فإن التعديل المقترح بإضافة تربة الأنهيدريت يتضمن ثلاثة مستويات: كأفق تشخيصي تحت سطحي وعلى مستوى العائلة ''كقسم منرالوجي جديد'' وعلى مستوى تحت المجموعات الكبرى ''في حالة عدم سيادة الجبس أو الكربونات''· وقام بنشر وتأليف البحث الدكتور محمود علي عبدالفتاح باحث تربة بالهيئة والدكتور شابير أحمد شاهيد خبير إدارة الملوحة في مركز الزراعة الملحية والدكتور مايكل ويلسون وهو أحد العلماء المختصين والبارزين في هذا المجال من قسم الزراعة بالولايات المتحدة الأميركية والذين يقومون بإصدار التقسيم الأميركي الحديث للأراضي· ونشرت هيئة البيئة أبوظبي مؤخرا نتائج البحث بدورية أميركية متخصصة بعلوم التربة تابعة لجمعية علوم التربة الأميركية· كما نشرت الهيئة أيضا نتائج بحث آخر كانت قد أجرته بدورية تعني ببحوث وإدارة المناطق القاحلة والتي أكدت وجود تشابه كبير بين أنواع الترب الموجودة بإمارة أبوظبي مع نفس الأراضي السائدة بالمناطق القاحلة من العالم· وأظهرت أن النظام الأميركي الحديث لتقسيم الأراضي هو الأمثل لتقسيم أراضي المناطق القاحلة عموماً، وذلك لشموله على 6 مستويات تدريجية مختلفة تبدأ أعلاها بالرتب وأدناها بالسلاسل·