تطور كبير في خدمة الاتصال الهاتفي والإعلان عبر الإنترنت

يعزو الكثير من الخبراء لموقع ''سكايب'' Skype فضل تطوير تكنولوجيا تناقل الأصوات عبر الإنترنت، وبالرغم من أنه لا يمثل أكثر من مجرّد برنامج تطبيقي ''سوفتوير'' متواضع إلا أنه جعل من فكرة الاتصال الهاتفي المجاني بواسطة الكمبيوتر سهلة وتنطوي على الكثير من المتعة· ويعود تاريخ تأسيس الموقع إلى عام 2003 من قبل الشريكين نيكلاس زينستورم وجانوس فريس، ومع ''سكايب'' يمكنك أن ''تدردش'' مع إنسان عبر العالم دون أن تدفع فلساً واحداً، و''سكايب'' متوفر الآن بـ 28 لغة ويستخدم في جميع دول العالم، وهو يحقق عوائد وأرباحاً ضخمة من خلال تنوع خدماته كاستقبال وإرسال المكالمات الهاتفية من الخطوط الثابتة أو ''الموبايل'' بالإضافة إلى خدمة التراسل الصوتي وتحويل المكالمات· وتم تأسيس موقع ''سكايب'' في اللوكسمبورج وأصبحت له علاقات اتصالية متشابكة مع الكثير من مواقع الخدمات التجارية والاتصالية الأخرى، وتعود ملكية الموقع لشركة ''إي باي'' التي سبق لها أن وقعت عقداً طويل المدى مع شركة ''جوجل'' يهدف إلى ضمّ مجموع المشتركين في مواقع الشركتين ضمن منظومة اتصالية وتجارية وإعلانية أكثر اتساعاً، والآن، أصبحت هذه المواقع وخاصة من ''سكايب'' ميداناً فاعلاً لتلاقي التجار والمعلنين والمستهلكين عبر العالم أجمع، ومعظم المواقع الإعلانية أصبحت مجهزة بنظام ''إنقر حتى تتكلم'' click-to-call الذي يعدّ أول طريقة للتواصل الفوري بين المعلن والمستهلك وحيث يمكن لمن يطلع على إعلان ما أن يستفسر عن العديد من خصائصه وشروط شرائه والعروض التشجيعية المتعلقة به· وتحاول شركة ''إي باي'' الآن استكشاف طريقة تسمح باستخدام الاتصالات الهاتفية عبر الكمبيوتر في المزادات العلنية التي تنظمها، وكانت قد عمدت منذ وقت طويل إلى السماح لبائعي السلع والخدمات بإضافة زرّ لتشغيل نظام ''حولني إلى سكايب'' Skype me الذي يسمح بدوره للزبائن بالاتصال بهم باستخدام عن طريق الموقع ذاته· ولم تضع الشركة رسوماً لهذه الخدمة مما دفع البعض إلى اعتبارها بديلاً عملياً عن التواصل عبر البريد الإلكتروني الذي بات يعد طريقة عادية ومجانية للتواصل بين البائعين والمشترين، وتأمل ''إي باي'' بتطوير خدمة جديدة لصالح المسوّقين الذين يتطلعون ببساطة للتواصل المباشر مع الزبائن المهمين وبحيث يدفعون الرسوم المحددة عن كل مكالمة يتم إجراؤها· وتتطلع شركة ''إي باي'' من خلال شراكتها الجديدة مع ''جوجل'' إلى ابتداع أساليب مبتكرة للحصول على عوائد جديدة من موقع ''سكايب'' إلا أن بعض الخبراء والمحللين يتساءلون عما إذا كان البرنامج سيحظى بعدد كاف من المستخدمين الراغبين في التخلي عن مزايا الخدمات الهاتفية التقليدية وإجراء مكالماتهم الهاتفية عبر الكمبيوتر· وما زالت لنظام التحادث الصوتي عبر الويب عيوبه الوظيفية التجارية؛ ودليل ذلك أنه منذ تم توقيع هذا الاتفاق الاستراتيجي بين ''إي باي'' و''جوجل'' وحتى الآن، أثبتت الاستطلاعات الأولية للرأي أن الغالبية العظمى من موظفي الشركات يفضلون التحادث عبر الهواتف الثابتة أو المتحركة بدلاً من التحادث عبر الكمبيوتر عن طريق ''سكايب''· ويقول جون فيديرمان المدير التنفيذي لشركة ''إي ستارا'': ''وجدنا من خلال بحوثنا أن الغالبية العظمى من البائعين والمشترين يفضلون الاتصال فيما بينهم عبر الهاتف الأرضي''· ثم إن الاتصال الهاتفي عبر الكمبيوتر يتطلب إضافة ملحقات عديدة للكمبيوتر مثل الميكروفون؛ كما أن هذه الطريقة تنطوي على تغيرات مهمة في سلوك المستخدم ذاته· ويشير آليكس كاظم مدير عام شركة ''سكايب'' إلى أن معظم الحواسيب الحديثة التي تباع الآن في الأسواق أصبحت تتضمن الميكروفون والبرامج التطبيقية اللازمة لإجراء المكالمات الهاتفية عبر الكمبيوتر، وأن الناس باتوا يستخدمون هذه التجهيزات بشكل متزايد· ويقول كاظم: ''لقد لاحظنا بمرور الوقت تحولاً لافتاً عندما أصبح المستخدمون أكثر قدرة بكثير مما كانوا من قبل على إجراء المكالمات الهاتفية عبر الكمبيوتر''· وكان يشير بذلك إلى المشتركين في نظام ''سكايب'' في العالم والذين فاق عددهم 120 مليوناً· وكانت ''إي باي'' ذاتها اشترت برنامج ''سكايب'' عام 2005 بمبلغ 2,6 مليار دولار ثم أضافت المزيد من المبالغ الضخمة لتحسين فعاليته في الأداء· وتزيد العوائد السنوية لموقع ''سكايب'' عن 200 مليون دولار، يأتي أغلبها كرسوم توصيل بنظام الاتصال الهاتفي للكمبيوتر مع الهواتف العادية، بحيث يمكن استقبال مكالمة وصلت عبر الكمبيوتر بواسطة الهاتف المنزلي· وأشار بعض خبراء شركة ''إي باي'' إلى أن ''نظام إنقر حتى تتكلم'' لابد أن يسهم في نهاية المطاف بزيادة عوائد ''سكايب'' بشكل كبير· وتكمن الفائدة الكبرى التي تحققها ''جوجل'' من هذه الشراكة مع ''إي باي'' في أنها تسمح لها ببيع المزيد من المساحات الإعلانية على الموقع في دول العالم كافة· يذكر أيضاً أن شركة ''إي باي'' عمدت العام الماضي إلى إنجاز صفقة مشابهة مع شركة محرك البحث ''ياهو'' اشترت بموجبها مساحات إعلانية على صفحاتها· ووافقت ياهو بدورها على استخدام أحد مواقع ''إي باي'' كمحطة لدفع قيمة الصفقات الإلكترونية عبر العالم· ويوحي هذا التطور بأن تجارة المساحات الإعلانية على الخط قد تسجّل نمواً مضطرداً في المستقبل القريب· ويكمن الدافع لهذه الفكرة في ضخامة العوائد التي تحققها كافة الشركات الناشطة في مجال الإعلان الإلكتروني·