الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لعبة هاتف متحرك ذات «طابع إنساني»

لعبة هاتف متحرك ذات «طابع إنساني»
7 فبراير 2012
تنتشر ملايين الألعاب الإلكترونية في العالم بأسره، وتخاطب كافة العقول والأعمال والأجناس، ونشهد طرحها بشكل مستمر يكاد لا ينقطع، وأصبحت من الكثرة بحيث أصبحنا لا نعرف ما هي اللعبة المناسبة للكبير قبل الصغير، حتى أنها جاءت وسيطرت على شاشات التلفاز، وتطاردك وأنت جالس في منزلك، وحتى وأنت تسير في الشارع، أو تركب المواصلات، فالهواتف الذكية اليوم أصبحت الهدف الحيوي الجديد، للشركات المصنعة للألعاب، كل هذا بقصد التسلية والمرح وإضاعة الوقت. هناك لعبة جديدة لم نعتد على اللعب بها، وهي لعبة “فون ستوري”، والتي تصور بطريقة إلكترونية الظروف المأساوية التي تنتج فيها الهواتف المحمولة وما في ذلك من انتهاكات وتجاوزات لحقوق الإنسان، وذلك حسبما ذكر موقع “دي دبليو- ورلد”، وتصور لعبة “قصة الهاتف” في مرحلة التحدي الأولي، كيفية استغلال الأطفال من أجل استخلاص معدن الكولتان الذي يستعمل في صناعة الهواتف الجوالة والحاسوبات وغيرها من الآلات الإلكترونية، وذلك في ظروف قمعية وباستعمال آلات عمل بسيطة. وسرعان ما يحاول الأطفال أخذ قسط من الراحة حتى يأتي حرس مسلحون ويحملون رشاشات يهددون بها الأطفال من أجل الإسراع في العمل. كل ذلك يحدث داخل منجم مظلم يثير الفزع والخوف. ودور اللاعب في هذا التحدي الأول من اللعبة هو تقمص دور حراس المنجم، واللاعب الذي يصيح بصوت أعلى عن صوت الأطفال ينجح في اجتياز مستوى التحدي الأول. وتبقى مشاهد ومراحل التحدي في هذه اللعبة قريبة جدا من الواقع المر المعاش في مناجم الكونغو والدول الإفريقية الأخرى، حيث يتم استغلال الأطفال في أعمال يدوية مرهقة ومتعبة. والجدير بالذكر هو أن أرباح وعائدات هذه المواد الخام كانت ولازالت من الأسباب الرئيسية لاندلاع الحروب الأهلية والمشاكل السياسية والاقتصادية في إفريقيا. انتحار مشاهد لعبة “فون ستوري” تظهر الجانب غير الإنساني في صناعة الهواتف الجوالة الحديثة والمتطورة الصنع. فممارس هذه اللعبة يجب عليه من أجل الفوز أن يعذب الأطفال ويضايقهم حتى يضطر بعضهم إلى الرمي بأنفسهم من فوق سقف مصنع الهواتف. ويصاحب اللعبة طيلة الوقت صوت إلكتروني، يوعي بظروف صناعة الهواتف المحمولة، حيث يقول بشكل متردد: “صنع هذا الهاتف، كمعظم الآلات الإلكترونية الأخرى في أحد المصانع الكبرى في الصين. والناس الذين يعملون هنا سيظلون دائما ضحايا للاضطهاد والاستغلال. فهم يعملون في ظروف غير إنسانية، كما أنهم يشتغلون أيضا ساعات إضافية دون مقابل. وفي ظرف بضعة شهور فقط ينتحر مايزيد على 20 عاملاً بسبب ظروف العمل المزرية”. وقد عرفت سنة 2010 سلسلة من الانتحارات في مصانع الآلات الإلكترونية (Foxconn) التايوانية، ما أثار جدلا كبيرا حول ظروف العمل. وتقوم شركة (Foxconn) بتركيب أجهزة آي باد وكذلك هواتف الآي فون الذكية لشركة آبل الرائدة في صناعة الحواسب والهواتف المحمولة. حذف اللعبة وقد تم طرح لعبة “فون ستوري” في الأسواق في شهر سبتمبر الماضي من قبل الشركة الإيطالية للبرامج الإلكترونية موليندوستريا. وقد عمل مبرمجو لعبة “فون ستوري” دون مقابل وبشكل تطوعي. كما من المقرر أيضا أن تذهب عائدات بيع اللعبة إلى جمعية حماية حقوق العمال في هونج كونج. ولكن شركة آبل سرعان ما حذفت اللعبة من مخزن برامجها (App Store) بعد ساعات فقط من إصدارها، مبررة ذلك بأن “فون ستوري” تصور مشاهد وحشية لاستغلال الأطفال، كما أضافت: “أن اللعبة إذا كان هدفها إنسانيا فيجب أن تكون مجانية”. وهذا ما يعتبره باولو بيريديتشيني من شركة موليندوستريا تبريرا متجاوزا. فهو يعترف في تصريح كتابي لدويتشه فيله أن هناك مشاهد عنف وبعض الكوميديا السوداء، إلا أن ذلك يصور فقط على شكل رسوم كرتون متحركة وبشكل حضاري. ويضيف: “هذه اللعبة هي أقل عنفا من العديد من برامج اللعب الموجودة في مخزن الآي فون (App Stores). عائدات «فون ستوري» ورغم ظهور اللعبة لوقت وجيز فقط على أجهزة الآي فون إلا أن الإقبال عليها كان كبيرا، حيث تم تحميل اللعبة 900 مرة عبر (App Stores). ولكن بعد منعها من شركة آبل أصبح من الممكن الحصول عليها فقط عن طريق جوجل عبر أجهزة أندرويد (Android). وحسب شركة موليندوستريا فقد تم تحميل هذه اللعبة الإلكترونية لحد الآن 4600 مرة. وفي هذا الأسبوع تريد شركة موليندوستريا تحويل الأرباح لجمعية حقوق العمال SACOM. وهذا ما يعتبره ديبي شان من جمعية حقوق العمال مشروعا يستحق الامتنان والتقدير ويضيف: “إنها ليست مجرد لعبة هاتف فقط، بل مشروع تربوي لتوعية المستهلكين قبل شرائهم للهواتف الذكية”. ومن المقرر أن توزع أموال التبرعات على ضحايا شركة فوكسكون (Foxconn) الذين نجوا من الانتحار. ألعاب «راديكالية» “فون ستوري” ليست هي اللعبة الوحيدة التي أخرجتها شركة موليندوستريا. فقد أخرج مهندسو البرمجة الإلكترونية في الشركة قبلها سلسلة من الألعاب الراديكالية (Radical Games) على حد تعبيرهم، والتي تعنى معظمها بقضايا اجتماعية وسياسية كبرى من بينها، انتهاكات شركات النفط الكبرى أو فضائح الكنيسة الكاثوليكية في ما يتعلق بالاعتداءات الوحشية على الأطفال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©