السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحلوى العمانية سفيرة السلطنة في الخارج

الحلوى العمانية سفيرة السلطنة في الخارج
20 فبراير 2018 19:00
تظل الحلوى العمانية دائمة الحضور من حفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية والأعياد والمهرجانات، لكن علاوة على ذلك قررت السلطنة، قبل فترة قصيرة، أن تنشر شغفها بهذه الحلوى في الخارج، فجعلتها طبق الضيافة الرئيسي في سفاراتها حول العالم. وقال مسؤول في الخارجية العمانية، طالبا عدم ذكر اسمه "الحلوى العمانية موجودة في كل المناسبات في حفلات السفارات وخصوصا لدى الاحتفال بالعيد الوطني". في مصنع للحلوى في مسقط، تعمل الآلات على مدار الساعة لمزج السكر الأحمر بماء الورد والسمن والزعفران والهال وغيرها من المكونات. والقاعدة تقول: "كلما كثر الزعفران والمكسرات، كلما زادت الجودة، وزاد معها السعر". ويقول المصنّع مرشد بن سليمان الحوسني، إن الحلوى العمانية "جزء من الإرث العُماني القديم". ويوضح "جدي وأبي كانا يصنعانها بالطرق التقليدية، حيث كانا يستخدمان الحطب للحصول على النار، لكننا اليوم نستخدم الغاز والآلات". إلا أن طعم الحلوى بقي رغم ذلك هو نفسه في محطاته الزمنية الثلاث. يملك الحوسني مصانع عدة في مناطق عمانية مختلفة، ينتج كل مصنع منها حوالى 300 كيلوغرام يوميا في الأيام العادية، ونحو طن من الحلوى في مواسم الأعياد والأعراس. وقد تصل هذه الكمية إلى طنين في فترات الذروة، وعلى رأسها عيدا الفطر والأضحى. والكمية التي تنتجها المصانع لا تستهلك كلها محليا، بعد اعتمادها أخيرا من السفارات كطبق ضيافة رئيسي واتخاذ رجال أعمال عمانيين قرارا بالترويج لها وبيعها في دول أخرى. ويقول الحوسني "الحلوى العمانية الآن أصبحت سفيرة لعُمان. باتت السفارات تتعاون معنا، وتأخذها مع القهوة العمانية وتقدمها في احتفالاتها في الخارج". وأضاف "توسعنا بها في الأسواق الخارجية أيضا، حيث افتتحنا أخيرا معارض في الإمارات، وقريبا في السعودية. نريد أن نتوسع كذلك لندخل بلدانا أخرى". صناعة الحلوى العمانية ليست بالسهولة التي قد تبدو عليها وهي تمزج في آلات المصانع. ويقول أحمد الحراصي، وهو صانع حلوى ورث مهنته عن أبيه وجده، إن "تجهيزها يحتاج إلى ثلاث ساعات على الأقل"، ويمر بمراحل ثلاث. ويوضح "توضع أولا القدور النحاسية الضخمة على النار، ثم يصب الماء والسكر ومكونات رئيسية أخرى قبل أن يبدأ التقليب بمغارف طويلة. وأخيرا، تضاف أساسيات الطعم مثل الزعفران الممزوج بماء الورد مع المكسرات". ووفقا للحراصي، فإن عملية تصنيع الحلوى العمانية أصبحت جزءا من عادات وتقاليد السلطنة في العقود الأخيرة، رغم أن زمن بداية صناعتها غير محدد. ويقول صانع الحلوى "هي جزء من تاريخنا وأصالتنا العمانية القديمة، وقد ورثناها أبا عن جد. ليس لدي تاريخ محدد عن عمرها، لكننا نسمع من الآباء والأجداد أنها تعود إلى أكثر من مئة عام". في مهرجان مسقط في دورته العشرين هذا الشهر، كانت الحلوى مرة جديدة نجمة لا منازع لها. انتشر بائعوها في الحدائق وفي الأماكن المخصصة للمهرجان السنوي في العاصمة. وقام بعضهم ببيعها جاهزة، بينما عمد آخرون إلى صناعتها أمام أعين الزبائن، حيث التفوا حول القدور الضخمة، يمزجون المكونات الواحد تلو الآخر قبل أن تجهز الحلوى وتخرج من القدر بلونها البني الداكن. وقالت جوهرة "يرتبط تناول الحلوى بزيارة المهرجان في ذاكرتنا منذ الصغر. لقد عودنا الآباء أن نشتري ونأكل الحلوى لدى حضورنا الفاعليات، وها أنا أفعل ذلك مع أطفالي".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©