الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سياحة الخنادق.. أكبر مصدر للدخل في فوكلاند

سياحة الخنادق.. أكبر مصدر للدخل في فوكلاند
6 أغسطس 2007 02:06
في تحد للرياح العاتية في جزر فوكلاند النائية يتجول سائحون بين الخنادق وميادين القتال التي شهدت معارك في الحرب التي دارت رحاها بين بريطانيا والأرجنتين في عام 1982 ويشاهدون قوارب حربية وأنابيب خاصة بمعجون الأسنان أصابها الصدأ· واعطت جولات مشاهدة مسرح المعارك التي دارت إبان الحرب والتعرف على ما تنطوي عليه من مآس دفعة كبيرة للسياحة في فوكلاند· واندلعت الحرب التي استمرت 73 يوما حين حاولت الارجنتين انتزاع السيطرة على الجزر الواقعة قبالة سواحل اميركا الجنوبية من بريطانيا واسفرت عن سقوط 904 قتلى· وفي العام الماضي جاء 55 الف زائر إلى فوكلاند وهو ما يزيد 18 مرة عن عدد السائحين قبل عشر سنوات ويتجاوز كثيراً تعداد سكانها الذي يصل الى بضعة آلاف· ويصل سائحون معظمهم من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا في رحلات جوية أسبوعية من شيلي أو على متن سفن لمشاهدة طائر البنجوين أو الفقمة· كما تنظم شركات السياحة زيارات للمقابر وميادين القتال وبصفة خاصة لجبل لونجدون وجبل تمبلداون اللذين شهدا بعضاً من أعنف المعارك· وقال باتريك واتس، المرشد السياحي الذي عاش في جزر فوكلاند خلال الحرب: ''هذان الجبلان لونجدون وتمبلداون من أكثر الأماكن التي يرغب الناس في مشاهدتها والسير في ممراتهما لإحياء ذكرى من لقوا حتفهم هناك''· وتقول ليز ديمليش، مدير عام مكتب السياحة، إن السياحة أضحت ثاني أكبر مصدر للدخل في جزر فوكلاند بعد الصيد· وتضيف: ''مشاهدة ميدان المعارك يثير الاهتمام بينما من الواضح أن زيارة المقابر تحرك المشاعر''· وما زالت جزر فوكلاند تحمل آثار الحرب التي اندلعت قبل 25 عاماً إذ حتى دون مثل هذه الجولات يمكن للزائر أن يشاهد بسهولة حقول ألغام وآثار انفجار القنابل وصلبان وزهور حيث لقي جنود حتفهم· ولا تزال الأرجنتين تطالب بضم الجزيرة التي تعرف باسم ايسلاس مالفيناس بالإسبانية ولكن بريطانيا ترفض طلبها تجديد الحوار· وتقع جزر فوكلاند على بعد 480 كيلومتراً من ساحل الأرجنتين وكانت مثار نزاع بين كل من الارجنتين وبريطانيا وفرنسا واسبانيا حتى عام ،1833 حين سيطرت عليها بريطانيا من مستوطنين أرجنتينيين في ذلك الوقت· ومعظم السكان الحاليين من أصول بريطانية وينتمون للثقافة البريطانية· ويطل جبل لونجدون على العاصمة ستانلي وتحيط به منطقة وعرة يغطيها الطين وقتل هناك عشرات من الجنود من الجانبين في واحدة من آخر معارك الحرب· وفي بوينس ايرس، قال ارنستو الونسو، الجندي الأرجنتيني السابق الذي كان عمره 19 عاماً في ذلك الحين: ''كان جحيما· حاربنا رجلاً لرجل''· ويوضح الانحدار الشديد للجبل ووعورته سبب اختيار الارجنتينيين لونجدون للدفاع عن ستانلي· ويشير المرشدون للسائحين الذين يلتقطون صوراً على أماكن البنادق الآلية والمدافع وأدوات الطهو البدائية ودلاء الماء والأحذية وغيرها من المخلفات المتناثرة على الأرض· ولا يسمح للسائحين بالاحتفاظ بتذكارات· وعقب الحرب قال عدد كبير من المقاتلين الأرجنتينيين إنه لم يكن لديهم طعام أو معدات أو ملابس تقيهم البرد الشديد اثناء تحصنهم بخنادق ومأوٍ مؤقتة للدفاع عن مواقعهم في جبل لونجدون· وتشمل الجولات السياحية المقبرة الأرجنتينية في داروين حيث يوجد 230 قبراً بينها عدد كبير لم تكتب عليه اسماء· ويقول المحاربون القدامي إن بعض الرفات دفنت معاً في مكان واحد وان المقبرة تضم في الواقع 234 قتيلاً· وفي بلدة جوس جرين قرب داروين ترى الثكنة التي احتجز بها مئات من الأسرى الأرجنتينيين خلال الحرب وترى خلفها مشهداً يمزج بين مخلفات الحرب والحياة اليومية في جزر فوكلاند إذ ترى الماعز ترعى في حقل ألغام بعدما نجحت بشكل ما في اجتياز سور من الأسلاك الشائكة·
المصدر: جزر فوكلاند
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©