الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أياد ناعمة تقود سيارات أجرة المطار في الشارقة

أياد ناعمة تقود سيارات أجرة المطار في الشارقة
7 فبراير 2012
منذ العام 2004 وإلى يومنا هذا تخوض مؤسسة مواصلات الشارقة تجربة حضارية لافتة، حين بدأت مشروعها المتميز بإطلاق خدمة “سائقات التاكسي” في قطاع خدمات المطار، فقامت بتعيين مجموعة من الفتيات والسيدات المدربات لقيادة سيارات الأجرة، من اللواتي يتمتعن بدرجة عالية من الكفاءة المهنية واللباقة في التعامل، ليتخصصن بنقل الركاب القادمين للدولة من النساء والعائلات فقط، على مدار الساعة وإلى مختلف مناطق الدولة. نشأت خدمة “تاكسي المطار” المخصصة للسيدات والعوائل لأسباب منطقية وتلبية لحاجة ورغبات الكثير من الزبائن القادمين إلى مطار الشارقة، فالكثير من المسافرين من النساء والأسر المحافظة يفضلون التنقل مع سائقة امرأة، ويشعرن بالراحة أكثر من التعامل مع سائق رجل. تطور سريع في هذا السياق، يقول مانع المرزوقي، مشرف مكتب مواصلات الشارقة “مع أننا بدأنا في أول الأمر بسائقة واحدة فقط، إلا أننا سرعان ما استقطبنا بعدها عددا أكبر من السائقات المدربات ليصل العدد حاليا إلى ثلاثين سائقة متخصصة، من إجمالي 180 سائق سيارة أجرة يعملون في “تاكسي المطار”. ويضيف “نهدف من خلال إطلاق هذه الخدمة إلى توفير راحة أكبر للركاب والزبائن من الجنسين، كما نعطي بذلك المساحة والحرية اللازمة في الاختيار للعديد من النساء والعوائل التي تفضل الحفاظ على خصوصيتها وعدم الانفراد بسائق أجرة رجل، خاصة في ظل وجود سائقات محترفات لتأدية المهمة ذاتها”. ويوضح المرزوقي “حرصت “مواصلات الشارقة” عند إطلاق هذه الخدمة على مراعاة ظروف السائقات أيضا، وتوفير كل ما يحتجنه من دعم ورعاية وحماية، سواء من خلال التأكيد على عدم نقلهن للرجال العازبين، أو من خلال تخصيص أوقات عمل مرنة تتضمن عددا محددا من ساعات الورديات، حيث تتكون كل وردية من 7 ساعات تقريبا، تبدأ الأولى من الساعة السادسة صباحاً إلى الواحدة ظهراً، ثم تليها الوردية الثانية من الواحدة ظهراً إلى الثامنة مساءً، والثالثة من الثامنة مساءً وإلى منتصف الليل على ألا تتجاوز الثانية فجرا. وبهذا نترك لسائقات الأجرة الحرية الكاملة في العمل بأريحية ويسر، كما يكون لهن الأفضلية دائما في نقل الركاب قياسا مع عددهن المحدود نسبة للسائقين الرجال، باعتبار أن الركاب من السيدات عادة ما يفضلن مركبات الأجرة التي تقودها نساء، مما يترتب عليه أيضا سرعة حصول السائقات على وجه الخصوص بفرص وحظوظ أكبر في الدور المصطف والذي يقف عند بوابة القادمين في مطار الشارقة”. تصف فاطمة علوي، إحدى سائقات الأجرة في مطار الشارقة عملها، فتقول “هي مهنة جيدة أحبها وأقدرها، وأهم ما يميزها هو مرونة ساعات العمل، ومتعة التعرف على العديد من الأشخاص الجدد من عدة شعوب وأمم في كل يوم، ينحدرون من ثقافات وعادات مختلفة”. وتؤكد “منذ عملت في مركبات الأجرة في مطار الشارقة قبل حوالي خمس سنوات، لم أواجه أي مشاكل حقيقية أو منغصات تذكر، فعادة ما تسير الأمور بأريحية وسلاسة أثناء ساعات العمل، ومع الخبرة ومرور الوقت أصبحنا نعرف كيف نتلافى أي طارئ أو مشكلة، ولا تزعجنا إلا زحمة الشوارع وازدحام الحركة المرورية”. وتضيف علوي “ما نحصل عليه من عائد تختلف قيمته من يوم لآخر، ورزقنا في مطلع كل يوم مجهول كصيادي السمك، فنحن كسائقات لسيارات أجرة المطار ننحدر من عدة شركات، ونحصل عادة على رواتب ثابتة تصل إلى 1500 درهم شهريا، بالإضافة إلى نسبة من الدخل اليومي تبلغ حوالي 25%، لذا يعتمد موردنا كله على ما تفرزه حركة العمل، فأحيانا نكون محظوظات ونحصل على مشاوير طويلة ومربحة كتوصيلة ركاب لأبوظبي أو المناطق الشرقية، وأحيانا يكون دخلنا متواضعا وبسيطا، ولكن بكل الأحوال نعوض الأيام الراكدة بالأيام النشطة”، لافتة إلى أن هنالك مواسم مربحة ينتظرنها بفارغ الصبر، كالأعياد والمهرجانات ورأس السنة وموسم العودة للمدارس، حيث تنشط حركة السفر وتكثر عودة القادمين لمطار الشارقة. آمن ومنضبط من جهتها، تقول آمنة عبد القادر، سائقة أجرة أخرى من خدمة “تاكسي المطار” إن “عملنا كسائقات أجرة يتطلب جرأة وثقة بطبيعة العمل الذي نقوم به، ولكنه بالإجمال يعتبر آمنا ومنضبطا، خاصة أن دولة الإمارات تنعم بالأمن والأمان في كل الطرقات والمناطق، كما أننا نحصل في الوقت ذاته على كل الرعاية والمساعدة سواء من “مواصلات الشارقة” أو من قبل الشركات التي نأتي منها، من خلال أخذ البيانات الكاملة والمكان الذي سنتوجه إليه أثناء كل توصيلة، بالإضافة إلى أن هناك مركز اتصالات دائما بيننا وبين الشركة ومكتب المطار طوال الوقت للاطمئنان على خط سير كل رحلة”. وتتابع “نحصل أيضا على الدعم الفني اللازم أثناء الأعطال أو الحوادث الطارئة، ولكن هذا لا يعني أن عملنا سهل وسلس وممتع طوال الوقت، بل هنالك العديد من المنغصات التي نواجهها بين الحين والآخر، وعدونا الحقيقي هو زحمة المرور واختناق الشوارع، إذ نشعر بحالة إرهاق وملل شديدين من الضغط على “البريك” بشكل متواصل، وطول الانتظار وسط الزحام، فنحاول دائما إيجاد مخارج وطرق بديلة أو نلتف من خلال شوارع فرعية لنصل لوجهتنا التي نقصدها، وعادة ما نتعاون مع بعضنا البعض كسائقات المطار في هذا المجال، فنتصل لنخبر بقية زميلاتنا عن وجود حادث ما أو اختناق مروري لتتفاداه الأخريات”. تغيير دواليب السيارة عن المواقف الحرجة التي تواجههن أثناء تأدية عملهن، تقول السائقة آمنة عبد القادر إن “أكثر المواقف الحرجة التي نتعرض لها هو اضطرارنا أحيانا لتغيير إطارات دواليب السيارة، لأنها ثقيلة ومتعبة وتحتاج إلى قوة بدنية وتقنية، لذا تحاول معظمنا في هذه الأحوال أن تطلب المساعدة من المارة أو ننتظر الدعم الفني إلى أن يصل، ولكن في أغلب الأحيان نجد من يراعي وضعنا ويقدم لنا يد المساعدة بكل شهامة وهو يبتسم”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©