الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في يوم البيئة الوطني

7 فبراير 2012
تحاصر الأرض متغيرات مناخية كثيرة، تتسبب في إحداث بعضها أيادي الإنسان العابث بالطبيعة، من تلوث مائي وهوائي وترابي، مما جعل رد الفعل قاسياً أحياناً، تزمجر الرياح، تعصف بالأشجار، وتفيض المياه عن الحاجة وتأتي على الأخضر واليابس، غضبها بات قاهراً، ردة فعلها أصبحت حديث الدراسات والأبحاث العلمية، ما جعل البعض يحثون على العناية بمكوناتها، والبحث عن سبل علاج ما تم تدميره رغم استحالة ذلك نظراً للضرر اللاحق بها. ووعياً بهذا المعطى الجديد، وبضرورة التثقيف البيئي خاصة بين أوساط الفئة العمرية الصغيرة، دأبت بعض المدارس على الاحتفال بهذا اليوم، إذ تستغل هذه الفرصة للإضاءة على العديد من مكونات هذا المجال، وتعزيز مفهومه عند الأطفال، وكذا البحث عن سبل علاج المشكلة، فبات الحديث عن البيئة درساً مهماً يشد انتباههم، ومن بين ما يتحدث عنه هذا اليوم في المدارس ضرورة محاربة الأكياس البلاستيكية، نظراً لخطورتها، فحسب التفسير العلمي، فهي عبارة عن مواد غير قابلة للتحلل إلا بعد مئات السنين من دفنها في الأرض، ما يؤدي إلى تسميم التربة الزراعية ومصادر الشرب، كما أن تحللها يؤدي إلى فرز مواد كيميائية سامة تمتزج بالتربة مما يؤدي إلى أضرار للتربة والنبات وتقليص مساحة الأراضي الصالحة للزراعة، هذه الأمور وغيرها تؤدي إلى زحف الصحراء، فتتقلص تلقائياً المساحات المزروعة. وتتجاوز أضرار الأكياس البلاستيكية الإضرار بالأرض إلى قتل الحيوانات الموجودة فوقها إذا أكلتها، وإلى الطيور في السماء، والحيتان في البحر، وتنقل هذه المواد الكيماوية أيضاً الموجودة في الأكياس البلاستيكية عن طريق المواشي للإنسان من خلال تناول لحمها بعد الذبح، مما يجعل المواد السامة تتسرب إلى دم الإنسان، هكذا تعتبر من بين المسببات للأمراض الخطيرة. وإيماناً من بعض المدارس بأن التثقيف عن هذه الأمور يبدأ من ساحاتها، فإنها خصصت أياماً للاحتفال والتوعية والقيام بعدة أنشطة تتحدث عن بعض الأخطاء، وإصلاح سلوكيات غير سوية يرتكبها الكبار قبل الصغار. قد لا يلتفت الطلاب كلهم لمثل هذه الدروس غير المباشرة، لكن حتماً تؤثر في بعضهم، وتجعلهم نبراساً يستنير به غيرهم، فنشاط واحد من الأنشطة البيئية التي تقوم بها هذه المدارس قد يكون علامة فارقة في حياة الكثير من الناس، بل قد يؤثر في مسار جيل بأكله. في المدرسة، انخرط طلبة في صناعة أكياس بيئية بديلة للأكياس البلاستيكية، في حين تطوع أحد الصغار للحديث عن مضارها، بينما انهمك آخرون في تجميع الأخرى الموجودة في ساحة مدرستهم.. هكذا تفاعل الصغار مع مفاهيم جديدة بالنسبة لهم، سيطبقونها بحماس إن تمت رعايتها من طرف الأهل في البيت وفي الشارع، في النزهات الخارجية، وفي السيارة وفي مواقفها، فالمدرسة تلقن وأحياناً البيت يخالف ما تم تدريسه مما يجعل الطالب يعيش تناقضاً في حياته. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©