المالكي يرفض استقالة وزراء التوافق

رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس استقالة وزراء جبهة ''التوافق'' من الحكومة (5 وزراء ونائب رئيس الوزراء)، واكد استمرار المساعي لاقناع المنسحبين بالعدول عن قرارهم والعودة الى المشاركة في العملية السياسية في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الحكومة· فيما اعرب الرئيس جلال طالباني في مؤتمر صحفي مشترك مع المالكي عقب اجتماع ضمهما ونائب الرئيس عادل عبد المهدي عن امله بان تعيد الجبهة النظر في موقفها وان تكون طرفا مشاركا في حكومة الوحدة، مؤكدا توافق رئاستي الجمهورية والوزراء على دراسة مطالبها وتنفيذ المشروعة والمعقولة والقانونية منها قريبا، ومتمنيا ان تشارك الجبهة في القمة السياسية الخماسية التي يتم التحضير لعقدها وتضم رؤساء الكتل البرلمانية ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في بغداد· واكد المالكي بدوره الاتفاق مع طالباني على مواصلة بذل الجهود لعودة الاخوة في ''التوافق'' الى دورهم وعملهم والعمل على اعادة نظر في السياسات ومعالجة ما يمكن معالجته، نافيا ان يكون اللقاء قد تم بناء على رغبة اميركية بل بهدف بحث تحديات المرحلة الراهنة ودفع اتجاهات بناء حكومة الوحدة الوطنية والعراق الجديد· لكن نائب ''التوافق'' سليم الجبوري اكد من جانبه تمسك وزراء الجبهة باســــــتقالاتهم رغم قرار المالكي عدم قبولها، وقال ''الجبهة باقية على موقفها والأمر لم ينته بمجرد قبول المالكي أو رفضه للاستقالة··الجبهة معنية بقبول برنامجها أو رفضه'' (في إشارة إلى قائمة مطالب تشمل حل الميليشيات وإعطاء الجبهة وزنا أكبر في القرارات الأمنية· وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اجرى سلسلة اتصالات مع الزعماء السياسيين في العراق سعيا لحل ازمة ''التوافق'' شملت طالباني ونائبيه المهدي وطارق الهاشمي وايضا بارزاني حيث شدد على ضرورة العمل المشترك بين القيادات وضرورة وجود حكومة وحدة وطنية تمثل جميع الاطراف لما في ذلك من اهمية للعراق وللرأي العام الاميركي، داعيا الى مواصلة الجهود من اجل توحيد الصف والسعي لتحقيق مفهوم الوحدة بين مكونات الشعب· واعرب بوش خلال اتصاله مع الهاشمي عن تفهمه المبررات التي دفعت باتجاه انسحاب ''التوافق'' من الحكومة ، فيما ابلغه الهاشمي بالأسباب قائلا إنه بات واضحا لدى الجبهة أن لا رغبة للمالكي في الإصلاح وان المشاركة فقدت مبرراتها لكنها رغم ذلك ستبقى ناشطة في العملية السياسية وتتابع المطالب الوطنية التي تقدمت بها خصوصا مراجعة ملفات المعتقلين وإيقاف الخروقات في حقوق الإنسان وإغاثة المهجرين في الداخل والخارج· فيما قال ديوان رئاسة كردستان ان بوش طلب من بارزاني أن يلعب دور الوسيط بين الأطراف الشيعية والسنية للخروج من الأزمة السياسية مؤكدا على أهمية التعاون بين الجميع· ورد بارزاني من جانبه بانه سيبذل قصارى جهده خلال محادثاته المقبلة مع زعماء الكتل السياسية لايجاد حلول وسط لانهاء المأزق الذي تمر به الحكومة·