مواهب شابة تستقي فنون المسرح من الواقع

تقيم وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الورشة المسرحية التدريبية 2007 للفترة من 14 يونيو الماضي حتى 15 أغسطس الجاري، لتعليم الشباب المنخرطين فيها كمتدربين على فنون التمثيل والإلقاء المسرحي وتقنية الإضاءة والصوت والديكور والأزياء المسرحية والماكياج المسرحي· ''الاتحاد'' زارت مبنى المسرح الوطني في أبوظبي، حيث تقام الورشة لتلقي الضوء على طبيعتها ومدى استفادة الشباب المتدرب منها، وما الذي تقدم في برنامجها العملي المسرحي لكونها الدورة الأولى في إمارة أبوظبي، وماذا يمكن أن تفيد المتدرب المنخرط فيها· تعدد الفنون في البدء كان اللقاء مع الممثل إبراهيم سالم الذي يضطلع بالنشاطات المسرحية الخاصة بأبوظبي ودبي حيث قال: بتوجيهات من معالي عبدالرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لضرورة وجود شباب يهتمون بالمسرح بوصفه فناً فاعلاً في الحياة الثقافية التي تتقدم لها أبوظبي بخطى ثابتة، حيث رأى أنه من الضروري أن تقام ورش مسرحية في إمارة أبوظبي لتكون بداية لوجود شباب يحملون راية المسرح في الإمارات بوجه عام وخاصة بعد انبثاق فرقة جديدة باسم ''مسرح بني ياس''· واضاف: الورشة التي نحن بصددها فيها أكثر من تخصص، فهناك فن الماكياج وهو يقدم للطلبة أفكاراً متطورة عن تقنيات الماكياج والمدلولات التي يعطيها للشخصيات المسرحية ومن ضمنها التأكيد على عناصر التفاوت في أعمار الممثلين والتنكر وسمات الشخصية ''كاركتر'' وتقدمها لورا قالوش· ومن ضمن التخصصات الأخرى، مادة الديكور المسرحي، وهي تعلم الطالب أساسيات الديكور، من عمق الخشبة والمنظور والرؤى، وكيف يتم التعامل مع النص ونقله الى الواقع المرئي الذي يقدم بشكل مسرحي أمام الجمهور، ويقدم هذه المادة وليد الزعابي لكونه رئيس قسم الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، وهو متخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت قسم الديكور· كما أن هناك مادة أخرى حول ''تقنية الإضاءة والصوت'' وتعنى بمصادر الاضاءة والرؤية وإحكام استخدامها، ويقدم هذه المادة محمد جمال، وهو لديه خبرة كبيرة في التعامل مع الاضاءة، وقد حاز على جوائز عدة في مهرجانات محلية وعربية· أما المادة الرابعة فهي ''التمثيل والالقاء المسرحي''، وتعد هذه المادة من المواد المهمة التي تجسد سيناريو النص حواراً وأداءً، وفي هذه الورشة نعتمد على أساسيات اعداد الممثل لدى المخرج الروسي ''ستانسلافسكي'' في تعليم الطلبة الأداء المسرحي، كما نتطرق الى تاريخ المسرح، ويقدم هذه المادة ''إبراهيم سالم''· لعبة المسرح ويقول الممثل المسرحي فيصل الحمادي الذي اشترك في أعمال مسرحية سابقة ومنها مسرحية ''حرقص'' من تأليف صالح كرامة واخراج علاء النعيمي، عن طبيعة الورشة المسرحية وماذا تقدم من خبرة وفائدة مرجوة جديدة للمؤدي: أرى أن هناك الكثير من الفوائد التي تقدمها هذه الورشة المسرحية، ومنها كيفية الوقوف على المسرح والأداء الصوتي وإزالة الرهبة والخجل الذي يعتري الممثل لأول وهلة· هذا بالاضافة الى تعلمه الكثير من التقنيات في الماكياج والاضاءة والصوت والديكور؛ ولكوني عضواً في مسرح بني ياس الذي تشكل جديداً كان لا بد لي أن انخرط في هذه الورشة كي تضيف الى خبرتي الشيء الكثير·· ولهذا فإنني أجد نفسي خلال هذه الورشة قد تعلمت الكثير، مما يجعلني أتقن لعبة المسرح عندما أؤدي عملاً جديداً· نحن الآن نتدرب على مسرحية ''مكبث'' لشكسبير، وأنا ألعب شخصية ''مكبث'' التي تبدو شخصية مزدوجة مركبة تعطي المتدرب الدفع الكثير حين اتقانها· واضاف الحمادي: الجانب المهم الذي أريد التنبيه اليه هو أننا لا يمكن ان نمارس التمثيل في الفنون الادائية المختلفة ''كالمسلسلات التليفزيونية أوالأفلام الروائية'' الا بعد ان نتقن فن الصعود على خشبة المسرح، فالخشبة هي التي تخلق ممثلاً بارعاً· دعم معنوي أما الممثل عبد الله البلوشي الذي يساهم في الدورة كمتلق ومشارك في مادة الالقاء والتمثيل المسرحي والذي جاء من المسرح المدرسي فيقول عن الدورة وما تقدمه له من فوائد: إنها تصقل المواهب لكونها دورة متخصصة يقدمها أساتذة كبار لهم خبرتهم في هذا الميدان المهم والممتع· وأحسن ما فيها حقاً أننا نعمل على مسرح حقيقي، وهي بذلك تقدم لنا دعماً معنوياً ونقداً بناءً يستفيد منه المشارك في حياته العملية مستقبلاً، ولهذا فإنني أجد أن كل معلومة جديدة تضيف لي الكثير وخاصة محاولة الاطلاع على المسرح العالمي من خلال تاريخ الفن وطبيعة الأداء الراقي الذي تعلمني إياه الدورة· ويعقب يوسف بدر سيف البوسعيدي الذي يشارك في مادة الاضاءة: بأن الدورة أضافت لي كيفية الاهتمام وتعلم الاضاءة والصوت وكيفية التحكم فيها وفاعليتها على النص المسرحي وترجمة النص ''السيناريو'' الى فعل مسرحي تساهم فيه الاضاءة عندما تجسد بؤراً ضوئية يريدها النص، مُعبرة عن المشاعر والأحاسيس التي تعتري أبطال العمل المسرحي، ونحن في الوقت نفسه نستفيد من أهمية تشكيل الديكور، لأن الاضاءة والديكور عنصران يكمل بعضهما بعضاً· الرغبة الكبيرة الممثل حمدان الحوسني أحد المشاركين في الورشة قال: إن الورشة أضافت لي الشيء الكثير، منها تقوية النفس في الالقاء والتعلم والتدريب على المهارات الفردية التي لم نكن قد تعلمناها في أوقات الدراسة، كما أنها علمتنا الانضباط وعدم التسيب مهما كانت الظروف حتى الصحية منها، حيث استطعت أن انظم وقتي لاشترك بشكل فاعل في هذه الورشة، ومن خلالها استطعت ان أحصل على عروض لكي اشترك فيها في مجال التمثيل· أما أسامة خليل المشرف في المسرح المدرسي بالعين فقد أكد أن هذه الورشة قد اكسبتني خبرات في مجال التمثيل والإلقاء، وتعرفت على الكثير من الممثلين والمخرجين، وشهدنا بعض العروض المسرحية بالمجمع الثقافي بأبوظبي، وحفزتنا على أن نهتم بتحليل أدوات النص المسرحي المقدم، واستطعنا من خلال المحاضرات المقدمة لنا ان نفكك عناصر النص المسرحي ونفهمها بشكل علمي دقيق، وان توجه وزارة التربية والتعليم لمسرحة المناهج جعلتني أهتم بالمشاركة في مثل هذه الورش· محمد جمال مراقب التنفيذ في قناة الشارقة ''''2 ونائب مدير المسرح الحديث التابع لجمعية الشارقة للفنون الشعبية والمسرح ومدرب الاضاءة في الورشة عقب على ما دار من نقاشات ومداخلات: بأن فوائد الورشة فرصة لتكوين قاعدة من المسرحيين الجدد في مختلف المواد التي يتعلمها المتدرب، فيكفيهم أنهم سيتعلمون قوانين المسرح بسبب حبهم لهذا المجال الذي يدخلون اليه برغبة كبيرة· ففي هذه الدورة نعطي المتعلمين معلومات عامة عن الاضاءة المسرحية دون الدخول في التفاصيل، فهي دورة مكثفة نقصد منها الاساسيات التي يجب تعلمها، ونأمل في دورات جديدة ان تحتوي على التفاصيل الكثيرة·