الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ورشة فنية تعرض تاريخ صناعة الورق وطرق ترميم المخطوطات

ورشة فنية تعرض تاريخ صناعة الورق وطرق ترميم المخطوطات
4 يناير 2011 19:37
ضمن مهرجان الفنون الإسلامية “فن ورقش”، بمنطقة الشارقة للفنون، التي لا تزال تنبض بالإبداع والتميز في تفاصيلها الداخلية وأروقتها، والتي كثيراً ما تشهد صوراً وورشاً فنية مختلفة يقوم عليها فنانون محليون وعالميون، احتضن رواق الفنون ورشة فنية حول “فن صناعة الورق”، التي قدمها الدكتور بسام داغستاني رئيس قسم الحفظ والمعالجة والترميم في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث. واهتمت الورشة بالطريقة العملية لتحويل الألياف إلى ورق طبيعي يعيش مئات السنين ويستخدم في ترميم المخطوطات، ويمكن أن يتعرف المشاركون إلى فن تقنية صناعة الورق يدوياً، وما تتمتع به هذه الخامة، التي تعد وعاءً سجل على صفحاته التاريخ والعلوم كافة، ويدون به الدرر والنفائس من المعلومات الفكرية القيمة على اختلافها، فهي بمثابة إرث للمجتمعات، يتم إحياؤه عبر أنشطة إبداعية وفعاليات متنوعة. وسلط الدكتور داغستاني الضوء، في بداية الورشة، على تاريخ صناعة الورق، والتي يعود الفضل في اختراعها صناعة الورق للصينيين، الذين اعتمدوا فيها على النباتات المجوفة والخرق البالية، والتي يتم تحسينها باستخدام لحاء الأشجار، ثم يتم دق هذه المواد في مطاحن خاصة، حتى تتحول إلى عجينة طرية، فتضاف إليها كمية من الماء حتى تصبح شبيهة بسائل، وبعد أن يصفى الخليط تؤخذ الألياف المتماسكة المتبقية بعناية، لتنشر فوق لوح مسطح لتجففه حرارة الشمس. وبعد التجفيف يمكن صقل الورق المحصول عليه بواسطة خليط من النشاء والدقيق ويجفف من جديد. هذه الطريقة اليدوية، التي كانت تتم باستخدام أدوات بسيطة، تطورت إلى أن دخلت الآلات والأجهزة الحديثة. وقام الدكتور داغستاني من خلال الورشة، بتطبيق عملي حول صناعة الورق بطريقة يدوية وباستخدام معدات بسيطة، حيث يتم أخذ قالب الصب وهو إطار خشبي متحرك، ويتم غمس القالب والإطار في الحوض، الذي يحتوي على المادة السائلة، وعندما يخرجان من الحوض، يكون سطح القالب مغطى بطبقة رقيقة من خليط الألياف السيليلوزية والماء. ثم يتم هزّ الآلة إلى الأمام والخلف حتى يتم الحصول على طبقة مستوية على سطح القالب، وتتشابك الألياف المفردة مع الألياف الأخرى القريبة منها، ما يجعل فرخ الورق قوياً، وأثناء ذلك يترشح جزء كبير من الماء الموجود في الخليط عبر الشبكة الموجودة في القالب، ثم تترك الآلة وفرخ الورق المبتل بعض الوقت، حتى يصبح الورق متماسكاً بما فيه الكفاية، ثم تترك لتجف، ويتم إضافة صمغ خاص لمنح الورق التماسك المطلوب ولتكون جاهزة للاستخدام والكتابة عليه أو حتى استخدامها ليكون جاهزاً كمادة في ترميم وتجديد المخطوطات. وكانت هناك مشاركة ثرية من قبل الزوار، الذين استمتعوا بصناعة الورق والتعرف إلى هذا الفن الجميل، الذي يعود إليه الفضل في حفظ الكثير من المعلومات العلمية والأدبية، وهذه الورشة تعد واحدة من الفعاليات العديدة، التي تشهدها الكثير من المراكز والمرافق العامة والمناطق التراثية، حيث يمكن للزوار أخذ فكرة وافية عن منظومة الحرف الفنية، التي يزخر بها العالم الإسلامي.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©