الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تجارب ناجحة تستعيد قامة الشعر العربي وقيمته

تجارب ناجحة تستعيد قامة الشعر العربي وقيمته
6 أغسطس 2007 02:49
جاءت الحلقة الخامسة والأخيرة في المرحلة الأولى من مسابقة ''أمير الشعراء'' لتؤكد الغايات النبيلة للبرنامج في استعادة قيمة الشعر العربي وقامته العملاقة المعبرة عن تراث حضاري أصيل، وانجاز فكري وشعري عظيم، وعلاقة بين الشعر والواقع ترتدي حلة الجمال في التعبير والصدق القادر على التأثير· فقد استصافت الحلقة التي أقيمت على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي مساء يوم الجمعة الثالث من أغسطس الجاري الشعراء تميم البرغوثي (فلسطين)، وسليمان حسين دهموش (اليمن)، وطلال سالم الصابري (الإمارات)، ومصطفى أحمد إبراهيم الجزار (مصر)، ومحمد بن مسلم (عمان)، وحنين عمر (الجزائر) ، وأحمد مجيب السوسي (سوريا) ، وذلك في بث مباشر على تلفزيون أبوظبي وقناة أمير الشعراء، وإذاعة إمارات أف أم، وبحضور حشد من محبي الشعر· كما شهدت الحلقة الإعلان عن تأهل الشاعر الشيخ أبو شجة (موريتانيا)، والشاعرة هدى السعدي (الإمارات) من شعراء الحلقة السابقة، واختيار لجنة التحيكم الشاعر تميم البرغوثي متأهلاً لتصفيات المسابقة، من شعراء الحلقة الخامسة والأخيرة في المرحلة الأولى· المرحلة الثانية· كما تمت القرعة لإختيار أسماء الشعراء الخمسة المتسابقين في الحلقة الأولى من المرحلة الثانية للمسابقة، والتي ستعتمد كما أعلن الشاعر نايف الرشدان، باسم لجنة تحكيم المسابقة عن المعايير الشعرية الحقة والقدرة الإبداعية، من خلال قراءة كل شاعر لنصين يكون ثانيهمامعارضة من السبعة أبيات إلى العشرة، لقصيدة الشاعر أبي فراس الحمداني ''أراكَ عصيّ الدمعِ شيمتك الصبرُ''، إلى جانب نص يختاره الشاعر بنفسه ولا تتعدى مدة قراءته الدقائق الأربع· ووقعت القرعة على الشعراء : الوليد الشهري (السعودية)، وخالد السعدي (العراق)، ومحمد علاء الدين عبد المولى (سوريا)، وروضة الحاج (السودان)، ومحمد ولد الطالب (موريتانيا)· إعصار جونو وقرأ محمد قرطاس المهري قصيدة بكى فيها ما خلّفه الإعصار ''جونو'' من دمار وخراب وموت في وطنه، وما تركه على جبين درة بحر العرب عُمان من دم الضحايا وحطام المدن وخرائب البيوت، راسماً الموت في كل ما صادفه من حجر وبشر وشجر ، وهو ما رأى فيه د· عبد الملك مرتاض توظيفاً فنياً جميلاً مستوحى من معاني القرآن الكريم، وقصة النبي نوح (عليه السلام) والطوفان، وإن استعمل كثيراً من الألفاظ في غير مكانها استعمالاً غلب عليه قصور في اللغة والإملاء، مما جعل النص في حاجة إلى شحنة من الوهج الشعري· واعتبر الفنان غسان مسعود النص معبراً عن تجربة أليمة، وإن لم يأتِ بجديد في الوصف الشعري لحداثة التجربة في الشعر العربي· أما الشاعر نايف الرشدان فقد وجد أن النص يمثل رؤية إنسانية وشعرية مبدعة متألقة عبرت عن موقف توحّدت فيه البشرية مواسيةً عُمان والمنطقة على مصابها· وأشار د· صلاح فضل إلى أن الشاعر عمل كنحاتٍ لغوي من الطراز الأول في نظمه على الأوزان الخليلية، فجاءت قصيدته معبرة عن شعرية قوية مسبوكة وتجربة طازجة حية مثيرة· بينما رأى د· علي بن تميم في القصيدة كثافة صور مستحيلة التحقق، ولكن استطاع الشاعر تحويلها إلى صور يمكن تحققها، مشيراً إلى استنجاده بالمقدّس سبيلاً إلى تحقق الغاية من نظمها· عالم من الجمال ثم قرأ أحمد السوسي قصيدة بعنوان ''عالمي''، رأى فيها الفنان غسان مسعود تقديماً متفائلاً لعالم غير واقعي، طارحاً سؤال علاقة الشاعر بالحياة، وضرورة أن يقف الشاعر في اللا حيادية وسط عالمه القلق البعيد عن الرومانسية المثالية· وأشار د· صلاح فضل إلى أن الشاعر قد قدّم عالماً مفعماً بالجمال، مفرداته موسيقى وحب وورد، يقوم على الدهشة واقتناص الصور البلاغية الجميلة، لكنه عالم يجافي الزمن ولا يجتهد في صراع الوجود· واعتبر د· علي بن تميم أن الرومانسية قادت الشاعر إلى منزلق خطير في ظنه أن الزمن توقف عند عالمه، كما في استخدامه غير الثقافي ومأزق الألوان الذي أوقعه في مشاكل لغوية وجمالية· أما د· عبد الملك مرتاض فقد قدّم قراءة استفهامية حول عالم الشاعر الجميل الذي لا معالم له، الشاسع الضيق كمساحة قبر، طارحاً أكثر من علامة استفهام حول ملامح هذا العالم الشعري الذي قدمه النص· بصر قصاص وبصيرة شاعر وأعقب ذلك تميم البرغوثي مصوراً في نصه غرابة الوجود الاحتلالي الاستيطاني في مدينته القدس، وما تركه في حياة ناسها من أثر يدمي قلب الشاعر ويبكيه فتجيش مشاعره لحكاية التاريخ العريق للمدينة المقدسة· ما وحّد رأي أعضاء لجنة التحكيم حول إبداع الشاعر الذي رأوا فيه استمراراً لإبداع أفذاذ الشعر من أمثال شعراء فلسطين الكبار، واعتبار القصيدة أنموذجاً حياً يؤكد على أن الشعر العربي سيظل متألقاً رائعاً ومبدعاً في رأي الشاعر نايف الرشدان، ورأى د·صلاح فضل أن الشاعر استعار في نصه بصر قصاص وبصيرة شاعر جاعلاً من نفسه أيقونة وتميمة تفتحان باب الأمل في الشعر والفن معاً، أما د· علي بن تميم فأشاد بالبنية الجميلة للقصيدة، القائمة على التقاطات صورية مبدعة تترك فسحة لذات الشاعر كي يقرأ فيها التاريخ ويعيد تركيبه فيجعل المكان شاهداً على الحقيقة رغم غياب الإنسان· كما رأى الفنان غسان مسعود أن الشاعر مسكون وفيه جنون، حيث قدّم مونودراما موجعة فيها سخرية حادة، تسجلها كاميرا تفصيلية تجوّلت في القدس واستنطقت ذاكرة الحجر فيها ·· قصيدة بغداد وقرأت بعده حنين عمر قصيدة فيها معارضة للمتنبي، ودعوة أنثوية للتمرد الجميل، اعتبرها د·صلاح فضل حافلة بلفتات أنثوية بديعة وجميلة، وإن تحلت بالشجاعة النادرة على التحليق في سماء المتنبي· ورأى د· عبد الملك مرتاض أن نص حنين عمر هو أول نص مشارك في مسابقة ''أمير الشعراء'' يبرز صوتاً أنثوياً آسراً لم يمنعه شيء من أن يكون فحولياً· بينما اعتبر الشاعر نايف الرشدان أن النص يجعل من الشاعرة شاهدة على أن الشعر حي يرزق، في استحضارها الجميل للمتنبي وقدرتها على التمثل الصادق لواقعها ممزوجاً بالخيال· وقرأ مصطفى الجزار قصيدة أهداها إلى بغداد عبر فيها عن مشاعر قومية نقية، استحضر فيها برأي د· عبد الملك مرتاض تجارب الشعراء الكبار، وثأر فيها للشعر حين سعّر ناره وسكبه لجيناً سهلا سلساً معطاراً· ورأى الشاعر نايف الرشدان أن بغداد الأنيقة حضرت لتوحّد بين أنا الشاعر والمكان، في أسلوب شاعر رجل عني بالتفاصيل المؤثرة التي حمّلت الشعر دلالات عميقة· كما أشاد د·صلاح فضل بالنفثة القومية العنيفة في القصيدة، والمفعمة بالشعرية والروح العربية، في حماسة مستعادة وإبداع تصويري حافل بما يشبع الوجدان والأذن· معجم شعري مرصوف وتلاه طلال الصابري ملقياً قصيدة بعنوان ''خرير الضوء''، رأى فيه د· عبد الملك مرتاض عنواناً عظيماً انزياحياً في نسبة الخرير للضوء، لا يمثله النص ولا يرقى إلى مستواه· وأحصى الفنان غسان مسعود في النص ثلاثة عشر بيتاً تبدأ بالواو، ما أضعف في رأيه الجملة الشعرية فيه، كون الفعل أقدر على بناء المشروع الدرامي والصورة والصراع في القصيدة· ورأى د· صلاح فضل أن النص معجم شعري مرصوف بعناية، فيه توظيف مبدع للحواس لولا أن القافية أتعبت الشاعر، إلى جانب ضبابية القصيدة التي لا تتبين ملامحها وسط تعدد الأصوات فيها · وقرأ المتسابق الأخير سليمان دهموش نصاً رأى فيه الفنان غسان مسعود انحيازاً إلى المهمشين من الفئات البشرية، وسرداً حكائياً جمع بين المسرح والشعر· وأخذ د· صلاح فضل على النص انعدام تماسكه، كأن ينطلق الشاعر من لحظة شعرية لا يتلاءم معها أن يدخل إلى أعماق موصوف الرجل على الرصيف، كما أعتبر أن صور ''بصمات الجزمة''، و''وابور الفحم'' غير شعرية، ولا تليق بمسابقة كمسابقة ''أمير الشعراء''· كما أشار كل من د· علي بن تميم ود· عبد الملك مرتاض إلى تناص الشاعر مع كل من محمد الماغوط، لجهة الانتماء إلى الشعر اليومي المعبر عن تجليات الرصيف في الحياة المعاصرة، ونزار قباني في تعامله مع المرأة، وأخذا على القصيدة التكرار الدال على الحكاية السردية في تناول القضية الشعرية· حضور متميز شهدت الحلقة الخامسة والأخيرة في المرحلة الأولى من مسابقة ''أمير الشعراء'' حضوراً كبيراً للجاليات من مختلف الدول العربية لتشجيع الشعراء ومنها السعودية ،مصر ،موريتانيا، الجزائر، اليمن،العراق ، فلسطين،الإمارات، وسلطنة عمان · الجدير بالذكر أن برنامج ''أمير الشعراء'' تدعمه وتنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وتنفذه شركة بيراميديا ، ويتم بثه عبر قناة أبوظبي يوم الجمعة من كل أسبوع الساعة العاشرة مساءً، ويُعاد بثه السبت الساعة9,30 صباحاً ، والأحد الساعة9,45 مساءً، والثلاثاء الساعة 3,30 عصراً بتوقيت أبوظبي، إضافة إلى بثه عبر قناة ( أمير الشعراء) التي تبث فعاليات المهرجان والمسابقة على مدار 24 ساعة على تردد 11804 ميجا هيرتز على القمر الصناعي عرب سات استقطاب أفقي الترميز 27500 التصحيح · فقرة غنائية وقد غنّى الفنان علي بن محمد في وصلة غنائية أطربت الحضور فرقصوا وصفقوا طويلاً لأغنيات جميلة جمعت ما بين عذوبة الصوت ورقة المعاني الشعرية التي حفلت بها قصائد الغزل العربي العفيف ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©