الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدكتور جاسم المرزوقي: لماذا نخجل من زيارة المعالج النفسي؟!

الدكتور جاسم المرزوقي: لماذا نخجل من زيارة المعالج النفسي؟!
5 مارس 2010 21:38
الدكتور جاسم محمد المرزوقي عرفناه وألفناه، اعتدنا على رؤيته ومشاركته في الندوات والمحاضرات، واعتادت أعيننا مشاهدته على شاشة التلفاز يتولى تقديم النصح والإرشاد، أبهرنا بآرائه وأمتع الكثيرين بأفكاره، خفف عن آخرين آلامهم، وبعث فيهم التفاؤل والأمل، مع خبرته الطويلة في مجال العلاج النفسي طور نفسه، ونوع معارفه، أخذ على نفسه عهداً، دون تخاذل وتقصير، بتقديم الاستشارية النفسية والتربوية والأسرية لكل من يحتاج إليه، من خلال الإقناع والحوار الجاد، مستشهداً بمقولة لأحد زملائه: «اينما تكون تجد علم النفس حولك»، فالاختصاص، من وجهة نظره في مجال النفس البشرية، يكشف الأسرار وتساعد على معرفة الذات والآخرين، وبلا شك هذه المعرفة ستساعد على توظيف كل القدرات والطاقات. في هذا الحوار نبحر مع الدكتور النفسي الإماراتي جاسم محمد المرزوقي ليضع النقاط على الحروف. الفتوى في الأمراض النفسية مشكلة تؤرق المريض النفسي، ونرى الجميع يملك الحل، مما يزيد من تدهور الحالة النفسية للمريض، يعلق المرزوقي على هذا الجانب ويقول: «دائماً نتداول مثل هذه الحوارات في مجالسنا وندواتنا مع غير المتخصصين حول الإضافات التي نستطيع نحن كمعالجين نفسيين تقديمها لكل من يعاني من مرض نفسي، أو بالأحرى يمر بأزمة نفسية. لذلك اتفق مع هؤلاء البعض في جانب، وأختلف معهم في جانب آخر، والسبب كما يذكره المرزوقي، «المسألة ليست بهذه البساطة، فقد يكون البعض منا يمتلك مهارة قيادة السيارة، بل ويعتبر قيادته فذَة، ولكن ما جدوى ذلك إن لم يكن يمتلك رخصة القيادة، إذ أنه المعيار الذي يسمح به قيادة السيارة، لأن للقيادة أصولاً ومبادئ وقيماً وقواعد. كما أن رخصة القيادة تختلف بحسب طبيعة المركبة والاستخدام، فنجد بأن لكل مركبة رخصة قيادة منفصلة عن الأخرى، والرخصة القيادة في السباقات تختلف عنها عنها في القيادة العادية، وأيضاً سباقات الحلبات بحاجة إلى رخصة تختلف عن رخصة قيادة السيارة في السباقات الصحراوية، والسبب أن لكل استخدام طبيعة تختلف عن الأخرى في كافة الجوانب، كذلك الحال بالنسبة للاختصاصيين النفسيين إذ يكمن الفيصل في الشهادة العليا للاختصاص في علم النفس البشرية، ومن هنا بحسب المرزوقي، «ليس كل من هب ودب يكون قادراً على طرح رأيه في هكذا مواضيع». ? الأمراض النفسية من جانب آخر يلفت المرزوقي إلى أكثر الأمراض النفسية انتشارًا، ويقول عن ذلك: «هناك مرض ذهاني، ومرض عصابي (سلوكيات مرضية)، لكن الأكثر انتشاراً من الأمراض الذهانية هو الفصام، أما من حيث الأمراض العصابية فهي تنقسم لنوعين الأولى وجدانية وانفعالية (كالاكتئاب، والقلق، والوساوس القهرية)، والأخرى سلوكية (كالإدمان بنوعيه المخدرات ومشتقاته والكحول، والسلوكيات اللاسوية كالتحرش الجنسي وغيرها وهي للأسف في ازدياد). والأسباب كثيرة جداً، ومهما تباعدت في تجلياتها، إلا أن مضمونها في النهاية في الغالب شيء واحد، وهو الابتعاد عن الدين والانحلال الخلقي بالنسبة للأمراض العصابية، أما بالنسبة للأمراض الذهانية فالوراثة تلعب دوراً كبيراً في المرض.?ويتأسف المرزوقي لعزوف الكثير من المرضي النفسيين عن زيارة المعالج النفسي والسبب كما يوضحه: «هو نظرة المجتمع للمريض، والصورة الذهنية التي تبلورت لديه بأنه سوف يحصل على الكثير من العقاقير والأدوية التي تجعله مدمناً عليها، لكن ما يلاحظ في الفترة الأخيرة أنَّ هناك نقلة نوعية في إقبال الناس نحو المعالجيين النفسيين. حيث يوضح محدثنا سبب ذلك، بالقول: «اعتقد أنَّ للإعلام دوراً إيجابياً، خاصة بعد شن حملات التوعية الأخيرة في المجتمع عن ماهية العلاج النفسي، ودوره في مساعدة الناس للتخلص من مشكلاتهم النفسية، وكواقع ميداني في العيادة النفسية ثمة زيادة واضحة في المواعيد التي يطلبها المرضى، وبشكل دائم استطيع التأكيد أنَّ العزوف في اضمحلال». ويضيف: «دائماً أردد هذه المقولة في العيادة النفسية مع كافة الحالات التي أشرف عليها، بأن جزءا من وظيفتنا كمعالجين نفسيين تتمثل في قيامنا «بفك أسرار المسترشدين»، لا بهدف معرفتها فقط، بل من أجل توظيفها لمساعدتهم على فهم أسباب مشاكلهم النفسية، وأعتقد بأن الخوف من كشف الأسرار، إلى جانب الوصمة التي قد تلازم من يراجع العيادات النفسية تعدان من الأسباب الأساسية لخوف المريض من التردد على العيادات النفسية. ?تحديات العمل إضافة إلى كل ما سبق يذكر المرزوقي أهم التحديات التي تواجهه في عمله ويقول: «الوضوح مع المرضى من البداية، وشرح المبادئ الأساسية للعلاج النفسي أمرأن لا بدَّ منهما، وهذا بدوره يساعد البعض منذ البداية في التركيز على العلاج لا على النتائج التي ستتحقق عاجلاً أم أجلاً. وهنا بالتحديد لا بَد من التنويه بأن العلاج النفسي يطلب ولا يفرض، وأن الالتزام بالحضور للجلسات العلاجية التي قد تمتد أحيانا لـ(16) جلسة إرشادية، وربما أكثر، هي الكفيلة بالتخلص من الآلام النفسية الى جانب رغبة المريض. فلسفة وقانون في سياق مواز، ورغم سنوات الخبرة والمهارات والقدرات التي يمتلكها المرزوقي، فهو يؤكد أنه لو لم يتخصص في الإرشاد والصحة النفسية، لتخصص في الفلسفة أو القانون، موضحاً السبب في ذلك، بالقول: «ثالوث اعتلاء القمة بفهم فلسفة الحياة من خلال تفسير وتحليل السلوكيات البشرية، للدفاع عن الذات والآخرين ولإحقاق الحقوق وسيادة القانون». هذا هو شعاري في الحياة، لكن كل ما أطمح إليه بعد هذا المشوار كأمنية وحلم وحقيقة مستقبلية، أن أكون «محاضراً عالمياً»، ذا تأثير على الناس لتغير مسار حياتهم، من ظلمات الأسى إلى نور الحياة، ومن سجن التشاؤم إلى أمل الحرية، ومن ضعف الذات إلى قوة الإرادة، وذلك عبر سلسلة من المحاضرات التي من شأنها أن تساعد البشرية على النظر دائماً للوجه المنير من القمر لا الخفي. وبلا شك طموحي كبير جداً فما وصلت إليه حتى الآن من إنجازات حقيقية مقارنة بسني، لا يعد سوى نقطة البداية نحو تحقيق العلا. ويختم المرزوقي بالقول:»علم النفس أضاف لي الكثير الكثير، فعندما نتحدث عن هذا العلم نجده في كل مكان من حولنا، وكإنسان لابد أن يكون النقص سمة من سماتي الشخصية، ومن هنا فإن هذا الاختصاص أعانني على التغلب على هذا النقص، والانطلاقة نحو اكتشاف الذات بما فيها من قدرات وإمكانيات هائلة، وجميعنا كبشر نمتلك قدرات عملاقة، ويمكننا بالتنقَيب عنها أن نمتلك ثروة تفوق مثيلتها لأصحاب المليارات. الدكتور جاسم المرزوقي في سطور - خريج جامعة الإمارات – بكالوريوس علم النفس، بتقدير جيد. - جامعة اليرموك / اربد / الأردن – ماجستير إرشاد نفسي تقدير جيد جداً من عام (2002- 2004 ). -دبلوم في البرمجة اللغوية العصبية في المركز الكندي. -الجامعة الأردنية / عمان / الأردن - دكتوراه في الإرشاد النفسي والصحة النفسية، بتقدير جيد جداً . - مدير إدارة واحات الرشد (المعنية بالمرضى العقليين والنفسيين -الأدمان ، الكحوليين) بالشارقة وحتى الآن. -رئيس جمعية الإمارات النفسية لدورة عام 2008 وحتى الآن. - متعاون مع إدارة المنشآت العقابية بالشارقة لتقييم النزلاء (المدمنين، المضطربين عقلياً) ومتابعتهم من الناحية النفسية -استشاري نفسي أسري في مركز الاستشارات بجمعية النهضة لتقديم الاستشارات النفسية ( لمختلف القضايا والحالات النفسية والعقلية والأسرية والزوجية ) في دبي وحتى الآن.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©