الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منى حجازي ترصد أخطاء الرشاقة وتعيد تشكيل جسد المرأة

منى حجازي ترصد أخطاء الرشاقة وتعيد تشكيل جسد المرأة
4 يناير 2011 19:38
يرتفع صوتها في الصالة المغطاة «واحد، اثنان، ثلاثة»، تتردد صوت الأنفاس المتلاحقة وراءها، فتيات يتابعن حركاتها وصدى الصوت القادم من الجدران المكسوة بالمرايا يشعر الواقف بعيداً بهمة البنات الباحثات عن الصحة والرشاقة، وإدراك المدربة الرياضية منى حجازي لخطواتها المتحركة على وقع الأرقام. المدربة منى حجازي، واحدة من خليجيات قلائل عملن في تدريب الفتيات اللياقة والرشاقة، وهي خبيرة لياقة بدنية وجمالية ورسم الجسم معتمدة من الاتحاد العربي للثقافة البدنية. عن تخصصها وحبها للتخصص الذي تعمل به، تقول حجازي لقد ساهمت دراستي للرياضة البدنية في أن أضع فناً خاصاً أسميته «فن رسم الجسد بالرياضة»، وفيه أضع قواعد لخطوات رياضية مبتكرة من شأنها إعادة تشكيل جسد المرأة وتوزيع أماكن الدهون فيه». ضبط المقاسات عن مجالها الذي تحبه، تقول حجازي يعتمد رسم الجسد بالرياضة على التمارين البدنية المعروفة باسم «الايروبيك»، لكن التركيز على الحركات الرياضية يكون بتحريك عضلات معينة وقهر الدهون فيها، أو تحريك عضلات أخرى لتعزيزها وشدها وإظهارها، بحيث يمكن التخلص من الوزن الزائد دون التحول إلى جسد نحيل هش أشبه بقلم الرصاص». وتتابع «سلسلة الدروس الرامية إلى ضبط مقاسات الجسم الأنثوي، تعتمد على نظام توعية أقرب لورش العمل يخاطب احتياجات كل فتاة بمفردها، فهناك من تعاني تراكم الدهون في القسم السفلي من جسدها، وأخريات يعانين من بروز عضلة البطن «الكرش» وغيرهن يعانين الترهلات المختلفة بسبب الأنظمة الغذائية السيئة التي يتبعنها ولكل حالة احتياجها، والعمل بهذا النظام يشبه الحرص على إعادة نحت قطعة خشب صماء وتحويلها إلى عمل فني». وتشرح حجازي سلسلة البرامج التي تقدمها فتقول «فن رسم الجسم يعتمد على العناصر الثلاثة ،التغذية، والرياضة، وإبراز مواطن الجمال وهذه العناصر أتابعها بحرص مع الفتيات اللواتي يزرن الصالة وأتدرج بها عبر عدة مراحل لكل واحدة تسميتها الخاصة «رشاقة بلا حرمان، حرب الرشاقة، رشاقة وجمال، نقص الوزن أو زيادته، رسم الوجه، تعبئة الوجه، تعبئة الأماكن المرغوبة، وأخيراً صقل وتنشيف الجسد». وتلجأ حجازي إلى إعطاء كل فتاة برنامجاً غذائياً خاصاً بها تتابعه معها، إلى ذلك، تقول «بعض الفتيات يعانين من أمراض مثل السكري أو الضغط، وارتجاع المريء أو سلس البول، ولكل واحدة منهن نظام خاص يختلف عن غيرها، كذلك تحتاج كل واحدة الى برنامج رياضي خاص يختلف عن الأخرى». استغلال النساء تؤكد حجازي أن نسبة كبيرة جداً من المواطنات اللواتي يزرنها بدينات، سواء كن عاملات أو ربات بيوت، وأن كل فئة تعاني من مشاكل خاصة بها، فالعاملات يعانين تكدس الدهن في المنطقة السفلية من الجسد متأثرات بالجلوس ثمان ساعات كل يوم، بينما ربات البيوت يعانين من الكرش والأمراض نتيجة النوم معظم النهار والسهر. وتؤكد تفشي الكسل بين النساء، وتقول «أغلب النساء مهملات، يجملن الوجه بينما يترهل الجسد ويتضخم تحت وطأة الشحوم لا يحببن ذواتهن، ويجدن الجمال بالمساحيق التجميلية والملابس الغالية، ومعظم من يذهبن للمراكز يلجأن إليها من أجل ارضاء الآخرين مثل الزوج، وفي الغالب هن يخشين من الزوجة الثانية لذا يلجأن للرشاقة ولكن هذا السبب ليس وازعاً كافياً للاستمرار بالرياضة». وتحذر حجازي من استغلال النساء السمينات، فتمسك إحدى المجلات وتتصفحها لتضع يدها على إعلان لمنتجات تخسيس تؤكد أنها «تفقد من يستعملها 3 كيلوجرامات في الشهر، وهذا آخر يدعي القدرة على إنقاص الوزن كيلوجرامين بدون رياضة، أما هذه الأجهزة فهي تروج إلى أن الجلوس عليها لمدة 10 دقائق يغني عن ساعة من الركض»، معلقة إنها «تفاهات وباب مشرع للاستغلال». وتقول «المرأة بطبعها تبحث عن الجمال والكمال، لذا فهي صيد سهل للتجار». أخطاء الرشاقة توضح حجازي خطأ «فادحاً» تقع فيه النساء الباحثات عن الرشاقة، فتقول «هناك أخطاء كثيرة ترتكبها النساء، فاللجوء للعطار وأعشابه يفقد وزناً من سوائل الجسم وينهك المعدة ويسبب شحوباً وآلاماً، كما أن أعشاب التخسيس ذات طعم منفر فلا تستمر عليها الفتاة وتعود لاكتساب ما خسرته خلال أقل من أسبوع من تركها للعشب». اللجوء أيضاً لعيادات التغذية التي يبحث أصحابها عن الماديات مشكلة أخرى، إلى ذلك، تقول «للأسف بعض الأطباء تخلوا عن الضمير المهني، فصاروا يصفون حميات تهدم الجسد مثل الحمية الكيميائية وحمية اتكنز وغيرها من الحميات القوية التي وإن أعطت نتيجة إلا أن آثارها النفسية سيئة جداً فهي تمتحن صبر الشخص بشدة حتى تنهكه، غير أن معظمها تفتقر إلى الأطعمة الصحية، وهناك أيضاً إمكانية العودة لاكتساب ما خسر الشخص بسرعة». ومن الطرق السيئة التي تلجأ إليها الفتيات الذهاب إلى مراكز رياضية ليس فيها مدربات معتمدات، وتقول «غالبية مراكز الرشاقة هي مراكز آلات فقط مليئة بالأدوات المخصصة للرجال بصفة أساسية مثل الأثقال والخاصة ببناء الأجسام، ولا غرابة فمعظم المراكز تكون صباحاً للنساء ومساء للشباب وغالباً ما ألتقي فتيات نمت لهن عضلات في أماكن يجب أن تكون مسطحة بلا عضل، بل أن بعض الرياضيات تبدو أشكالهن أقرب للمصارعات». الرياضة المنزلية من الأخطاء التي تنتقدها حجازي اللجوء إلى أشرطة الفيديو المنزلية، في هذا السياق، تقول «هذه الأشرطة تبدو حلا سهلا للموظفات خاصة وللسيدات اللواتي تمنعهن ظروفهن من الالتحاق بالصالات، لكن الخطأ الجسيم الذي تقع فيه الفتيات عدم انتقاء السي دي بعناية، فكل شريط مخصص لنوع معين من الجمهور، كما أن بعض المدربين يقدمون تمارين سريعة يمكن أن تسبب تمزقات في العضلات بدون إدراك من المتدربة التي تتابع مع السي دي». وتتابع «من الأخطار المحدقة بذلك أيضاً ممارسة الرياضة المنزلية في غرف غير مهيأة، وسواء كنت تتابعين شريطاً أو تتدربين على آلة خاصة اعلمي أن السجاد والستائر والفراش الموجود في الغرفة يمكن أن يضر بالرئة ويمنع تدفق الهواء الصحي إلى الجسد، بخلاف أن بعض الحركات المتابعة للشريط (على الأرض) يمكن أن تسبب كسراً في الأصابع بسبب الانتقال السريع على أرضية غير جاهزة». وحصلت حجازي على ثلاث شهادات معتمدة من لبنان هي دبلوم التغذية الرياضية، ودبلوم مكافحة البدانة، ودبلوم اللياقة البدنية، وصارت تقدم اليوم برامج متقدمة للعناية بالجسد، تقول «تمتلك المرأة الخليجية مواصفات جسدية رائعة، فطول الظهر المختلف، وطول القدمين واليدين وغيرها من عناصر الجسد تجعل النموذج الأوروبي شديد النحولة لا يناسب جسد المرأة الخليجية، ويفترض بنا كمدربات خليجيات صنع ثورة رافضة للنموذج الأوروبي، فمقاييسه لا تنطبق على فتياتنا، ببساطة ما ينفع في أوروبا وفي بعض دول الوطن العربي لا يناسب الخليجيات، ويفترض أن تعلم الفتيات ذلك وتدركه عوضاً عن الجري وراء موضات غريبة». بدينة سابقاً! منى حجازي، التي تحارب السمنة بطريقتها الخاصة، تفجر مفاجأة بقولها «كنت بدينة، نعم أنا سمينة سابقة كان وزني 125 كيلو جراما، كنت أشبه بالبالون، خطواتي ثقلية وأنفاسي متلاحقة، أعاني نظرات الناس والاكتئاب الحاد، أنهمك في الأكل حتى أرتاح، وزني الزائد أوصلني إلى مراحل مرضية خطيرة، التهاب في المفاصل وآلام روماتيزمية، جعلتني أتحدى ذاتي وعاطفتي وأخضع لنظام غذائي وتمارين رياضية كي أفقد 60 كيلو جراماً من وزني، لكني بعدها قررت أن أساعد الفتيات والنساء بالتخلص من أوزانهن لأن ما لا يدركه أحد أن أكثر إنسان يمكن استغلاله هو المرأة البدينة».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©