تيار عون لـ "الاتحاد": نمتلك التمثيل المسيحي بامتياز

حطت معركة الانتخابات الفرعية في دائرتي المتن- أحد أقضية جبل لبنان- وبيروت الثانية رحالها بفوز مخجل لمرشح ''المستقبل'' محمد عيتاني في بيروت ونجاح مرشح ''التيار الوطني الحر'' كميل خوري بـ''النقاط'' في المتن التي شهدت ليلاً متوتراً وحتى ساعات الفجر الاولى من صباح أمس الإثنين، تخلله احتفالات بالفوز في السباق الى مقعد المتن الشاغر باستشهاد النائب بيار الجميل· وحسم وزير الداخلية اللبناني حسن السبع الجدل قرابة الساعة الرابعة فجراً الصراع بإعلانه فوز خوري في المتن بفارق 418 صوتاً عن منافسه الرئيس الاعلى لحزب ''الكتائب'' رئيس الجمهورية اللبنانية الاسبق أمين الجميل، حيث حصل خوري على 39534 صوتاً مقابل 39116 صوتاً للجميل، وبعدها انطلق سجال آخر حول أحقية الزعامة المارونية على جبل لبنان· فالرئيس الجميل اعترف بهزيمته رقمياً، لكنه أكد زعامته المارونية لجبل لبنان، بدليل حصده اكثر من ثلثي اصوات الموارنة، ورد خصمه السياسي رئيس ''التيار الوطني الحر'' النائب الجنرال ميشال عون قائلاً ''إن المعركة أحدثت أحجاماً غير طبيعية بحجم الكرة الارضية، ولم يبق أحد إلاّ تدخل فيها، وكان الفعل كبيراً علينا، لكن ردة فعلنا أكبر''· ونفى مسؤول الاعلام في ''التيار الوطني الحر'' طوني نصرالله في حوار خاص مع ''الاتحاد'' أن يكون الجميل قد كسب الزعامة المارونية على جبل لبنان، وقال: ''إن التمثيل المسيحي ما زال يمتلكه عون بامتياز ولا صحة على الاطلاق لما يدعيه الجميل''· وحول خطة عون المستقبلية بعد فوزه في مقعد المتن قال نصرالله: ''إن الخط العام للتيار الوطني الحر بزعامة عون سيبقى كما هو ويتمثل بسياسة مد اليد للآخرين للخروج من المأزق وصولاً الى تشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخابات نيابية مبكرة وانتخابات رئاسية توافقية''· واكد ''أن النائب الجنرال ميشال عون قرر إعادة تشكيل خطاب وسطي لتنفيس الاحتقان والوصول الى حل للازمة اللبنانية، رغم استخدام الجميل وحلفائه كل الاسلحة السياسية والاموال ودماء الشهداء ضده''· وانتقد عضو تكتل ''التغيير والاصلاح'' - (الذي يتزعمه عون) النائب نبيل نقولا بدوره مواقف رئيس ''اللقاء الديمقراطي'' النائب وليد جنبلاط الذي اعتبر أن انتخابات المتن أسقطت زعامة عون المسيحية وقال ''إن جنبلاط من المجموعات التي تعتاش على الدم ويحاول من خلال تصريحاته صب الزيت على النار وانتصاره هو سيطرته على طائفته الدرزية فقط''· مشيراً الى أن جنبلاط يريد جني أرباح حتى في الخسارة· وقالت مصادر المعارضة لـ''الاتحاد'' إن قوى 14 مارس تجرعت الكأس المرة على يد عون الذي سجل فوزاً، وحسم الجدل الذي أثير حول تراجع شعبيته وزعامته للشارع المسيحي، خصوصاً أن الهزيمة لحقت بخصمه غير العادي الذي كان يتمتع بتعاطف شعبي لكون المقعد المتنافس عليه يعود لنجله الشهيد بيار الجميل''· اما مصادر الاكثرية فقالت لـ''الاتحاد'' بدورها ''إن الانتخابات اظهرت تراجعاً كبيراً في قوة عون في القواعد المارونية، الامر الذي ينعكس سلباً عليه بصفته مرشحاً اساسياً لرئاسة الجمهورية، عكس الجميل الذي حظي بتأييد ماروني كبير، ما يعني أن عون خسر مارونياً وكسب انتخابياً، عكس الجميل الذي ربح مارونياً وخسر انتخابياً''· ووسط هذا السجال، اعتبرت مصادر سياسية مراقبة في بيروت أن السباق الى الزعامة المارونية على جبل لبنان اكسب الجميل امتيازات لافتة من بكركي التي انتصرت له في المعركة وظللته بـ''عباءة'' سيدها البطريرك الماروني نصرالله صفير· واعتبرت المصادر نفسها أن معركة المتن والعناوين للسباق الى المقعد الشاغر كانت خاطئة، بعدما اظهرت النتائج أن عون خسر معركته سياسياً وفاز الاقطاع الحزبي الطائفي الذي طغت عليه الروح المارونية التي اظهرت تشدداً في الاستفتاء بشأن سياسة عون متأثرة بالتشويهات التي طاولته خلال الحملات الانتخابية من قبل الاكثرية المسيحية التي ترفض الاعتراف بأنه يمثل المسيحيين بتهمة انحيازه الى بما تصفه بـ''المحور السوري''· ولفتت المصادر الى أن عون الذي خاض المعركة تحت شعار ''الحرب ضد الاقطاع السياسي'' عليه الانتقال الى الهجوم السياسي ضد هذا الاقطاع والفساد، وسيكون عليه رسم استراتيجية جديدة''·