7 أغسطس 2007 02:03
اعلنت ثمانية فصائل متمردة في منطقة دارفور السودانية أمس انها اتفقت خلال اجتماع عقدته منذ الجمعة في اروشا (تنزانيا) على ''برنامج'' مطالب مشتركة تمهيدا لمفاوضات سلام مع حكومة الخرطوم· وافادت الفصائل في بيان صدر أمس انها ''قدمت برنامجا مشتركا حول تقاسم السلطة والثروات والترتيبات الامنية والمشاكل المرتبطة بالارض والقضايا الانسانية، تمهيدا لإجراء مفاوضات نهائية''· وتابع البيان الذي صدر بعد مفاوضات في اروشا شمال تنزانيا استمرت اربعة ايام ان الفصائل ''اوصت ايضا بان تجرى مفاوضات السلام النهائية في غضون شهرين او ثلاثة''· وجددت الفصائل ''استعدادها للالتزام بوقف تام للاعمال العسكرية حالما تتخذ جميع الاطراف الاخرى التزامات مماثلة''· واخيرا تعهدت الفصائل بضمان وصول الفرق الانسانية الى دارفور حيث تواجه صعوبات في الوصول الى الاشخاص الذين يحتاجون المساعدة في هذه المنطقة التي تشهد حربا اهلية مستمرة منذ ·2003 وكان اجتماع اروشا الذي عقد برعاية الاتحاد الافريقي والامم المتحدة اول لقاء يضم هذا العدد من الفصائل المتمردة التي يبلغ عددها حاليا عشرة في دارفور· ولم يشارك زعيمان متمردان رئيسيان في محادثات اروشا· فقد قاطع عبد الواحد محمد نور هذا الاجتماع في حين تحتجز سلطات الخرطوم سليمان جاموس في مستشفى في السودان·
وقال وسيط الامم المتحدة يان الياسون للصحافيين متحدثا عن محمد نور ان ''ثمة مقعد ينتظره خلال المفاوضات النهائية''، فيما قال وسيط الاتحاد الافريقي سالم احمد سالم بشأن جاموس ''سنواصل العمل مع الحكومة السودانية لان الافراج عنه سيكون مفيدا''· واكدت فرنسا انها بذلت ''جهودا كبيرة'' لاقناع نور بالمشاركة في المحادثات، وذلك ردا على انتقادات لاذعة وجهها اليها السودان بهذا الصدد· واعلنت وزارة الخارجية السودانية السبت انها استدعت السفيرة الفرنسية في الخرطوم كريستين روبيشون لتعبر لها عن ''امتعاضها من عجز فرنسا عن حمل عبد الواحد محمد نور'' على حضور الاجتماعات·
وبرر نور المقيم في فرنسا مقاطعته اجتماعات اروشا الرامية الى توحيد موقف الفصائل المتمردة معتبرا أن ''حكومة السودان تواصل قتل الناس''، معتبرا أن ''انفاق اموال المجتمع الدولي لاستضافة هذه الفصائل لن يؤمن السلام لسكان دارفور''· واعلن الياسون وسالم أنهما يعتزمان التوجه في الايام المقبلة الى الخرطوم للتشاور مع السلطات السودانية· وقال سالم في اروشا ''نود التزاما ملموسا'' من الخرطوم بالنسبة لوقف إطلاق نار· ولم يشأ اي من الفصائل او الوسطاء كشف تفاصيل مطالب المتمردين الذين بدأوا تحركاتهم للاحتجاج على التهميش السياسي والاقتصادي الذي يلحق بهذه المنطقة السودانية الفقيرة، على حد قولهم· واكد احمد حسين آدم المتحدث باسم حركة العدالة والمساواة، احد اكبر فصائل المتمردين لوكالة فرانس برس ''لم نتخل عن المقاومة حتى الآن· الكفاح المسلح فرض علينا من قبل الحكومة السودانية التي رفضت الاعتراف بالحقوق المشروعة لشعبنا''·
من جانبها رحبت مصر بالنتائج الايجابية لاجتماع اروشا المعني بتوحيد مواقف حركات التمرد في دارفور واعتبرتها خطوة اساسية وهامة على طريق تحقيق السلام في الاقليم· وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط إن أهم نتائج اجتماع اروشا تتمثل في اتفاق قادة الحركات والفصائل الدارفورية على رؤى ومواقف محددة من شأنها أن تسهم في التعجيل ببدء المفاوضات المباشرة مع الحكومة السودانية· وأعرب عن امله في أن تبدأ المفاوضات في اقرب فرصة وأن تتحلى جميع الاطراف بالمرونة المطلوبة، وأن يضع الجميع امام اعينهم مصلحة الشعب السوداني في دارفور واستعادة الأمن والاستقرار ودفع جهود التنمية واعادة الاعمار في الاقليم في اسرع وقت·
المصدر: اروشا-تنزانيا
عدد اليوم
