السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخزام يثبت الغترة والمحّزم رفيق السفر

الخزام يثبت الغترة والمحّزم رفيق السفر
4 يناير 2011 19:38
بالعودة إلى الصور القديمة التي قام الرحالة البريطانيون بالتقاطها حتى قبل فترة الحماية البريطانية، يلاحظ أن الرجل الإماراتي لا يخرج حاسر الرأس، فقد اعتاد الرجال الخروج وعلى رأسهم الغترة على شكل عصامة أو عمامة، وفي أقل الحالات لا بد من وجود طاقية. حاجة ملحة لتلك العصامة أو الغترة أهمية كبيرة إذ لم تكن من باب التأنق طوال فترة النهار فقط، وإنما كانت حاجة ملحة لاتقاء الشمس أو البرد، ومنعاً لدخول الغبار أو التراب للرئتين، وعندما يكون الرجل خارج نطاق المهنة فإنه يقوم بتنسيق تلك الغترة أو الشال على هيئة عصامة ثم يضع عليها الخزام، وهو أيضا وسيلة لإبقاء العمامة أو العصابة ثابتة في حال القفز أو الركض، ولكن كان الكثيرون يتقشفون بوضع حبل من ليف النخلة بدلا من الخزام. إلى ذلك، يقول محمد الحبسي إن الخزام تعمل على نسج خيوطه وحبكه نساء متخصصات، ويتم غزل الخيوط من صوف الأغنام خاصة ولذلك فهو طبيعي، وعندما يصبح الرجل موسرا فإنه يعمد إلى صياغة سلاسل من الفضة في نهاية أطرافها تتدلى بعض الرموز مثل منقاش وهو ملقط استخراج الشوك وبعض الرموز الجمالية الأخرى، ويضيف «كان الرجل لا ينزع الخزام إلا وقت العمل والنوم، ويرتديه أيضا في الأعراس والأعياد وعند استقبال الضيوف في الزيارات»، مبينا أنه اليوم يمنع حمل ذلك المحزّم إلا في الفعاليات التراثية والعروض الفلكلورية، ويجب ألا يكون مليئا بالرصاص. ويشير الحبسي إلى أن لخزام الشال أو الغترة التي ترتدى أهمية لأنها تبرز أناقة الرجل. ويبين أن الغترة تأتي منذ الزمان البعيد بألوان متعددة لأنها تصبغ من قبل النساء أو الرجل نفسه في المنزل بألوان مشتقه من التوابل والأعشاب وبعض الأنواع من الأخشاب، وتغسل جيدا لتبقى تلك الأصباغ بألوان تعكس البيئة المحيطة بالرجل، فهي ترابية أو مائلة إلى ألوان الدخان أو الصخور، لافتا إلى أنه كان قديما يطلق عليها «سفره» وهي مصطلح ربما جاء من معنى السفر. ويتابع «الخزام هو الأصل والعقال جاء بعد ذلك عن طريق الرجال الذين يخرجون للسفر والعمل في الخارج، وهو أنواع وألوان ومنه الأبيض فقط، ولذلك فإن الحنين للخزام جعله يخرج للنور من جديد، وأصبح الشباب وحتى الصغار يرغبون في الحصول على الخزام، خاصة إن كان في نهاية العقدتين تلك السلاسل الفضية المتدلية على الجانب الأيمن أو الأيسر من الأذن». مهام المحزم يقول الحبسي إن المحّزم هو النطاق أو الحزام الذي يجعل الرجل قادرا على وضع الخنجر من دون أن تسقط، فليس من الممكن أن يجعلها في جيب الكندورة، وإن كان لها غمد ولذلك كان الرجل يهتم بعملية تصنيع المحّزم، ومن أهم مهام المحزم أن يكون بيتا للرصاص، ويختلف حجمه من رجل إلى آخر حسب حجم جسمه ومنطقة محيط الخصر. ويوضح أن حجم مخبأ الرصاصة يتحكم في حجم مخبئها، حيث يختلف حجم رصاصة «الصمعاء عن رصاصة «السكتون» أو «الميزر»، مشيرا إلى أن المحّزم يصنع من قماش كتاني كالذي يستخدم لحفظ الأرز، ويبطن بالمخمل من الداخل، كما يبطن بالصوف فهو يساعد على عملية الانزلاق وسهولة إدخال الرصاصة وإخراجها، ولا ينصح بصنع بطانة من القطن لأنها في حال العرق أو المطر تبتل لأنها تمتص الماء بسرعة. ويحمل المحّزم، وفق الحبسي، من 50 إلى 60 طلقة، فيما يحمل المخزم الذي يستخدم لبندقية «الصمعاء» من أربعين إلى خمسين طلقة، أما الميزر فيحمل النطاق أو المحّزم من 50 إلى 65 طلقة، و«السكتون» من مائتين إلى ثلاثمائة طلقة حيث يصنع بطريقة تسمح بالتكرار، مبينا أن أهم من كل ذلك أن يعرف الرجل كيف يحافظ على المحّزم، فهو لا يتركه ولا ينزعه إلا عند النوم ويكون معلقا قريبا منه ويسهل الوصول إليه. ويقول إن الرجل كان يخرج من بيته متمنطقا بالمحّزم خاصة إذا ما أراد الذهاب في سفر أو عند التنقل في الجبل، لأنه كان يخاف التعرض للصوص أو الحيوانات البرية المفترسة، كما يفخر الرجل بالخروج به لاستقبال الأعزاء والأصحاب، وللدخول على الوجهاء، وفي الأعراس والأعياد.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©