الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نظام الفُلْ أوتوماتيك!

7 أغسطس 2007 03:40
إذا شعرت بالسأم وقررت الإمساك بالريموت لتختار شيئا لا يفرضه الفيديو كليب المقزز أو الأخبار المروعة، لتشاهد فيلما على سبيل التغيير، فستواجه ثلاث قوائم لا مهرب منها، وهي أفلام المقاولات العربية أو أفلام الأحلام الهندية أو أفلام الحلم الأميركي الطويل، ولن تجد مكانا للأفلام الجادة عربية أم هندية أم أميركية، أما الأفلام الأوروبية وغيرها فلن تعثر لها على وجود مترجم خارج قنواتها، ولن تعرف السبب ما دام أهل السينما أنفسهم لا يعرفون أساسا لماذا لم تجد طريقها للشاشة أصلا· وإذن عليك العودة للقائمة الرئيسية، فإذا اخترت فيلما عربيا، ستجده من الدرجة 13 فالفضائيات مهووسة باجترار أفلام لا تحتوي سيناريو أو حوارا آدميا أو حتى نجوما!، لتجد نفسك أمام ممثلين لا يعرفهم أحد، وأحداث حدثت بقدرة قادر دون معالجة درامية، وتحاصرك بفوضى الصراخ في التعبير عن الفرح والحزن والقلق وحالة الاحتضار ساعة الموت التي يطالك منها أكثر مما يطال أبطال الفيلم!، ناهيك عن أنها مكررة سبق أن تعرضت لإشعاعاتها الضارة· ماذا تختار إذن؟ يشير عليك الملل بالأفلام الأجنبية، ورغم أن اللفظة تشير للغرب كله، إلا أن السيد تلفزيونك يختصرها في أفلام ''الأكشن'' الأميركية التي تمارس ''استهبالا'' لا نظير له بترويجها لعالم جديد تختصره مرة أخرى ليتقزم فيعني ''أميركا بعينها فقط لا غير''، لتتكحل عينيك ببطل أميركا استثنائي يثير الإعجاب حتى لو كان مجرما أو معتوها، من منطلق أن ''الكائن الأميركي'' مخلوق سوبر يتفوق على الأوروبيين في القوة والسياسة، وعلى الآسيويين في ''الكاراتيه والكينج فو''، والأفارقة في قهر مجاهل الأدغال وضواري الغابات، كما أنه قادر على هزيمة سائر المخلوقات الفضائية الذكية القادمة من الكواكب الأخرى أو المجرات التي تبعد عنا ملايين السنين بل إنه قادر على سحقهم حتى في المستقبل البشري المتخيل عام 3500!!· الأدهى أن تلك الأفلام التي تعرضها عليك قنوات عربية تخصصت في الأميركي المستورد والأجنبي المعتبر، مليئة بالإساءات العنصرية والافتراءات ضد العرب والمسلمين بتصويرهم أغبياء وإرهابيين يرتدون العقال والغتر والأشمغة الملونة وهي اختراع أميركي صميم لا يوجد له مثيل في الواقع، ولكن لا بأس من ذلك، فيا سيدي الفاضل هذه أميركا التي تظهر لك في التلفزيون والسينما والأحلام كنظام ''فل أتوماتيك'' سيزين حياتك وحياة أبنائك وأحفادك من بعدك· العنوان البريدي: alhalwaji@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©