هالة الخياط (أبوظبي)
أعلنت بلدية مدينة أبوظبي، بالشراكة مع المطور العقاري شركة «البركة الدولية للاستثمار»، البدء بأعمال الحفر الإنشائية لمشروع «القناة» المتوقع الانتهاء منه خلال الربع الأول من 2018، ويمتد على مساحة 2.4 كم، بقيمة 850 مليون درهم.
وبحضور معالي عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الشؤون البلدية والنقل، أطلقت البلدية أمس، بالتعاون والشراكة مع البركة الدولية للاستثمار، إشارة البدء بتنفيذ المشروع وفق الجدول الزمني المتفق عليه، حيث تم وضع حجر الأساس للمشروع، المخطط أن يكون الوجهة الترفيهية المجتمعية والسياحية العالمية المتكاملة في منطقة قناة المقطع بإمارة أبوظبي، وواحداً من أهم المعالم الحضرية الجديدة في أبوظبي.
وأوضح مصبح مبارك المرر، المدير العام لبلدية مدينة أبوظبي بالإنابة، أن مشروع «القناة» يعد أول مشاريع التعاون المشترك بين القطاعين العام والخاص الذي تطرحه بلدية مدينة أبوظبي وفقاً لنظام المساطحة، وبما ينسجم مع رؤية أبوظبي 2030 في ابتكار مناخ تشاركي بين القطاعين العام والخاص.
وقال المرر في كلمته خلال الحفل الذي نظمته البلدية وشركة البركة أمس، بمنطقة خور المقطع، وحضره عدد من المديرين التنفيذين وممثلي شركة البركة: «إن مشروع تطوير«القناة» سيشكل عند الانتهاء من تنفيذه واحدة من المناطق المفعمة بالحيوية في منطقة استراتيجية مميزة.
وأضاف أن المشروع يأتي تجسيداً لاستراتيجية دائرة الشؤون البلدية والنقل، الهادفة إلى توفير أرقى المرافق الخدمية والترفيهية والإسكانية في أبوظبي، بما ينسجم مع رؤية حكومة أبوظبي الرشيدة وخطتها التطويرية والتنموية الشاملة.
وأشار إلى أن المشروع يؤكد مضي بلدية مدينة أبوظبي قُدماً على طريق تعزيز علاقات الشراكة مع القطاع الخاص، وخصوصاً على صعيد تنفيذ المشاريع المجتمعية وإنشاء الصروح الخدمية التي تحقق تطلعات المجتمع، وتقدم خدمات عصرية في بيئة مثالية تحقق السعادة والرفاهية للسكان، وتساهم في رفد البنية التحية في أبوظبي بمقومات التطور والتنمية المستدامة.
وقال المرر: إن النظام البلدي نجح في تنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية والمرافق الترفيهية التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من منظومة المرافق الخدمية، والأساس الداعم لجملة مشاريع التطوير والتنمية.
وأكد أن جودة المشاريع ومعاييرها العالمية ساهمت في إبراز أبوظبي بوصفها مثالاً مشرفاً على نجاح التنمية والتطوير والاستدامة إقليميا، وعربيا، وعالمياً، موضحاً أن الدائرة مع البلديات الثلاثة مستمرة في إرساء المشاريع المشابهة مع القطاع الخاص، والتي سترى النور قريباً، وذلك لإيجاد خيارات إسكانية وترفيهية متعددة بمواصفات ومعايير عالمية تتماشى مع طموحات أبوظبي وتطلعات سكانها في الازدهار والحياة المتكاملة والخدمات العصرية.
من جانبه أكد سعيد بن عمير، رئيس مجلس إدارة شركة البركة الدولية للاستثمار، أن «القناة» مشروع سياحي رائد، وفقاً لكل المعايير والمواصفات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والترفيهية، ويغطي 150 ألف متر مربع مترامية الأطراف على مساحة 2.4 كم، وهو مشروع متعدد الأغراض والاستخدامات للواجهات البحرية، ويقع على طول خور المقطع، وهو الممر المائي الطبيعي والتاريخي الذي يفصل بين مدينة أبوظبي والبر الرئيس.
وعبر عن اعتزازه بتوثيق علاقات الشراكة والتعاون مع دائرة الشؤون البلدية والنقل، مشيراً إلى أن تضافر جهود القطاعين الحكومي والخاص من شأنه فتح آفاق استثمارية واعدة، يدعم توجه أبوظبي لتكون الوجهة الأكثر استقطاباً اقتصادياً وسياحياً واستثمارياً.
وأكد ابن عمير أنه من المتوقع الانتهاء من تطوير المشروع في الربع الأول من عام 2018، وتم تصميم المشروع ليخلو من مبان شاهقة أو أبراج، ليمكن الزوار من التمتع بمشاهدة المرافق القريبة مثل مسجد الشيخ زايد الكبير، وأيضاً فهو على بعد خطوات قليلة من فنادق «ريتز كارلتون» و«فيرمونت باب بحر» و«شانغريلا»، وهي واحدة من أرقى المنتجعات في جزيرة أبوظبي.
وقال: إن مشروع القناة يستكمل خطط التنمية الشاملة التي تقوم بها بلدية مدينة أبوظبي في استجابة لمطالب صناعة السياحة المحلية التي تنمو سريعاً، وتقوم شركة البركة الدولية للاستثمار بتصميم هذا المشروع الاستراتيجي لتلبية الاحتياجات والأذواق الترفيهية والمجتمعية للأطفال والشباب والكبار، على حد سواء، وعلى هذا النحو، يظهر هذا المشروع كواحد من أروع الواجهات البحرية في إمارة أبوظبي، لما يتميز به من تصاميم معمارية متميزة ومرافق وخدمات حديثة مفعمة بالأهمية التاريخية والمناظر الطبيعية الخلابة.
وأضاف ابن عمير أن تنفيذ هذا المشروع، ونجاح البركة في الحصول على ثقة دائرة الشؤون البلدية والنقل، ننظر إليه على أنه شهادة نفخر بها، وهي مؤشر واضح على قدرة شركة البركة الدولية للاستثمار على توفير أعلى المعايير العالمية للتطوير وتجهيز المشروع بأحدث الابتكارات في مجال الترفيه، مع الأخذ بعين الاعتبار تكريم الهوية الثقافية المحلية.
وتبلغ قيمة المشروع 850 مليون درهم، ويضم أكبر حوض للأحياء المائية (الأكواريوم) في إمارة أبوظبي بمساحة 5,000 متر مربع، وأكبر سينما مستقلة في إمارة أبوظبي، ومركز ترفيهي عائلي فريد، ومارينا، ومنطقة كبيرة مخصصة للألعاب الرياضية الداخلية والخارجية، وسلسلة مطاعم ومناطق للتنزه ومحلات ترفيهية اجتماعية، ومسارات للمشي متصلة بواسطة أربعة جسور، ومسارات للجري وركوب الدراجات الهوائية، ووسائل ترفيهية أخرى. ويوفر مشروع «القناة» شققاً مفروشة متاحة للإيجار ومواقف لنحو 3000 سيارة.
التشييد والتشغيل
ويعد هذا المشروع النموذج الأول من نوعه من حيث التشييد والتشغيل، والذي تنفذه بلدية مدينة أبوظبي، ويتم تطويره بشكل مشترك مع شركة البركة الدولية للاستثمار، عبر المقاول الرئيس شركة الإنشاءات الدولية للمقاولات. علما أن بلدية مدينة أبوظبي تمضي في تنفيذ استراتيجيتها الهادفة إلى تعزيز علاقات الشراكة والتعاون مع القطاع الخاص، والرامية إلى تنفيذ العديد من المشاريع التطويرية لمختلف المرافق والصروح الخدمية والترفيهية المشابهة مستقبلاً، وفقاً لمواصفات عالمية.
عدد اليوم
