الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أندية بلا قلب

1 مارس 2017 22:39
كيف يجرؤ نادي ليستر سيتي على رمي قرار الإقالة في وجه المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري، الذي جعل منه قبل أشهر أعظم قصة إعجاز في تاريخ الكرة الإنجليزية وهو يقوده للفوز بلقب أجمل دوريات العالم؟ جنون هو أم تهور؟ حكمة أم تبصر؟ كثيرة هي الردود التي انهالت وتدفقت، منذ أعلن نادي ليستر عما وصفه بالقرار المؤلم، كثيرها يشجب، يندد ويتهم إدارة الثعالب بالتنكر للجميل، فأبداً لم يكن رانييري بالعبقرية التي قاد بها نادي ليستر لإنجازه التاريخي، يستحق أن يعامل بمثل هذا الجفاء، أن يقدم قربان فداء لدرء الإعصار الرهيب الذي يضرب النادي هذا الموسم وقد أصبح يوم الإعلان عن الانفصال عنه، على بعد نقطة من المركز المؤدي للقسم الأدنى. لا أنكر أنني كنت من بين الآلاف الذين أجمعوا على استنكار قرار الإقالة، ورأيت فيه دليلاً على الجحود وتمادياً في غي كبير، ربط أزمة النتائج بعنق رانييري دون سواه، إلا أنه مع التخلص ولو قليلاً من الشحنات العاطفية التي تضربنا لحظة سماع خبر من هذا القبيل، نصل إلى حقيقة أن التعامل مع القرار بعيداً عن العاطفة يخفف من قوة الصدمة، فلا أجد مثلًا سنداً موضوعياً لما ذهب إليه البعض من أن رانييري كان من الضروري أن يبقى على رأس العارضة الفنية لليستر حتى لو هوى النادي إلى القسم الأول، فذاك ضرب من الطوباوية أو الرومانسية التي لم يعد لها مكان في كرة «البزنس». لا أحد ينكر على رانييري أنه كان مبدعاً وخلاقاً في إعطاء لاعبي ليستر الهوية التكتيكية التي جعلت منهم الموسم الماضي أبطالا لإنجلترا، برغم ما كان يوجد بينهم وبين القوى التقليدية المتنافسة على الألقاب من فوارق على مستوى الرصيد البشري والسيولة المالية أيضاً. لا أحد يستطيع أن يقتلع اسم رانييري من ملحمة ليستر، إلا أنه لا أحد على الإطلاق يمكنه أن يجبر إدارة ليستر تحت أي مبرر وخضوعاً لأحكام أي تيار أخلاقي، أن تقف مكتوفة الأيدي وناديها يزحف نحو الدرجة الأولى للدوري الإنجليزي، أبداً لن تستطيع كل النياشين التي سنعلقها على أعناق مسؤولي ليستر إن هم أبقوا على رانييري اعترافاً بالفضل في موسم الاندحار، أن تكفيهم شر النزول إلى أنفاق الدرجة الأولى التي لا يصعد منها إلا من لهم إرادة فولاذية. نلوم ونعاتب تحت تأثير عاطفي رهيب، ولكن في النهاية نتفق على أن الأندية الكبيرة يجب أن تعيش أحياناً من دون قلب لتتمكن عند الضرورة من صنع القرارات المؤلمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©