الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطيور.. شُهب السماء تأسرها الأرض

الطيور.. شُهب السماء تأسرها الأرض
8 ابريل 2009 01:40
تتسبب مزاياها في أسرها، فشكلها البهي وألوانها الزاهية وأصواتها الجميلة ورفرفتها البديعة، تغري التجار والباعة باقتنائها ومن ثم بيعها لتزيين البيوت. الطيور الرائعة التي تحط على كتف نخلة قبل أن تفر إلى أحضان السماء لتتدثر بغيومها، قد تخطفها الأيادي، تأسرها، ترّحلها إلى الأرض بعيداً عن موطنها في الأعالي. تُسجن الطيور، رمز الحرية والانعتاق - في كل أدبيات الشعوب وأساطيرها القديمة - في أقفاص خاصة بها، ويتحول واقع تحليقها إلى حلم يراودها فتشتاق إلى الطيران في السهول والتسابق مع قريناتها في الجبال والانضمام إلى سرب قبيلتها في الفضاء، لتحلّق وتغيب عن مدى رؤية الإنسان لها. لا يمثل فرقاً أن يكون معتقل رمز الحرية والانعتاق والتحليق، أقفاصاً خشبية متداعية، أو أقفاصاً معدنية نظيفة ومعقمة وصحية ومراقبة من البلدية، ومزينة بالزهور الاصطناعية وشتى الاكسسوارات، فكلاهما له اسم واحد: سجن. وليس غريباً أن يستبدل الباعة، الأقفاص بأخرى حديدية أو معدنية، طالما عشاق الحرية يفتتون بمناقيرهم عيدان أقفاصهم الخشبية بحثاً عن فتحات ينسلون منها ويفرون إلى الفضاء، بيتهم المفتوح على الجهات. يعرف البائع -السجان- نوع الطير الأكثر طلباً وإقبالاً على اقتنائه، مثلما يعرف لائحة ممنوعات البلدية، فلا يجوز اصطياد الطيور المهاجرة ولا العابرة ولا التي تعدّ الدولة موئلاً لها أو تستضيفها خلال مرورها في سمائها كمسار مهم لهجرتها من أوروبا وآسيا وأفريقيا. ويعرف أنه تجب ملاحظتها صحياً بشكل دوري للتأكد من خلوها من الأمراض وعدم نقلها للأوبئة. كما يعرف جنس الطير أنثى أو ذكر من مجرد نظرة، كما أنه يغرّد مثلها ويقلّد أصوات بعضها، ويحادثها بالزقزقة قبل أن يقدم لها فتات الخبز وحبوب الذرة المطحونة وغيرها.. كما لو أنه يريد بتودده وإقامة رابط اتصال معها، إقناعها بأنه إنما يسجنها مرغماً! فهذا رزقه. بينما تعي هي أنه يسمنها قبل بيعها، وأن مصيرها مصير سابقاتها «من الدكان إلى البيت» حيث قفص آخر، وسجن آخر. وتضم دكاكين سوق الطيور بميناء أبوظبي، أندر وأجمل أنواع الطيور بمختلف ألوانها وبيئاتها ومواطنها، فمنها طائر «البادجي» و»الدرة» من الهند وآسيا. وثمة طيور من أفريقيا ومن أوروبا وأميركا.. فضلاً عن طيور مهاجرة وجدت خلال مسارها في فضاء الإمارات بيئة مناسبة لوجودها ونموها، وطيور أخرى موطنها الدولة. يعدد أبو بكر- بائع طيور، أشهر الأنواع المتوفرة في السوق، فيقول: «تتوفر طيور البلابل والعصافير، والهدهد، والكناري، والدرّاج، والفزنت، والقصقاص، والشقراق، والتمير، والزرزور، والهازجة، وأم الحذاء، واليمام بنوعية الأفريقي والهندي، وطيور الجنة، والحجل، والفري، والحسون، وهناك الببغاء الذي يعدّ الأغلى ثمناً، وتتراوح أسعاره من ألف إلى عشرة آلاف درهم بحسب نوعه».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©