الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المالكي يتهم التوافق بعدم الكفاءة

المالكي يتهم التوافق بعدم الكفاءة
8 أغسطس 2007 02:15
زاد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من تعقيد الأزمة الخانقة التي تواجه حكومته، عندما هاجم بشدة أمس جبهة ''التوافق'' السنية، حيث اعتبر انسحاب وزرائها من الحكومة ''عدم تحمل للمسؤولية'' ومؤشرا على عدم الكفاءة، وألمح إلى أنه ربما كانت هناك أجندة أخرى وراء هذه الخطوة· وسارعت ''التوافق'' إلى الرد حيث اتهمت الحكومة بالفشل على جميع المستويات· وقالت على لسان خلف العليان زعيم المجلس الوطني للحوار ''ليس من حق الحكومة اتخاذ قرارات الآن بسبب كثرة المنسحبين منها ولو كنت رئيسا للوزراء لقدمت استقالتي''· تفاقمت الأزمة السياسية العراقية أمس مع تهديد ''القائمة العراقية'' بزعامة اياد علاوي بالانسحاب نهائياً من حكومة نوري المالكي في حال استمرارها بنهج المحاصصة الطائفية، وقال القيادي في ''القائمة'' النائب اياد جمال الدين في حوار مع ''الاتحاد'' ''إن الوزراء الخمسة علقوا حالياً مشاركتهم في الحكومة حتى إشعار آخر، لكن هناك خطوات تصعيدية أخرى وجميع الاحتمالات ستكون مفتوحة مستقبلاً لاتخاذ مواقف أكثر تشدداً بما فيها الانسحاب النهائي''· في وقت هاجم المالكي وزراء جبهة ''التوافق'' قائلاً إن انسحابهم من الحكومة يدل على عدم تحمل المسؤولية، وقال ''إنهم لا يملكون إلا عملية التعليق تارة في مجلس النواب وتارة في داخل الحكومة·· هذا كله يجعلنا نفكر بأنها مؤشر على عدم الكفاءة أو عدم الإخلاص للعملية السياسية أو مؤشر على أجندة أخرى''· وقال جمال الدين لـ''الاتحاد'' إن جميع الخيارات مفتوحة أمام ''القائمة'' بما فيها الانسحاب النهائي إن لم تصلح الحكومة نفسها وتنفذ البرنامج السياسي المتفق عليه، وأضاف في تبريره امتناع وزير التعليم والتكنولوجيا رائد فهمي جاهد عن الالتزام بقرار المقاطعة ''لقد عاد (جاهد) إلى مرجعيته الأساسية وهي الحزب الشيوعي التي فضلت استمرار حضوره جلسات الحكومة لكن مشاوراتنا مستمرة بهذا الشأن''، مشيراً إلى أن ''القائمة'' تعمل وفق أسس ديمقراطية وتعطي جميع الأعضاء حرية اتخاذ المواقف الخاصة بهم على ألا تؤثر في السياسة العامة خصوصاً بالقضايا الوطنية والاستراتيجية· وأوضح جمال الدين أن ''القائمة'' تقدمت بـ14 مطلباً إلى الحكومة منذ 6 أشهر أبرزها إيقاف عمل ''هيئة اجتثاث البعث'' فوراً إلى حين إقرار تشريع القانون الجديد لها في البرلمان؛ لأنها تحولت إلى هيئة للانتقام بحق العديد من العراقيين، وقال ''نريد هيئة قضائية لمحاسبة الذين أجرموا أو ساهموا بأذى الشعب وليس هيئة سياسية''، وأضاف أن ''القائمة'' طالبت أيضاً بإلغاء هيئة التوازن داخل الوزارات التي تهدف إلى تقسيم الوظائف والمناصب بشكل طائفي ومذهبي لا على أساس القدرة والإمكانية والعطاء، كما طالبت الحكومة بالكف عن سياسة تهميش ''القائمة'' وإقصاء قيادييها من عملية اتخاذ القرار والكف عن ملاحقة أعضائها وإطلاق سراح الذين اعتقلوا دون أي سبب وأيضاً إطلاق سراح آلاف المعتقلين الأبرياء ومنع تدخل دول الجوار في الشؤون الداخلية واولها ايران، واضاف ''هناك تدخلات سافرة في اكثر من مكان حتى في الاجهزة الامنية وطالبنا بتطهير اجهزة الجيش والشرطة من المندسين والميليشيات·· نحن ننتظر رداً جدياً هذه المرة من المالكي وبعدها نتخذ قرارنا بشكل حاسم''· واستبعد جمال الدين قيام تحالف بين ''القائمة'' و''التوافق''، وقال ''نحن نختلف في قضايا عدة مع الجبهة اذ انها حتى مع قرار انسحابها تطلب زيادة حصتها في المحاصصة ونحن نطلب الغاء المحاصصة لكننا نلتقي في قضايا مشتركة أخرى معها ومع كتل غيرها وعلينا ان نعمل لانقاذ العراق وإلغاء المحاصصة الطائفية وبناء حكومة وطنية لا حكومة محاصصة''· واشار الى نتائج ايجابية في اجتماع علاوي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ونائب الرئيس عادل عبد المهدي لانقاذ العراق، واضاف رداً على سؤال حول تدخل ايران في منع عودة علاوي رئيساً للوزراء ''نحن نعرف كم هي التدخلات الخارجية وانا سمعت بـ(فيتو) من ايران حول عودة علاوي، لكن اقول ان الوطنيين العراقيين لا يهمهم رأي هذه الجهة الخارجية او تلك واتمنى من ايران وغيرها ترك العراق لابنائه وكفى تدخلاً''· وكان جمال الدين رفض في مؤتمر صحفي في وقت سابق تحديد اي فترة زمنية محددة لتعليق وزراء ''القائمة'' حضورهم جلسات الحكومة، وقال ''القائمة ليست ضد العملية السياسية لكن تريد تصحيح المسارات وستدرس في القريب العاجل موقفها مجدداً على ضوء المعطيات الوطنية والاخلاقية ومواقف الحكومة''، محذراً من تعثر العملية السياسية وضياعها في مسارات خطيرة بسبب عجز الحكومة عن تقديم الاصلاحات المطلوبة وتوفير الأمن والخدمات وبناء صرح حقيقي للوحدة الوطنية، وقال ''لابد ان نحذر كل القوى من ان الاخطار والمظالم باتت حقيقية وشعبنا ينزف بغزارة ويعاني، وان استمرار الحال على ماهو عليه سيؤدي الى مزيد من الدمار للعراق وللمنطقة برمتها''· الى ذلك، قال الشيخ خلف العليان زعيم المجلس الوطني للحوار المنضوي في جبهة ''التوافق'' إن الحكومة فشلت على جميع المستويات لأنها لم تف بالتزاماتها، وأضاف ''ليس من حق الحكومة اتخاذ قرارات الآن بسبب كثرة المنسحبين منها ولو كنت رئيساً للوزراء لقدمت استقالتي، لكن اميركا تفكر بطريقة أخرى''· فيما نفى رئيس ''الجبهة الوطنية للحوار الوطني'' صالح المطلك ما تردد عن تحميله الشيعة والاكراد مسؤولية المأزق العراقي· وقال غوست هيلترمان كبير خبراء الشأن العراقي في مجموعة الأزمات الدولية ان الحكومة لا تستطيع البقاء بعد هذه الانسحابات، واضاف أن الشيعة والاكراد لا يريدون ترك السلطة لمن لا يثقون بهم ولكن اذا لم يفعلوا ذلك فلن تتحقق المصالحة الوطنية، وحذر قائلاً ''كل ما سنتوقعه حينذاك هو حرب اهلية''، وتابع بتشاؤم ''بصراحة الحكومة في حالة شلل وحتى من فيها يعتقد أن الشلل كامل''·
المصدر: بغداد-أنقرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©