الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إشاعات «التواصل الاجتماعي».. موت وخراب

إشاعات «التواصل الاجتماعي».. موت وخراب
31 مارس 2016 02:43
هناء الحمادي (أبوظبي) نبه بحث اجتماعي إلى أن الكثير منا يروّج إشاعة، أو خبر فيه جزء من الصحة، ويضيف إليه ما ليس فيه من دون أن يقدر خطورة ما يفعله، ولفت إلى خطورة تهويل الأحداث وتضخيم الوقائع بين أوساط المجتمع، أو إشاعة بمقتل شخص أو زيادة أعداد المصابين، وبعد لحظات تتضح الحقيقة بعدم وجود قتلى أو إصابات بقصد نشر الفوضى، وإثارة الأحقاد، أو الانتقام من شخص أو فئة أو جماعة، مؤكداً أن نشر الإشاعات يحطم الروح المعنوية، ويبث الرعب وزرع الخوف، بالإضافة إلى تدمير الحياة الزوجية، ونشر البغضاء والشحناء والعداوة. القيادات العامة للشرطة في إمارات الدولة تحذر من نشر الإشاعات، وتدعو أفراد المجتمع إلى أخذ المعلومات من مصدرها الرسمي، خاصة في ظل تداول معلومات غير موثقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما حدث مؤخراً من نشر إشاعة احتراق معلم شهير، وتم تداول الصور على مواقع إلكترونية، لكن إدارة المكان سارعت إلى النفي. وهناك إشاعة ذاعت يوم إعلان تولي شابة لمجلس الشباب ترأسه وزيرة، فانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن اختيار دبي بالهول التي أكدت عبر حسابها في «تويتر»، أنه ليس هناك أي إعلان رسمي بشأن اختيارها وزيرة للشباب، ولا تعلم من نشر الخبر. وإشاعة أخرى، كانت الأكثر انتشاراً حين تعرضت الدولة مؤخراً إلى «المنخفض العقربي» الذي تصاحبه سحب ركامية مصحوبة بأمطار رعدية غزيرة، حيث انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي 3 «هاشتاجات».. أمطار الإمارات.. الأحوال الجوية.. أبوظبي، وكانت الأكثر تداولاً بـ«التريند»، بسبب سوء الأحوال الجوية التي تشهدها مدينة أبوظبي، وتداول مدونون صوراً لغرق شوارع أبوظبي في مياه الأمطار، وأكدوا تعرض الدولة لمزيد من العواصف والأمطار وهو أمر غير صحيح. قصص واقعية تكشف حكايات واقعية، أن هناك أشخاصاً تعرضوا لإشاعات دمرت حياتهم، وكان لها أثر كبير على أفراد الأسرة، فرغم علمها بأن الإشاعات تصدر من قلب حقود، اعترفت شيخة أن جارتها تطلق إشاعات على بناتها، فكلما تقدم أحد لخطبتهن أطلقت إشاعات حول أخلاقهن، ما يجعل المتقدم يعدل عن الخِطبَة. وتقول: «فقدت جارتي صوابها، نتيجة الخلافات بيننا، وزاد حقدها علي، فتلجأت إلى نشر إشاعات عن بناتي، فهي تطعن في أخلاقهن؛ بهدف عرقلة زواجهن، فإذا عرفت بتقدم من يريد الزواج بهن، لبست ثياب الحقد والكره لتفسد على بناتي نصيبهن بقصص كاذبة». أما «علياء. ح»، التي مر على زواجها 10 سنوات، فنتيجة لكثرة سفر زوجها خارج الدولة، انتشرت حولها الكثير من الإشاعات، فمرة أشاعوا طلاقها، ومرة الاستغناء عنها من العمل. إلى ذلك، تقول «تلك الإشاعات تزيدني ثقة بنفسي، ومن يطلقونها يغارون مني، وهم مرضى نفسيون وبحاجة إلى علاج»، مؤكدة «هذه الإشاعات لن تؤثر على علاقتي الزوجية، بل تزيدنا حباً». مرض خبيث أشار بدر حسن إلى رسالة نصية وصلته من أحد الأصدقاء يهنئه بسلامته، يقول فيها إن المرض الذي أصابة اختبار من رب العالمين، وعليه أن يصبر، الأمر الذي أزعجه، وعندما استفسر عن الأمر، اتضح له أن السبب إشاعة أحد الشباب حين شاهده أثناء زيارة القسم المختص بمرضى الأورام، ورغم تأكيده للجميع أن الخبر عارٍ عن الصحة وأنه بصحة جيدة، إلا أن البعض يساوره الشك في أنه أخفى حقيقة مرضه. التسلية هبة السمت، مديرة إدارة الإعلام الرقمي للتلفزيون والإذاعة في مؤسسة دبي للإعلام، ترى أن الإشاعة آفة يجب التخلص منها باتباع مبدأ التحقق من الأخبار وعدم تناقلها، خاصة في ظل الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي، وتسابق الجميع لزيادة عدد المتابعين، متناسين أهم الخطوات، وهي تحري مصدر الخبر وصحته. وأضافت: «على الرغم من إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي في تقريب المسافات بين الناس، إلا أن البعض اتخذها وسيلة لترويج الإشاعات بغرض التسلية أحيانا». جريمة إلكترونية أوضح المحامي محمد الغفلي أن «الجريمة الإلكترونية هي كل أشكال السلوك غير المشروع الذي يُرتكب باستخدام الشبكة المعلوماتية، وقد تناول المشرع نشر الإشاعات والمعلومات والأخبار والبيانات على المواقع الإلكترونية أو الشبكات المعلوماتية، حيث تقضي المادة الـ 20 من قانون العقوبات بحبس وغرامة من شهر بحد أدنى إلى ثلاث سنوات وغرامة لا تقل عن ربع مليون درهم، وبحد أعلى نصف مليون درهم، كل من نشر معلومات أو أخبار أوبيانات أو إشاعات على موقع إلكتروني أو أي شبكة معلوماتية أو وسيلة تقنية معلومات بقصد السخرية، أو الإضرار». وأضاف: «المعلومات الإلكترونية وفق القانون هي أي معلومات يمكن تخزينها ومعالجتها وتوليدها ونقلها بوسائل تقنية المعلومات وبوجه خاص الكتابة، والصور، والصوت، والأرقام، والحروف، والرموز، والإشارات، وغيرها»، مشيرا إلى أنه، نظرا لخطورة الإشاعات ولمنع سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والشبكة العنكبوتية، كان لا بد من اعتبار الجرائم التي تستخدم فيها هذه الوسائل ظرفاً مشدداً وفقاً للمرسوم بالقانون الاتحادي رقم 5 لسنة 2012 في شأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات». ضوابط لفت محمد المرزوقي إلى أن الإشاعة كذبة، سواء كانت عن عمد أو جهل، وأن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت بشكل كبير في انتشارها، فأحياناً نسمع عن معلومة وقرارات تنشر في «تويتر» و«فيسبوك» و«الواتس آب» على الرغم من أنها غير صحيحة، ما يؤدي إلى الارتباك بين أفراد المجتمع، داعياً المستخدمين إلى التوقف عن تداول الإشاعات التي تثير الهواجس بين الناس. تحليل الإشاعة يرى الدكتور الأستاذ أحمد العموش، عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة الشارقة، أن «الإشاعة سلوك اجتماعي، وتتطلب أكثر من شخص لكي تتم عملية رواجها، لذا يتوجب معرفة الوسط الاجتماعي الذي انتشرت فيه الإشاعة والعوامل المؤثرة والفاعلة في الوسط وميزاته الأساسية، وكيف استفادة الإشاعة منه ليصبح مرتعاً خصباً لها، ولا بد من توافر معرفة خاصة بطبيعة المجتمع»، موضحاً أن الإشاعة تعتمد على سيكولوجية الإحساس والتذكر والإدراك والانتباه. أنواع الإشاعات توجد صعوبة شديدة في حصر أنواع الإشاعات، لاختلاف آثارها ودوافعها التي تظهر فيها، لكن علماء النفس وضعوا لها ثلاثة أصناف رئيسة: الخوف.. الأمل.. الكراهية. ولكل منها أهداف منها إثارة القلق والرعب في نفوس الناس.. نشر الخيالات والأماني والأحلام.. زرع جذور الفتنة كأن تطلق إشاعة تهدف إلى إيقاظ فتنة بين الأفراد أو حتى الدول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©