الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

البقالي.. بسطة للفرح في قلب السوق الكبير

البقالي.. بسطة للفرح في قلب السوق الكبير
8 أغسطس 2007 03:30
ترك زحام الحياة قبل 10 سنوات واختار الحياة بين السماء والأرض برفقة طيوره التي أحبها وأحبته وأطاعته والتقطت منه موهبته التي اشتهر بها قبل سنوات طويلة· كرة القدم·· نعم أحبت طيور عم جاسم عبيد البقالي تلك اللعبة، درّبها في غرفة صغيرة أعلى البناية التي كان يعيش فيها· هو لاعب كرة القدم بنادي النصر في فترة الستينات، وعاشق جمع العملات المعدنية من كل بلاد الدنيا·· هو الابتسامة عندما تخرج من القلب لتخترق الحزن·· تداعبه ليتحول إلى سعادة غامرة، في قلب السوق الكبير في بر دبي يجلس وإلى جواره مقتنياته التي عشقها واختار البقاء لجوارها أطول فترة ممكنة· يحكي: 75 سنة من الحياة، ورغم ذلك لا أتمالك نفسي أمام رياضة كرة القدم، والتي مازلت أحتفظ بمهاراتي فيها·· أمارسها أينما ومتى وجدت الفرصة سانحة لذلك ''ولو في ميدان عام''· شهرة ''خاصة'' عشقه لتربية الطيور ينطلق من عشقه لكل ما هو حي، وشهرته داخل السوق الكبير في بر دبي جاءت من كونه أمضى جزءا كبيرا من حياته فيه·· يعرفه الصغير والكبير، يقدرونه، يبحثون عن الابتسامة في القرب منه، أما هو وكما يقول: بدّي زماني يوصلني يوم لا ينفع مال ولا بنون! إلى جانب العملات المعدنية التي عشق اقتناءها، والتي تنتمي إلى دول كثيرة، يمتلك ''مخ الغزال''، الذي يرى أنه وسيلة للاستشفاء من أمراض أكثر· على البسطة على البسطة الصغيرة بالسوق الكبير، يجلس صباحا ومساء إلى جوار مقتنياته التي يعرضها أمام المارة ليس بحثا عن ربح مادي، وإنما لأنها مثل حافظته الشخصية التي لا تفارقه· وقال البقالي: أسعد بأشيائي عندما يتفحصها الصغار والكبار من رواد السوق، ليس مهما أن يشتريها أي منهم، المهم أن أشرح لهم قيمتها وأهميتها في حياتنا، أن أحكي لهم ذكرياتي وتفاصيل الأيام الخوالي أيام الزمن الجميل التي عشناها نحن الجيل القديم·· أحكيها لهم ليعلموا أن الحياة تغيرت للأفضل، وأن عليهم أن يشاركوا في صناعة مستقبلهم· ''على البسطة'' يسعد به ومعه الصغار والكبار من أهل ورواد السوق الذين يعرفون تاريخه ويبحثون عن الابتسامة الصافية في كلماته وحركاته الرياضية· الصغار يسألونه: ''حركة·· جاسم؟!''، لتأتي الإجابة ''وبدون تردد'' في قفزة رياضية سريعة تعكس حبه للرياضة مهما طال العمر· يسأله الكبار عن حركة الصباح؟·· يبتسم لتخرج منه ''الكحة'' في أطرف بداية لصباح يوم جديد· هكذا هو؟·· عندما كان يعيش بمفرده في بناية كاملة يمتلكها بمنطقة الرفاعة في بر دبي·· اختار الطيور لتكون مؤنسته في آخر غرفة بأعلى البناية، واستخرج الابتسامة من كل من زاره في ذلك المكان، وهكذا هو أيضا عندما يجلس أيضا على البسطة بالسوق الكبير لتخرج الابتسامة من قلوب الصغار والكبار· يختتم: حتى ''الفئران'' تعلّمت مني كرة القدم! الصداقة وحب الناس ·· أغلى الممتلكات أكد جاسم عبيد البقالي لاعب نادي النصر خلال فترة الستينات أن الرياضة الإماراتية تطورت كثيرا خلال السنوات الماضية، وأنها ما زالت تنتظر المزيد، تماما مثل ''دبي'' التي تغيرت حياتها إلى الأفضل، متمنيا أن تحقق المزيد خلال السنوات المقبلة· ويرى البقالي أن حب الناس والصداقة أهم ما في الحياة، وهما سر سعادته الغامرة بالجلوس على البسطة في السوق الكبير في بر دبي، رغم أنه يمتلك من الحياة الكثير· وقال'' صناعة الابتسامة·· أغلى ممتلكاتي''!
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©