الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صالح كرامة: المسرح جزء من الحياة وقطعة من الموت

صالح كرامة: المسرح جزء من الحياة وقطعة من الموت
8 أغسطس 2007 04:08
أخرج صالح كرامة العديد من النصوص فشكل بصمة متميزة في خريطة المسرح، حيث تمتعت رؤيته عبر أعمال كثيرة مثل '' عيناها '' و''فوق النخل ''و'' الشجرة'' بحس عال بمكونات المسرح الذي يطمح اليه، وهو خلق عوالم إنسانية· وكرامه مهموم بهذا الفن الذي يعد من أول اولوياته ويطمح إلى أن يُفعل '' المسرح في أبوظبي'' ليكون مركزاً مهماً في احتضان وإبراز المواهب المسرحية· ''الاتحاد'' التقته وكان الحوار التالي: الوعي المتشكل كيف يمكن أن تصف لنا المشهد المسرحي في الإمارات اليوم؟ نحن لا يمكن أن نغفل التجارب العربية الحقيقية والأساتذة الكبار الذين تواكبوا مع المسرح المحلي وأثروه منذ السبعينات أيام إبراهيم جلال وصقر الرشود، ثم جاء من بعدهما فنانون آخرون قدموا جل ابداعاتهم لتطوير المسرح وخرجت من تحت معاطفهم الكوادر الفنية التي تعمل في الساحة المسرحية الآن، وقد توزعت مفاهيم هذه الكوادر بين مدارس متعددة أهمها التجريب مثل عبدالله المناعي والواقعية التي يعمل عليها الكثيرون والرمزية التي استهوت الكثيرين· وتقدم بين الحين والآخر تجارب حديثة لابد أن تخلق نوعاً من الجدل سواء كانت صائبة أو فاشلة، فإننا نحترمها كونها تجارب تخضع للتقويم، وأنا اعتقد أن أيام الشارقة المسرحية أثرت الحركة المسرحية ولكن هذا لا يعني أننا لانحتاج إلى رؤية جديدة لتفعيل المسرح على وفق ثقافات حديثة طرأت في العالم· كيف شكلتم أول فرقة مسرحية لمسرح أبوظبي وما هي نشاطاتها؟ أنا من مؤسسي مسرح الاتحاد منذ عام ·1997 وكان يقع في المنطقة الشعبية في وسط أبوظبي ''الباورهاوس'' التي قضيت فيها طفولتي وقد أهديت لها مجموعة قصصية بعنوان ''سهرة مع الأرق'' وقلت فيها ''أهدي كتابي لأهلي الطيبين·· أهل الحي الشعبي'' هناك تشكل وعيي وهناك عرفت المسرح والتقيت بإبراهيم جلال في ساحة المسرح وهو يحاضر بنا عن أساسيات هذا الفن، كذلك صقر الرشود· وكانت معنا مجموعة من الفنانين الإماراتيين الطليعيين منهم من استمر ومنهم من فضل التوقف· سنة 1995 توليت إدارة فرقة ''مسرح الاتحاد'' وسعيت إلى تطويرها واستعنا بمجموعة من كبار المخرجين في الوطن العربي· وأعتقد أن المسرح عمل خلاق يعتمد على نكران الذات وعلى الصبر الطويل والمعاناة لأن المسرح جزء من الحياة وقطعة من الموت ومنذ 1995 الى الآن فأنني اشتغل بلا مقر وكل عام أقدم عملاً· المسرح هو وليد شرعي للثقاقة والوعي المتشكل، فلا تستطيع أن تفصل المسرح عن بقية الفنون وقد قدمنا أعمالاً راقية من وجهة نظر الآخر ومثلنا مسرح الدولة خارج القطر ومن أهم الأعمال التي قدمها مسرح أبوظبي هي: مسرحية ''غرباء في الوطن'' اخراج عبدالله الاستاذ ومسرحية ''مندلي'' مع جواد الأسدي ومسرحية ''عيناها'' ومسرحية ''البانيو'' ومسرحية ''القائل لا والقائل نعم'' مع عوني كرومي ومسرحية ''في المقهى'' ومسرحية ''عوشان'' ، ومسرحية ''المهاجر'' و''الشجرة'' و''فوق النخل'' ، هذا نتاج لتجربة أعتقد أنها مهمة ولا يستطيع أي شخص أن يغفلها بهذه السهولة، فالمسرح في أبوظبي - ما دام هناك مسرحيون متواجدون في الساحة وما دامت هناك قراءة ووعي - سيظل مسرحاً قائماً متمثلاً في ''مسرح أبوظبي''· ورشة المسرح كيف يمكن أن تفعلوا ''مسرح أبوظبي''، وهل تعانون من مشاكل ما؟ يمكن تفعيل مسرح أبوظبي عبر مساهمة المؤسسات الرسمية مادياً وأيضاً ايجاد مقر للمسرح يلتقي فيه الرواد مع الشباب الجدد وتقام فيه ورش فنية ونحن فرحنا بما أقدمت عليه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بإقامة ورشة للمسرح الآن في أبوظبي وقد دفعنا مجموعة كبيرة من الشباب كي ينخرطوا في هذه الورشة، لأن نتائج هذه الورشة ستعطينا شباباً مدركين لمفهوم المسرح وسنزج بهم في العمل المحلي المسرحي القادم بعد انتهاء الورشة مباشرة واسم المسرحية الجديدة هو ''يا المسافر''· ويعتمد هذا العمل أساساً على الارتجالات المدروسة التي سيؤديها هؤلاء الشباب، وباللهجة المحلية، إننا لا ندخر أي فرصة لتفعيل دور المسرح أما إن كانت هناك مشاكل على أي مستوى فهي لن تقف في وجه توجهنا المسرحي· ولكن يوصف المسرح أنه في تراجع؟ هي ظاهرة فنية في جميع العالم هناك تراجع ولكنه لا يعني الاندثار فالمسرح دائماً ينهض من جديد بحكم ثقافة المشتغلين فيه لأنه لا يكرر نفسه· ماهي أسباب العزوف الجماهيري عن المسرح؟ إنه يعتمد على نوع العمل المسرحي، فإن كانت هناك مسرحيات اجتماعية كوميدية نرى إقبالاً من الجمهور وإن كانت هناك مسرحيات تراجيديا نرى تحكم الوعي الثقافي في استقبالها· وأنا أعتقد أن المخرج لابد له من أن يلعب بذكاء في استقطاب الجمهور وهذا لا ينطبق على المسرح الإماراتي فقط وانما هو مفهوم عام يجد حاضنته في كل الوطن العربي· وعليه فإن صراع الوسائط التقنية والمرئية كالتليفزيون والإنترنت والسينما قد تؤثر على تقارب المسرح من المجتمع، كذلك تحول المجتمع حضارياً يستدعي تحولاً في المسرح· بماذا يحلم المسرحيون في الإمارات؟ يحلمون بأن تستمر عروضهم - أن تكون لديهم صالة عرض مفتوحة يقدمون عليها تجاربهم وأن تستمر هذه التجارب ولا تتوقف وأن يدرسوا في معاهد أكاديمية متطورة تعنى بالمسرح تحديداً· وأن يروا التجارب العالمية، وأن يخوضوا مهرجانات تنافسية، كل ذلك حلم المسرحي الشاب· إنه حلم غير بعيد وهو اغناء للذات التي لا تريد مقابلاً وراء عملها، سوى أن يثقوا في نفوسهم ويفخروا بهذا الحب الكبير للمسرح·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©