الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قشور الباذنجان.. جديد عبد الستار ناصر

8 أغسطس 2007 04:11
صدرت عن ''المؤسسة العربية للدراسات والنشر'' في بيروت رواية جديدة للكاتب العراقي عبدالستار ناصر بعنوان ''قشور الباذنجان'' وتعد هذه الرواية التي تقع في 220 صفحة متوسطة القطع الكتاب السادس عشر بين قصص وروايات ودراسات نقدية صدرت للكاتب· وفي رواية ''قشور الباذنجان'' فكرة مبتكرة و''قصص'' عديدة مفجعة تتراكم من دون أن يؤدي كل ذلك في النهاية إلى لحمة روائية متماسكة· الرواية حافلة بآلام العراقيين وأنواع معاناتهم المتعددة والطويلة التي تبدو كأنها تحولت إلى نمط حياة· وتبدأ الرواية بعد سقوط نظام حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أو قبيل ذلك· وبدايتها مؤثرة حافلة بالعبر إلا أن أهم ما فيها أنها تطرح سؤالاً فكرياً ووجدانياً وخلقياً يمكن تلخيصه بسؤال ''مبسّط'' هو ماذا نفعل عندما نصبح قادرين، بالذين ظلمونا بل عاملونا بوحشية نادرة خاصة في بعض بلدان ''العالم الثالث'' أو كما يقال ''تلطفاً'' البلدان النامية التي يصف البعض ''بعضها'' بأنه لا ينمو إلى أفضل مما كان عليه بل الى مثل ما كان عليه· وهذا السؤال المحيّر والعميق يرافق الرواية بشكل او آخر في جميع مراحلها، الإجابات عنه تختلف بل تتناقض؛ ما هو نطاق المغفرة التي يستطيع الانسان أن يقوم بها وما مدى عمقها ؟ وما الذي يمكن أن يشكل تعويضاً عادلاً عما عاناه إنسان ''استبيح'' روحاً وجسداً في أقبية التعذيب الذي درجت العادة تاريخياً على أن يجري باسم الله أحياناً وباسم الوطن أحياناً أخرى· وهل تتناقض المغفرة مع ضرورة العدالة ؟ وقد يأتي جواب آخر، حيث يكون الظلم قد عربد، وهو ابعد ما يكون عن الاحسان إلى من أساء إلينا، وقد لخصه الشاعر الراحل خليل حاوي في قصيدة مبكرة له ازاء ظلم وحشي من هذا النوع بقوله '' تثور السماء وتستنكر'' اذا نغفر·'' تبدأ الرواية بسرد جذاب وشائق لاشك فيه ومع شك محتمل في نفس القارئ في وجود ''جلاد سابق'' ذي وجدان من هذا النوع او فلنقل ندرة هذا الوجود· قال ناصر بلسان ''بطله'' او شخصيته الرئيسية التي تبدو اقرب الى ما اصطلح على تسميته ''نقيض البطل'' مستهلاً الفصل الاول ''جاءني قبل التاسع من ابريل نيسان 2003 بسبعة أشهر، وقف عند عتبة الباب وهو يكرر قولاً لم أفهمه·'' اما هذا القول فهو ''انا أسف على مافعلته بك، اعتذاري لا يكفي· وأي تعويض عما جنيت لا يكفي···أريدك أن تسامحني بارك الله فيك ، ولك الحق في أن تفعل بي ما تشاء ، حتى إذا شئت أن تذبحني·'' وعرض عليه قسماً من ماله الكثير· اما البطل ياسر عبد الواحد فلا يتذكر هذا الرجل الستيني ويقول له '' أنا لا أفهم من انت وماذا فعلت بي ···'' البطل نسي تلك الآلام··وهل يمكن نسيان ما جرى له؟ الا اذا آمنا مثله بأن العقل يعمد الى النسيان او التناسي كوسيلة دفاع عن النفس ولاكتساب القدرة على الاستمرار· وحين ذكّره زائره بما جرى قبل عشرين سنة قال البطل ''جسدي تبرأ مني· هذا الصوت اتذكره جيداً، يأتي من زمن بعيد من مكان قبيح·· يرجعني إلى زمن شطبت عليه··'' اما رد فعل البطل فكان تردداً ومماطلة· يترك له الجلاد دفتر مذكرات هو سجل بمن عذب وقتل هو وجميع زملائه· كانت الحجة انه كان مكرهاً على القيام بما قام به وإلا فمصيره سيكون كمصير من يعذبهم· إنه أيضاً ضحية من نوع ما· ثم تمضي الرواية إلى تفاصيل عديدة تسرد واقع العراق تحت الاحتلال·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©