صربيا تفتح أبوابها أمام الاستثمار الروسي

بينما قال توميسلاف نيكوليتش رئيس الحزب الراديكالي الصربي المتطرف المناهض للغرب صراحة انه ود لو كانت صربيا إقليماً روسياً لا تألو حكومة رئيس الوزراء الاكثر اعتدالا فويسلاف كوستنيتشا جهدا في دعم الصلات المتجددة مع موسكو· وتعكس المشاعر الجارفة الموالية لروسيا بين السياسيين في بلجراد موقف موسكو الدبلوماسي المتشدد تجاه قضية كوسوفو حيث تتصدى روسيا حتى الان لمسيرة استقلال إقليم كوسوفو المنشق عن صربيا والذي تسكنه أغلبية البانية· ولا تقتصر آيات الشكر والعرفان لما تبديه روسيا من دعم على المديح الدبلوماسي بل تشمل أيضا تقديم امتيازات ملموسة للروس في عملية الخصصة الكبرى القادمة للمشروعات التي تديرها الدولة برغم ارتفاع أصوات محذرة من أن أساليب المحاباة المكشوفة تجاه المستثمرين الروس تعطي صورة خاطئة عن صربيا· ومع تكرار الدعوات لرجال الاعمال الروس بالاستثمار في صربيا، فان رئيس الوزراء القومي كوستونتشا المح إلى أن الشرق مفضل على الغرب بحسب تقديرات محللين محليين· فعلى مدى الشهر الماضي التقى كوستونيتشا فاليري اوكولوف، المدير التنفيذي لشركة ايرفلوت، و''ملك الالومنيوم الروسي'' اوليج ديريباسكا المهتم بشركة بور الصربية للتعدين· وبحسب تقارير محلية فان ايرفلوت ربما ستستحوذ على شركة الطيران الصربية العتيقة (جات) مقابل 400 مليون دولار· وبحسب وسائل إعلامية قريبة من الحكومة فان ايرفلوت ''شريك نموذجي'' لانها أبدت استعدادا لتحمل ديون الشركة التي بلغت 200 مليون دولار وتجديد أسطولها القديم دون التخلص من العمالة الضخمة الزائدة عن الحد فيها· ويقول خبراء محليون: إن الصفقة ستتيح لايرفلوت دخول نظام السماء المفتوحة عبر جات عندما تنضم صربيا لها عام 2008 ومع الشركة الصربية سيفتح الباب واسعا أمام ايرفلوت لدخول السوق الدولية· وبرزت شركة لوك اويل الروسية العملاقة للبترول كمرشح مفضل في عملية خصخصة شركة ( إن آي اس) الاحتكارية الصربية التي من المقرر أن تبدأ ببيع حصة أقلية عام 2008 وفضلا عن ذلك فقد وقع مطار شيرميتيفو في موسكو بالفعل مذكرة تفاهم لبناء مخزن للبضاعة على الرغم من أن المناقصة العالمية الخاصة بالصفقة لم تبدأ اجراءاتها بعد· وأخيرا فانه من المقرر أن تقوم الشركات الروسية ببناء مستودع هائل للغاز تحت الارض في شمال شرق صربيا· ولا تزال فورة الحماس مستمرة برغم الدرس، الذي تم تلقيه عن طريق شركة بيوبترول، ومفاده أن الاستثمار الروسي لا يجلب رخاءً فورياً بالضرورة· فقد تراجعت قيمة أسهم الشركة إلى ثلث قيمتها منذ استحواذ لوك اويل عليها عام ·2003 وكتبت صحيفة برس التي تصدر في بلجراد: ''لقد دمر الروس بيوبترول''، مشيرة إلى أن لوك اويل لم تف بوعودها الاستثمارية·