الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشيخوخة الاجتماعية تخفض مبيعات السيارات في اليابان

الشيخوخة الاجتماعية تخفض مبيعات السيارات في اليابان
9 أغسطس 2007 00:25
تتزايد الدلائل كل يوم على تراجع الطلب في سوق السيارات باليابان من خلال إفصاح الشركات المحلية عن أدائها هناك· وأحدث ما صدر في هذا الشأن تصريح عن شركة هوندا يشير إلى أنها أخفقت في تحقيق المبيعات التي تنتظرها خلال النصف الأول من العام الجاري· ووصف ناطق باسم الشركة وضعية السوق بأنها محبطة· وأشار كويشي كوندو، مدير العمليات المحلية للشركة، إلى أنه لا يرى أي بريق أمل يلوح في الأفق حول عودة النشاط للسوق وفسر ذلك بكثرة الطرازات المعروضة في اليابان وتراجع الطلب على شرائها بسبب ''الشيخوخة الاجتماعية''· وقال تقرير نشرته صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' إن هوندا سجلت خلال الربع الأول من العام الجاري هبوطاً كبيراً في المبيعات في السوق اليابانية بلغ 13 بالمئة، حيث باعت خلاله 194510 سيارات· ويعكس هذا التراجع ظاهرتي نقص الطرازات الجديدة للشركة وانخفاض المبيعات من السيارات الصغيرة· وأشار التقرير إلى أنه يتعين على ''هوندا''، التي تعد ثاني أكبر شركة صانعة للسيارات في اليابان، وكانت تأمل أن تبلغ مبيعاتها في السوق المحلية 690 ألف سيارة سنوياً، أن تعلّق إطلاق طرازاتها من علامة ''أكورا'' في تلك السوق بسبب عدم وضوح الرؤى· وخلال النصف الأول من العام الجاري، انخفضت مبيعات السيارات في السوق اليابانية بمعدل 10,5 بالمئة إلى 1,78 مليون سيارة· وهو تراجع لم يسجل له مثيل منذ 30 عاماً· وحتى شركة ''تويوتا''، التي توشك أن تتفوق على شركة جنرال موتورز الأميركية كأكبر صانعة للسيارات في العالم خلال عام ،2007 أصبحت تعاني من تراجع كبير في مبيعاتها داخل اليابان· وتشير تنبؤات المحللين إلى أن الانخفاض الكبير في مبيعات السيارات في السوق اليابانية سوف يهبط بها إلى مستوى 3,5 مليون سيارة سنوياً، بالمقارنة مع أعلى رقم بلغته خلال السنوات الماضية وهو 6 ملايين سيارة سنوياً· وتكمن المشكلة الأخرى لهذا الركود في السوق في أنه جاء بصورة مفاجئة أربكت الشركات ودفعت بعضها إلى مرحلة قضم الأظافر· ومن ذلك مثلاً أن مصادر شركة ''نيسان'' أعربت بدورها عن خيبة أملها من النتائج التي حققتها في السوق اليابانية خلال الربع الأول من العام الحالي· ويضع الخبراء لهذا التطور المحبط للسوق اليابانية سبباً يتعلق بعدم وضوح الرؤى حول مشاريع الإصلاحات الاقتصادية في عموم البلاد· وأشار محللو الأسواق إلى أنهم لم يشهدوا مثل هذا الضعف الكبير في معدلات الاستهلاك في اليابان على الإطلاق· وينطوي السبب الثاني لهذه الظاهرة على مدلولات أكثر مدعاة للإحباط، فلقد توقع المحللون أن يستمر هبوط الطلب على كل أنواع السيارات في اليابان ومن دون توقف خلال السنوات المقبلة بسبب تنامي ''شيخوخة المجتمع الياباني'' والانخفاض الكبير في معدل النمو السكاني· ونظراً لصعوبة أو استحالة معالجة هذه الأسباب، فلقد توقع تقرير ''فاينانشيال تايمز'' ألا تتحسّن المبيعات هناك على المدى القريب· وعلى الرغم من أن شركة تويوتا تعد، من دون منازع، صانعة السيارات رقم واحد في اليابان، وهي تنافس الآن على احتلال المرتبة الأولى من حيث مجمل المبيعات من السيارات على المستوى العالمي، إلا أنها أصبحت تعاني بدورها من تراجع مبيعاتها بشكل كبير في السوق المحلية· وإذا كان من شأن تراجع مبيعات ''هوندا'' و''ميتسوبيشي'' وحتى ''نيسان'' في السوق اليابانية يمكن أن يمثل بالنسبة لها مشكلة كبيرة، إلا أن الأمر يبدو أقل تأثيراً على ''تويوتا''· ودليل ذلك أنها حققت خلال الربع الثاني من العام الجاري رقماً قياسياً في المبيعات لم تحققه منذ تأسيسها وحتى الآن· وذكر تقرير للمحلل أمي كوزيك في صحيفة ''وول ستريت جورنال'' أن تويوتا تعيش الآن فترة غير مسبوقة من الازدهار بسبب الزيادة المتواصلة للطلب على سياراتها التي تتميز بفعاليتها في حرق الوقود، فضلاً عما حققته من مبيعات عالية لم تكن تتوقعها لسياراتها الجديدة الفاخرة من طراز ''لكزس''· ويشير التقرير إلى أن ''تويوتا'' لا تنعم بهذا الرخاء إلا بسبب مبيعاتها فيما وراء البحار وخاصة في السوق الأميركية· وبلغت أرباحها الصافية خلال الربع الثاني الذي يضم أشهر أبريل ومايو ويونيو 491,54 مليار ين (4,16 مليار دولار)، ارتفاعاً من 371,5 مليار ين ( 3,14 مليار دولار) خلال الفترة ذاتها من العام الماضي· ويأتي هذا التطور الكبير بالنسبة لشركة تويوتا بالرغم مما أشار إليه المحللون من أن مبيعات السيارات في الولايات المتحدة تشهد خلال العام الجاري أبطأ معدل للنمو منذ عام 1996 بسبب ارتفاع أسعار الوقود وانخفاض أسعار المساكن وبعض العوامل المؤثرة الأخرى· ومع ذلك، فلقد بدا بوضوح أن المستهلكين شعروا بالمزايا التي تحملها السيارات ذات الفعالية العالية في حرق الوقود مثل الكروس أوفر ''تويوتا راف''4 والسيارة الهجين ''تويوتا بريوس''· وفي هذا الإطار، صرح ناطق باسم تويوتا أن شركته باعت في الولايات المتحدة وكندا خلال النصف الأول من العام الجاري 762 ألف سيارة بزيادة بلغت 2 بالمئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي· ويتضح من كل ذلك أن شركات صناعة السيارات في اليابان سوف تستمر إلى أجل غير محدود بالمعاناة من تراجع مبيعاتها في السوق المحلية، وأصبحت القدرة على الاستمرار بالنسبة لها رهينة بمعدل مبيعاتها فيما وراء البحار·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©