ابتكر أو مت!

خصص اليوم الثاني من الندوة السنوية التي تنظم منذ الاثنين الماضي في ديترويت بولاية ميتشجن الأميركية تحت عنوان ''محاضرات في إدارة الاختراعات المتعلقة بالسيارات'' وتختتم أعمالها غداً الجمعة، لموضوع تحت عنوان مثير هو: ابتكر أو مت! تحدث فيه الخبيران ديف كول وريك جيرث حول الاستراتيجيات والخطط التي ينبغي على أي شركة أو منظومة عمل أن تلتزم بها حتى تتحول إلى مؤسسة إبداعية يمكنها أن تترجم اختراعاتها وعناصر الذكاء التي تعشش في رؤوس موظفيها بسرعة كبيرة إلى منتجات تنافسية تباع في الأسواق· وعلى الرغم من أن المحاضرات كانت تتمحور على أهمية الابتكار والإبداع في صناعة السيارات بالذات، إلا أن مفاهيمها العامة أصبحت تنسحب على كافة أنواع النشاطات البشرية من دون استثناء· ولم يعد في وسع الشركات المنتجة للسلع أو الخدمات أن تذهب بمنتجها إلى المستهلكين إلا لفترة قصيرة جداً حتى تجد أنه أصبح يحتاج إلى عملية تحديث شاملة تفرضها المعطيات المترابطة والعناصر ذات التغير الزئبقي التي تسود الأسواق· وهذا يعني بتعبير آخر أن دورة تحديث المنتوج المادي أو الخدمي أصبحت قصيرة جداً وتتطلب إخضاعه لحالة مستمرة من التطوير· ومن يتقاعس عن الالتزام بهذه الحقيقة الجديدة فإنه سيفاجأ من دون شك بكساد سلعته عندما سيعرضها على المستهلكين· ولا شك أيضاً في أن الالتزام بهذا الشرط يكون في الكثير من الأحيان عالي التكلفة إلا أن نتائجه ستكون باهرة· ففي صناعة السيارات مثلاً، لا يكاد طراز معين يهبط إلى الأسواق حتى يكون بديله المقبل الذي يضم المزيد من أنظمة التشغيل المتقدمة الجديدة جاهزاً للذهاب إلى خطوط الإنتاج· والحديث عن أهمية القدرة المتواصلة على الابتكار في صناعة السيارات الذي تناولته سلسلة المحاضرات القيّمة لهذه الندوة يمكن أن يمثل خطة أو ورقة عمل لكل الشركات العاملة في مختلف قطاعات العمل الإنتاجي أو الخدمي أو حتى الفردي· ويبدو بوضوح من خلال العنوان المثير الذي تناوله المشاركون في اليوم الثاني من الندوة أن من يفتقد القدرة على التطوّر والإبداع لن يبقى أمامه غير الذهاب إلى الجحيم· العنوان البريدي: adnanod@maktoob.com