الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر: حكومة استثنائية..شعب استثنائي!

غدا في وجهات نظر: حكومة استثنائية..شعب استثنائي!
11 فبراير 2014 21:20
حكومة استثنائية.. شعب استثنائي! يقول تركي الدخيل: لم يعش أحد حياة قاسية كما عاشها أجدادنا الأوائل في صحراء الجزيرة العربية، التي باتت دولها تشكل دول مجلس التعاون الخليجي. كانت الصورة معروضة أمام نحو أربعة آلاف إنسان جمعهم مكان واحد. الصورة لطفلة لم تتجاوز أربعة أعوام من العمر، تمتطي جملا وقد بدا البؤس والتعب يُشعان من معالم الصورة. كانت الفتاة التي تظهر في الصورة تحمل بيدها إبريقاً وتشرب ماءً يطفئ لهيب الصحراء. تحدث المحاضر عن الصورة التي يعود تاريخها إلى الخمسينيات الميلادية. ما يعني أن هذا المشهد، لا يتجاوز عمره الستين عاماً. قال المحاضر الذي يشغل في حكومة بلاده منصباً رفيعاً؛ إننا تعلمنا من أجدادنا الأوائل، أن خدمة الناس، والسعي لتوفير السعادة لهم، هو لُب عمل القائد ومن يعمل معه، مستشهداً بالصورة التي تعكس توفير الخدمة بمقاييس عالية آنذاك. مشكلة كثير من القادة، أنهم لا يحترمون شعوبهم. يحتقرونها أحياناً، ويقللون من قدرها أحياناً أخرى. يتعاملون معها وفقاً لمنهج القائد الذي خطب في شعبه الثائر يوماً قائلا لهم: «من أنتم؟!»، على سبيل امتهانهم، فكان ردهم قاسياً إلى أبعد الحدود. لا تستطيع أن تخدم الناس وأنت لا تقدرهم. الدولة المدنية قائمة على تقديم الخدمات للناس، وهو ما يصطلح على تسميته بالتنمية، وهي في صلب المهام الوظيفية للدولة. واصطلحت هيئة الأمم المتحدة عام 1956 على تعريف التنمية بأنها هي العمليات التي بمقتضاها توجه الجهود لكل من الأهالي والحكومة بتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمعات المحلية لمساعدتها على الاندماج في حياة الأمم والإسهام في تقدمها.... أهي مفاوضات حقاً؟ يتساءل د. وحيد عبد المجيد: هل يتحول «جنيف-2» إلى ساحة للتفاوض من أجل التفاوض وفقاً للطريقة التي يجيدها النظام السوري؟ وهل هذا هو خيار المجتمع الدولي لإسكات ما بقي فيه من ضمير بعد عجزه عن وقف أكبر مأساة إنسانية في العالم الراهن؟ وإلى أي حد يستطيع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي إقناع نفسه بما أعلنه تقييماً للجولة الأولى التي انتهت يوم الجمعة قبل الماضي، وهو أن «التقدم بطيء جداً، لكن الجانبين انخرطا بأسلوب مقبول»، وأن ما حدث «بداية يمكن البناء عليها»؟ هذه، وغيرها، أسئلة مثارة لدى كل من يعنيه مصير سوريا وشعبها في الوقت الذي استؤنفت فيه «المفاوضات» ضمن جولة ثانية أمس الأول. فقد انتهت الجولة الأولى بدون أي تقدم في موضوع المؤتمر والقضايا التي يتضمنها، سياسية وإنسانية على حد سواء، الأمر الذي يصعب في ظله فهم حديث الإبراهيمي عن حدوث «تقدم بطيء جداً» ووجود «بداية يمكن البناء عليها». والأرجح أنه، وغيره ممن يحاولون إقناع أنفسهم والعالم بأن نظام الأسد ذهب إلى مونترو وجنيف للتفاوض، يعوّلون على مجرد جلوس وفد هذا النظام بالقرب من وفد الائتلاف الوطني السوري المعارض في غرفة واحدة. فقد كرر الإبراهيمي مرات كلامه عن أهمية جلوس الوفدين في غرفة واحدة، رغم أنهما تحدثا إلى بعضهما البعض من خلاله وليس بشكل مباشر. وخلص في تقييمه للجولة الأولى إلى أنهما «اعتادا الجلوس قرب بعضهما البعض في غرفة واحدة»، حيث يجلس هو في الوسط بينهما بعد أن يدخل كل منهما من باب مختلف إلى القاعة رقم 16 بمبنى الأمم المتحدة في جنيف. ومُهم بطبيعة الحال قبول الوفدين أن يجلسا في غرفة واحدة، حتى إذا لم يتبادلا الكلام بشكل مباشر، لما يعنيه ذلك من اعتراف ضمني ببعضهما البعض بخلاف ما حدث مثلا في مفاوضات الهدنة العربية الإسرائيلية عام 1949 حين كانت الوفود تجلس في غرف مختلفة بل في طوابق متباينة ولا تلتقي أبداً. كيف نصون بيوت الله من اللغو السياسي؟ يرى د. عبدالحميد الأنصاري أن القرآن الكريم، يحدد الرسالة الدينية للمساجد، في قوله تعالى: «وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً»، أي أن بيوت الله تعالى، بيوت أعدت وهيئت للعبادة ولذكر الله تعالى ولقراءة القرآن والاستغفار والتوبة، ولإعادة شحن الطاقة الإيمانية للمسلم والارتقاء الروحي والأخلاقي. فدارات المساجد هي منارات تشع طاقة من النور والهداية فيمن حولها، فإذا أصبح المسجد جامعاً -تُقام فيه صلاة الجمعة وخطبتها- فإن المهمة تكون أعظم، والدور يكون أكبر. وما سمي الجامع جامعاً إلا لأنه يجتمع فيه أهل المنطقة جميعاً، فتجتمع كلمتهم ويحصل التآلف بينهم، ومن هنا كانت مهمة خطيب الجمعة جليلة، في أن يحسن خطابه، ملتزماً منهج القرآن في الدعوة، في قوله تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»، بأن يكون داعية للخير والسلام والتسامح مبشراً بالقيم الأخلاقية العليا، معززاً للمشترك الديني والمذهبي والإنساني بين أبناء المجتمع الواحد وبين المجتمعات الإسلامية، محفزاً طاقات الشباب للبناء والتنمية والإنتاج والعلم، رائده قول الله تعالى «قولوا للناس حسناً» وقوله عز وجل «وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن». تصريحات روحاني لا تطابق الواقع الإيراني يقول محمد خلفان الصوافي: حتى الآن لم يفاجئنا نحن، في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني وفريقه السياسي بشيء مختلف عن تعامل النظام الإيراني معنا منذ قيام الثورة الإيرانية في أواخر السبعينيات، بالشكل الذي يؤكد لنا أنه مختلف حقيقة عن الواقع الذي نعرفه عن النظام الإيراني، وبالتالي يوجب علينا تصديق تصريحاته المتكررة في «فتح صفحة جديدة» معنا. يبدو أن أفق روحاني ووزير خارجيته محمد ظريف في تغيير تعامل بلاده مع العالم قد انتهى، ربما لأنه ليس الرجل الأقوى في إيران رغم أنه جاء بأصوات الشعب الإيراني الذي يُفترض أنه السلطة الأقوى في النظم الديمقراطية؛ حيث بدأت الاختلافات تظهر على السطح بين روحاني «الإصلاحي» والمحافظين، بما فيها الاختلافات حول الاتفاق النووي مع واشنطن التي أكد وزير خارجيتها جون كيري مؤخراً أن الخيار العسكري ضد إيران ما زال قائماً. لذا فإن وعود روحاني وتصريحاته «الإيجابية» لا تطابق الواقع الحقيقي في إيران. تاريخ تعاملنا مع الحكومات الإيرانية لم يُعرف خلاله الانفراج السياسي. والمزاج العام في الخليج ميال إلى التشكك إزاء الوعود الإيرانية، لأن النظام السياسي الإيراني لم يقدم ما يخلق الثقة، ولم يعرف حتى تقديم تنازلات سياسية بسيطة تمكننا من أن نبني عليها أي احتمالات «أرضية مشتركة»، وبالتالي فإن وعود حسن روحاني لنا بتغيير سياسة التعامل معنا التي يكررها في كل موقف سياسي، ليست سوى آمال سياسية لا أكثر، وهذا هو الشيء الذي يختلف فيه عن غيره من الحكومات الإيرانية السابقة؛ لكن لا يمكننا الاعتماد عليها. من الصعب علينا في منطقة الخليج وغيرها من مناطق العالم تصديق «الرغبة» الإيرانية في التغير والانفتاح السياسي، التي عبّر عنها روحاني في خطابه في «قمة دافوس» مؤخراً، دون تقديم خطوات عملية باعتبارها مؤشرات يمكن الاعتماد عليها. فقد تعاملت دول الخليج أكثر من مرة مع الحكومات السابقة من منطلق حسن النوايا، لكن سرعان ما وجدنا الوجه الحقيقي الإيراني المختلف تماماً عما يدعو إليه السياسيون. هناك حيرة تتملك المراقبين بشأن معرفة قدرات روحاني ومنهجه السياسي تجاه العالم، وهذه الحيرة لها سوابق، ففي الوقت الذي يقدم فيه وعوداً تجد الحقائق السياسية لم تتغير، وكأن هناك حسابات أخرى غير تلك التي يؤكد عليها أمام العالم، ما يعني أنه من الصعب أن تتغير إيران في المدى القريب في التعامل مع المجتمع الدولي، حتى لو تم تبادل زيارات سياسية، كتلك المقررة لزيارة الوفد البرلماني الإيراني إلى بريطانيا. جدل الإمامة... زعامة سياسية أم فقهية؟ يرى رشيد الخيون أنه ما زالت «الإمامة» كمسألة سياسية مثيرةً للجدل، ولولا مثولها في النزاع الطائفي الجاري، وما ينتجه من كراهيات، ما أستدعي التذكير بها. غير أن المسافات أخذت تتباعد بين الأحياء، وهم يقطنون جغرافيا واحدة، مثلما باعدت بين الأموات، حيث الافتراق في المقابر، والاختلاف بالتكبيرات على الجنائز، وهذا لا ضير فيه إذا ظل بحدود الفقه لا السياسة. أقول: لو أُخذت مسألة الإمامة بما أفاد به الشيخ محمد رضا المظفر (ت 1963)، وهو من كبار المدرسة النجفية وأستاذ حوزتها، فالرجل قد أدرك عُقم الجدل فيها على أنها مسألة معاشة، حين قال: «ولا يهمنا من بحث الإمامة، في هذه العصور، إثبات أنهم الخلفاء الشرعيون وأهل السلطة الإلهية، فإن ذلك أمر مضى في ذمة التاريخ، وليس في إثباته ما يعيد دورة الزمن من جديد» (عقائد الإمامية). هذا في أجواء عصرنا الراهن، ونعيد التذكير بما قاله الأسبقون عن الخسائر بالأرواح والثروات، فقد اعتبر، قبل نحو تسعة قرون، محمد بن عبد الكريم الشهرستاني (ت 548 هـ) خلاف الإمامة قضية سياسية، ومن أخطر القضايا: «إذ ما سُل سيفٌ في الإسلام على قاعدة دينية مثلما سُلّ على الإمامة في كل زمان» (كتاب الِملل والنِّحل). هذا، وقد حذّر منها قبل الشهرستاني، بنحو مئتي عام، «إخوان الصَّفا» في رسائلهم الشهيرة: «في بيان سبب اختلاف العلماء في الإمامة فنقول: اعلم أن مسألة الإمامة هي أيضاً من إحدى أمهات مسائل الخلاف بين العلماء... كثر فيها القيل والقال، وبدت بين الخائضين العداوات والبغضاء، وجرت بين طالبيها الحروب والقتال، وأبيحت بسببها الأموال والدماء، وهي باقية فيه إلى يومنا هذا، لم تنفصل بل كل يوم يزداد الخائضون المختلفون فيها خلافاً على خلاف، وتتشعب لهم فيها ومنها آراء أو مذاهب، حتى لا يكاد يحصي عددها إلا الله» (الرسالة الأولى، في الآراء و الديانات). أتينا على هذه النصوص كي نستوعب خطورة هذه القضية السياسية بالدرجة الأولى، وفي كل الأزمان من ذلك العصر إلى يومنا هذا. كان محفز هذه الكلمة ما نشره وزير الثقافة الإيراني الأسبق عطا الله مهاجراني تحت عنوان «القصة الغريبة لمقال ديني في إيران» (الشرق الأوسط، العدد 1237)، متحدثاً عما طرحه أحد الباحثين في صحيفة «بهار» الإيرانية (أكتوبر الماضي) وهو «علي أصغر غروي»، الذي اعتقل بسبب مقال فسر فيه نظرية أو فكرة والده آية الله جواد غروي في قضية الإمامة، وذلك في كتابه «أحاديث». أولمبياد الشتاء والصيف! تقول الكسندرا بيتري: قبل أن ننهمك أكثر في أحداث دورة الألعاب الشتوية الجارية، أود أن أضع الأمور في نصابها. فلطالما سمعت الناس يصرون على أن أولمبياد الشتاء يضاهي أولمبياد الصيف في الإمتاع. وهذا بصراحة تامة غير صحيح بالمرة. وربما يقول قائل: «لكن ما المشكلة في أن تكون ألعاب الشتاء أقل إمتاعاً في مشاهدتها؟ فالأولمبياد في مجمله تمرينات بلا هدف معين على التعصب الوطني وتشجيع كل ما يرمز للوطن، وموضوع المنافسة نفسه قليل الأهمية في حقيقة الأمر. ولو أن هناك مسابقة نشاهد فيها أبناء وبنات الوطن يستطيعون تجفيف طلاء أو إعادة تحميل صفحة على النت بشكل أسرع، فسنظل نقف على جوانب الملعب ونهتف: أميركا... أميركا. فما الخطأ في رياضة الكيرلينج على أي حال؟» إذا كان هذا ما تشعر به فأنت وما تحب. لكني أعتقد أنه عندما يصل الأمر بالإمتاع في الرياضة إلى الإثارة المجنونة لأشخاص يحاولون عبور أرضية غُسلت حديثاً، فمن حقنا أن نسأل إذا ما كان الأمر يستحق حقاً أن يجتمع كل الناس في سوتشي. وهنا عشرة أسباب، وهي ليست علمية ولا جامعة بحال من الأحوال لكل الأسباب التي تجعل أولمبياد الشتاء مضاهياَ لأولمبياد الصيف: - قصد المؤسسين: لم تتضمن دورات الألعاب الأولمبية اليونانية رياضة التزلج المتعرج على الجليد. وقد تخلصنا من المصارعة الحرة التي كانت رياضة وحشية مثيرة ولم تكن تتقيد من القواعد إلا بعدم عض أو فقأ عين الخصم، وإذا قتلت خصمك فإنه الفائز افتراضياً. لكن مازال يتعين علينا أن نشاهد رياضة الكيرلينج، حيث تقول الأسطورة إن المقاتل داموزينوس أخرج أحشاء خصمه كروجاس بأظافره. - دورة الألعاب الشتوية لا تجتذب الحشد من الجمهور نفسه. ومنذ إضافتها إلى الأولمبياد عام 1924 (وكان التزلج رياضة منفردة ظهرت ضمن الألعاب من قبل) ولم تتمكن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية أن تجذب أبداً أكثر من 88 دولة في أي دورة من دوراتها في مقابل تمثيل 204 لجان أولمبية قومية في دورة الألعاب الصيفية لعام 2012. وإذا سعت دورة الألعاب الأولمبية أن تكون حدثاً يشمل العالم فربما يجب ألا تقتصر على الأنشطة التي تتطلب عتاداً معقداً وظروفاً جوية معينة. - كل دورة ألعاب أولمبية شتوية تقريباً يمكن تلخيصها في التالي: هناك شخص على سطح من الثلوج أو الجليد وقد يكون السطح مستوياً أو وعراً، وهذا الشخص يقع أو لا يقع على الأرض. وهناك طرق مختلفة للوقوع أو عدم الوقوع. والسرعة تتفاوت ومدى وعورة السطح تتفاوت أيضاً وأحياناً الموسيقى تعزف في الخلفية. لكن إذا رأيت شخصاً ما يشاهد الأولمبياد وسألت: «هل هذا الشخص سقط؟»، فإنك ستدخل في جدل يستهلك كل الوقت. وهذا خطأ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©