إعداد: ريم البريكي
سيخلد التاريخ عبر صفحاته المتناقلة بين جيل وآخر ذكرى الراحل والت ديزني، هذا الرجل الذي استطاع أن يدون بداية حقيقية لعصر أفلام الكرتون المتحركة، وبالمؤثرات الصوتية من خلال رسومات وشخصيات تحولت إلى رموز للسعادة والبطولات، بدأها من فأر قال عنه والت ديزني ذات يوم «آمل ألا ننسى أبداً أمراً واحداً، وهو أن كل هذا النجاح انطلق من فأر». تضمنت الجوائز الشخصية لوالت ديزني في الدرجات الفخرية من جامعات هارفارد وييل وجنوب كاليفورنيا، وجامعة كاليفورنيا، كما نال الوسام الرئاسي للحرية، وفيلق الشرف الفرنسي.
ولد مبتكر شخصية «ميكي ماوس» في شيكاغو، إلينوي، في الـ5 من شهر ديسمبر العام 1901، وكان والت واحدا من خمسة أطفال، أربعة أولاد وفتاة.
في وقت مبكر، برزت موهبة والت بالرسم، وباع أول رسوماته لجيران العائلة، وكان وقتها لا يزال في السابعة من عمره، قسم اهتمامه بين الرسم والتصوير الفوتوغرافي، فكان له التعاون مع العديد من الصحف الأميركية التي عمل في بعضها كرسام كاريكاتير، وفي بعضها كمصور فوتوغرافي.
خلال الحرب العالمية الأولى، تقدم والت ديزني بطلب الالتحاق بالخدمة العسكرية، إلا أن طلبه قوبل بالرفض لصغر سنه، حيث لم يتجاوز 16 عاما، فقام بمساعدة صديق له بتزوير شهادة ميلاده حتى يتمكن من دخول الخدمة العسكرية، وهو ما تم له فعمل سائقا لسيارة إسعاف الصليب الأحمر، كان يقوم بنقل مسؤولي الصليب الأحمر.
عاد والت ديزني إلى كانساس سيتي بعد الحرب، حيث بدأ مسيرته في رسم الكاريكاتير والإعلان، ليسوق في العام 1920 أول رسومه المتحركة الأصلية..
في شهر أغسطس من العام 1923، غادر والت ديزني كانساس سيتي متجها إلى هوليوود مع مبلغ زهيد لا يتجاوز 40 دولارا قام اشترى فيه المواد الخاصة بالرسم، مع قيامه هو وشقيقة روي بتحويل مرآب عمهما إلى ورشة لإنتاج وتنفيذ عمل فيلم كرتوني متحرك والانتهاء منه، مما دفعهم لاستدانة مبالغ مالية من أقاربهما، بلغت نحو 250 دولارا.
في العام 1928، انشأ والت ديزني الشخصية الكرتونية الشهيرة «ميكي ماوس»، وطرح أول أفلامها بعنوان الطائرة المجنونة وتميز فيلمه بكونه أول فيلم كرتون ترافقه الأصوات في الوقت الذي كانت فيه جميع أفلام الكرتون صامته، مما حقق نجاحا كبيرا، وقد شهد مسرح كولوني في نيويورك يوم 18 نوفمبر 1928 أول عرض لفيلم رسوم مصاحب بمؤثرات صوتية.
في 21 ديسمبر من نفس العام، انتج والت ديزني فيلمه الطويل الذي حمل اسم «سنو وايت والأقزام السبعة»، كان أول فيلم ترافقه الموسيقى على مستوى الأفلام التي تم إنتاجها من قبل الشركات الأخرى، وبلغت قيمة إنتاجه نحو 1499000دولارا، تم إنتاجه في ذروة فترة الكساد الاقتصادي، ورغم تلك الصعوبات التي أحاطت إنتاج الفيلم إلا أنه لايزال واحدا من الأفلام الخالدة في صناعة السينما، وكان له تأثير كبير على نوعية الأفلام المنتجة خلال السنوات التالية..
أكمل والت ديزني مسيرته في هذا المجال بإنتاج أفلام كرتونية مثل بينوكيو، الفنتازيا، دامبو وبامبي.
في عام 1940 اكتمل بناء أستوديو ديزني في بربانك، وبلغ وقتها عدد موظفي الشركة نحو 1000 من الفنانين والرسامين، والفنيين، وكتاب القصص، خلال الحرب العالمية الثانية، عمل ديزني بنسبة كبيرة في تقديم خدمات خاصة للحكومة عبر إنتاج الأفلام للخدمات المسلحة، فضلا عن الأفلام الصحية التي لا تزال معروضة في جميع أنحاء العالم من قبل وزارة الخارجية الأميركية.
وخصصت الشركة الفترة المتبقية من جهودها لإنتاج المواد الكوميدي القصير، التي تعتبر ضرورية للغاية لرفع المعنويات المدنية والعسكرية.
أطلق والت ديزني في عام 1955 مملكته السحرية المعروفة باسم «ديزني لاند» بنحو 17مليون دولارا، لتتضاعف استثماراتها عشرة أضعاف خلال السنوات المتعاقبة، ووصل عدد مرتادي المدينة أكثر من 400 مليون شخص، بما في ذلك الرؤساء والملوك والملكات والملوك من جميع أنحاء العالم، وهي الرائدة في مجال البرامج التلفزيونية، بدأت ديزني الإنتاج في عام 1954، وكانت من بين أول الشركات التي قدمت البرمجة بالألوان الكاملة، ومن تلك البرامج كان نادي ميكي ماوس وزورو من البرامج التي نالت شعبية كبيرة.
وقال ديزني، «أنا لا أعتقد أن هناك تحديا في أي مكان في العالم هو أكثر أهمية للناس من التوصل إلى حل لمشاكل مدننا، ولكن علينا أن نعرف من أين نبدأ في حل المشكلة؟ حسنا، نحن على يقين أننا يجب أن نبدأ مع الحاجة العامة.
والحاجة ليست فقط لعلاج العلل القديمة في المدن القديمة، واعتقد أن الحاجة للبدء من نقطة الصفر على أرض بكر وبناء مجتمع من شأنها أن تصبح نموذجا للمستقبل»، وهكذا، وجه ديزني شراء 43 ميلا مربعا من الأراضي البكر - ضعف حجم جزيرة مانهاتن - في وسط ولاية فلوريدا، لبناء عالمه الخاص في عالم الترفيه، مشتملا على منتزة، ومنتجع عطلات، وموتيل وفندق، بعد أكثر من سبع سنوات من التخطيط الرئيسي والإعداد، بما في ذلك 52 شهرا من البناء الفعلي، فتحت عالم والت ديزني أبوابها للجمهور وكان ذلك في العام 1971.
قبل وفاته في 15 ديسمبر 1966، عني والت ديزني بتحمل مسؤوليته في إنشاء معهد كاليفورنيا للفنون، وعلى مستوى الجامعات والمدارس المهنية في جميع الفنون الإبداعية والأدائية.
وقال والت في احدى المرات «هذا هو الشيء الرئيسي آمل أن اتركه حين ننتقل إلى مراع أكثر اخضرارا، أنني اعتقد أنني انجزت شيئا ما حين اساعد في توفير المكان المناسب لتطوير مواهب المستقبل»
والت ديزني هو أسطورة، وبطلا شعبيا في القرن ال20.
واستندت شعبيته في جميع أنحاء العالم على الأفكار التي تمثل اسمه مثل الخيال والتفاؤل والنجاح والعصامية، لامس الت ديزني قلوب وعقول ومشاعر ملايين الأميركيي أكثر من أي رجل آخر في القرن الماضي، وذلك من خلال عمله، وقال«ان جلب الفرح والسعادة وسيلة عالمية للاتصال بالناس».مترجم عن موقع d23.com.
عدد اليوم
