الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مطار دبي.. قصة نجاح تحلـق في أجواء العالم

مطار دبي.. قصة نجاح تحلـق في أجواء العالم
2 مارس 2017 13:18
مصطفى عبد العظيم (دبي) سطر مطار دبي الدولي في حقبة زمنية لم تتجاوز الستة عقود، قصة نجاح استثنائية في صناعة الطيران العالمية، سجل خلالها العديد من الإنجازات والأرقام القياسية التي وضعته في صدارة مطارات العالم في أعداد المسافرين الدوليين، تؤهله في الوقت ذاته لصدارة قائمة أضخم مطارات العالم بحلول 2020، بعد أن بات أحد اهم محاور الربط المحورية في عالم الطيران تغدو إليه مئات الناقلات الجوية الدولية كـأنها أسراب طيور تبحث عن موطئ لها في ساحة المطار الضخم، لتعود محلقة مرة أخرى حاملة معها فصولاً من قصة نجاح لا تنتهي لرؤية سبقت الزمان وتجاوزت حدود المكان. بدأت الفصول الأولى لتلك القصة في العام 1959، عندما أمر المغفور له بإذن الله الشيخ راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، البدء بأعمال تصميم مطار مدني وبنائه وتجهيزه. وخلال 12 شهراً من العمل الدؤوب ولد أول مطار صغير في الإمارة في العام 1960 بطاقة استيعابية تصل الى نحو 200 مسافر فقط كان المطار في بداياته، يعمل بين الساعة السابعة صباحا والواحدة من بعد الظهر. وقد كرس الشيخ راشد كل طاقته لتطوير خدمات المطار من خلال اتخاذ قرارات جريئة أهمها، اعتماد سياسة الأجواء المفتوحة، التي جعلت شركات الطيران تتسابق للقدوم إلى دبي. وبعد تسع سنوات من افتتاح أول مطار في المدينة كان لا بد من افتتاح مطار جديد يلبي طموحاتها بأن تصبح أول مركز للنقل الجوي على مستوى المنطقة، في ظل سياسة الأجواء المفتوحة التي تعتمدها الإمارات ككل، والتي كان لها الدور الأكبر في وصول الدولة الى ما وصلت إليه من أهمية في قطاع الطيران على الساحة الدولية. بدأ العمل في المبنى الجديد للمطار وسط ترقب دبي بأكملها هذه اللحظة المهمة في تاريخها، فالمطار الذي تم افتتاحه في مايو من عام 1971 بتكلفة 4 ملايين جنيه استرليني في حينه، كان يعد الأكبر من نوعه في المنطقة، وقد اعتقد الكثيرون في تلك الفترة أن المطار اكبر من حاجة المدينة، ولكن الشيخ راشد كان يدرك أيضا، أنه سيصبح صغيراً مع الوقت، وهذا ما حدث بالفعل، حيث تمت توسعة المطار اكثر من مرة حتى أصبح من الضرورة بمكان إنشاء مبان جديدة لمواكبة الزيادة القياسية في نشاط المطار. وقد ساهم المطار الوليد على الرغم من مساحته الصغيرة، في تغيير وجه الحياة في إمارة دبي، وتوفير وسيلة نقل إضافية لمجتمع رجال الأعمال والسكان في المدينة، التي كانت تشهد تحولا كبيرا في بناها التحتية، بفضل رؤية المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي آنذاك، هذه الرؤية التي كانت تدرك منذ البدايات أن موقع مطار دبي الدولي هو في المقدمة، وهذا ما حصل بالفعل، حيث ارتفع عدد المسافرين من 40 ألف مسافر في العام خلال السنوات الأولى إلى 83.6 مليون مسافر في نهاية العام 2016، كما تبوأ المطار المرتبة الأولى على قائمة اكبر مطارات العالم بأعداد المسافرين الدوليين للعام الثالث على التوالي وأكثرها حركة بعد تفوقه على مطار هيثرو البريطاني. والمتتبع لتطور قطاع الطيران في دبي يدرك حجم الإنجاز الذي تحقق في فترة وجيزة، ففي الثمانينيات من القرن الماضي، شهد المطار عدة عمليات توسعة لزيادة طاقته الاستيعابية ولكن أكبر الأحداث التي شهدها قطاع الطيران في الإمارة كان ولادة طيران الإمارات في العام 1985 التي أحدثت تحولاً تاريخياً في الخط التصاعدي لأرقام المسافرين عبر المطار. ولعبت هذه الناقلة التي تحمل اسم وعلم الإمارات، دوراً حاسماً في دفع مطار دبي الدولي الى المرتبة الأولى ضمن قائمة اكبر مطارات العالم والبقية تأتي. وأدى دخول طيران الإمارات على الخط، الى إطلاق مرحلة توسعة جديدة انتهت بافتتاح مبنى الشيخ راشد في ابريل 2000 ، ما رفع الطاقة الاستيعابية للمطار الى 25 مليون مسافر سنويا، ومن الأشياء التي من الجميل التطرق إليها، أن مبنى الشيخ راشد، هو أول مبنى في المنطقة استخدم الخراطيم أو الجسور المتحركة لنقل المسافرين الى داخل الطائرة، ما احدث نقلة نوعية في مجال خدمة العملاء. ودفع استمرار النمو بأعداد المسافرين، القائمين على إدارة المطار في عمل دائم على مدار الساعة، حيث تم بدء العمل في إنشاء المبنى3 والكونكورس ايه، لمواكبة عمليات النمو، وفي نهاية 2008 انتهت أهم مراحل التوسعة الكبرى للمطار (الأولى)، والتي بلغت قيمة استثماراتها 15 مليار درهم تقريبا، وذلك بإضافة المبنى 3 للمطار ليكون مخصصاً لطيران الإمارات ومسافريها فقط، وليخصص مبنى 2 للخطوط الأخرى، ومبنى 1 للطيران الاقتصادي، بالإضافة إلى مبنى آخر خصص للطيران الخاص (ذوو الطائرات الخاصة).وفي العام 2013، تم افتتاح «الكونكورس ايه» لترتفع الطاقة الاستيعابية للمطار الى 75 مليون مسافر سنويا، ولم يتوقف التوسع عند هذا الهدف رغم ضيق مساحة المطار، وفي الوقت الذي تم فيه تشغيل وافتتاح مبنى مطار آل مكتوم ، ضمن مشروع مطار دبي ورلد سنترال في دبي الجنوب الذي يخطط أن يكون الأكبر في العالم لاستيعاب 240 مليون مسافر، تواصلت التوسعة في مطار دبي لرفع طاقته الاستيعابية إلى نحو 90 مليون مسافر، من خلال افتتاح مبنى «الكونكورس دي» في فبراير من العام 2015،بتكلفة 1.2 مليار دولار، ويمثل العنصر الأخير في برنامج الخطة الاستراتيجية 2020 التي رصد لها 7.8 مليار دولار. وفي الوقت الراهن، يعمل مطار دبي بكامل طاقته الاستيعابية، استعداداً لاستقبال 90 مليون مسافر سنوياً، وهو الرقم الذي لم يتبق على تحقيقه سوى 7 ملايين مسافر فقط بعد أن تعامل مع 83.6 مليون مسافر، خلال العام 2016، ويتوقع أن يتعامل مع 89 مليون مسافر بنهاية العام الجاري. وحسب تقرير صادر عن مطارات دبي، فقد اخترق عدد المسافرين المستخدمين للمطار حاجز السبعة ملايين شهرياً على مدار 6 أشهر من العام الماضي، وسجل مطار دبي الدولي أعلى رقم في تاريخه خلال شهر أغسطس 2016 بوصول عدد مستخدميه إلى 7.72 مليون مسافر، في حين سجل شهر ديسمبر الماضي رقما مقارباً بلغ 7.70 مليون نتيجة موسم السفر والأعياد. 8 ملايين مسافر استخدموا مطار دبي في يناير الفائت دبي (الاتحاد) بدأ مطار دبي الدولي عام 2017 بتسجيل أعلى رقم في تاريخه، مع ارتفاع عدد مستخدميه إلى 8 ملايين مسافر في الشهر الأول من العام. ويأتي هذا الإنجاز بعد اختتام المطار العام الفائت باستقباله 83.6 مليون مسافر، بحسب بيان أمس. وحسب تقرير لمطارات دبي، فقد ارتفع إجمالي المسافرين في يناير 2017 بنسبة 9.7% مقارنة مع 7 ملايين و327 ألفا و637 مسافرا في يناير 2016. أما على صعيد حركة الطائرات فقد أظهر التقرير ارتفاع حركة الطائرات إلى (36,592) حركة في يناير 2017 بزيادة نسبتها 2.1% مقارنة مع (35,841) حركة في يناير 2016 بمتوسط 230 مسافرا للرحلة الواحدة. كما حقق مطار دبي على صعيد الشحن الجوي إنجازا إضافيا، مع ارتفاع حجم الشحن إلى (208,271) طن في يناير 2017، بزيادة 3.4% مقارنة مع (201,483) طنا المسجلة في يناير 2016. وقال جمال الحاي نائب الرئيس في مطارات دبي «لقد بدأنا عام 2017 بتحقيق أرقام مبشرة بسنة قياسية على صعيدي المسافرين وحركة الطائرات، ما يمدنا بمزيد من الطاقة لتنفيذ برنامج «دي اكس بي بلس» الذي يهدف إلى تحسين جودة الخدمات وزيادة السعة في مطار دبي الدولي عن طريق تطبيق وسائل تكنولوجية جديدة لتسهيل الإجراءات». وأضاف الحاي «تلك الأرقام تجعلنا نسعى دائما لتحسين تجربة المسافرين في المطار كتطبيق خدمة واي فاي رائدة عالميا إضافة إلى التنوع في خيارات التسوق والطعام والشراب ومجموعة واسعة من العروض التي تتراوح ما بين خدمة كبار الشخصيات إلى الموسيقى الحية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©