موسى: الأولوية لانتخاب رئيس جديد للبنان

شدد أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى على ضرورة التركيز على إنجاز انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد أن انتهت الانتخابات الفرعية· وقال موسى في حديث نشرته امس صحيفة ''النهار'' إن المطلوب التركيز من الآن فصاعدا على اسم الرئيس الجديد للجمهورية، هذا ما يجب ان يكون عليه العمل في لبنان بدعم عربي وربما دولي· واضاف ''حان الوقت مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي لتؤدي الزعامات دورها في إنقاذ الوطن لان الاستحقاق الدستوري يتعدى الموالاة والمعارضة وهو لمصلحة لبنان وليس لأي اعتبارات اخرى تتعلق بهذا الطرف او ذاك''· واوضح موسى أنه ينتظر انتهاء ذيول الانتخابات الفرعية ليجري اتصالات هاتفية بمسؤولين من الجهتين لاستكشاف ما يجب القيام به مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي الذي تبدأ مهلته الدستورية في 24 سبتمبر وتستمر لمدة شهرين· من جهة اخرى أوضح موسى أنه سيتصل بوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير للتشاور معه وتنسيق المساعي لتأمين الاستحقاق الرئاسي من دون أي تاخير لموعده مؤكدا أن الاستحقاق الرئاسي اصبح اولوية لا يمكن تجاهلها· ولفت امين عام جامعة الدول العربية الى أن اتصالاته مستمرة بوزيري خارجية مصر والسعودية احمد ابو الغيط وسعود الفيصل بهذا الشأن· على ذات الصعيد كشف النقاب في بيروت عن حوار اميركي - سوري غير معلن حول الازمة اللبنانية بلغ مرحلة متقدمة في عدد من النقاط خصوصاً ما يتعلق منها بالاستحقاق الرئاسي في لبنان·واكدت مصادر دبلوماسية اجنبية في بيروت لـ''الاتحاد'' بأن قيادات لبنانية معنية أبلغت بما تحقق من تقدم وأن واشنطن أقرت بوجود مصالح سورية في لبنان بحكم الواقع الجغرافي بين البلدين، وأن دمشق لا تقبل بوجود سلطة في بيروت معادية لها· وأوضحت المصادر نفسها بأنه في حال وصل ''الغزل'' الاميركي - السوري الى خواتيمه السعيدة واستمر التناغم بين العاصمتين، فإن الاستحقاق الرئاسي في لبنان قد يكون مفتاح التسوية السياسية، ولم تستبعد مشاركة الجانب الاميركي بفعالية في حركة الاتصالات الدبلوماسية التي باشرها السفير السعودي عبد العزيز خوجة الذي عاد على عجل الى بيروت لتحريك عجلة المشاورات ومساعدة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري على ''تظهير'' مبادرته الموعودة في 31 اغسطس الجاري· واشارت الى أن ''كلمة السر'' في ظل المناخ المستجد في لبنان هي موضوع المشاركة من خلال حكومة وحدة وطنية تجمع كل الاطراف اللبنانية ولا تقتصر على التمثيل البرلماني فقط، فاذا انحصر هذا الموضوع وتقدم عليه الاستحقاق الرئاسي فإن هذا يعني أن الحوار الاميركي - السوري يكون قد حقق اختراقاً مهماً يواكبه توقف التفجيرات والاستهدافات الامنية والسياسية في لبنان· وعلمت ''الاتحاد'' أن واشنطن تعوّل اهمية كبرى على دور بري في الاستحقاق الرئاسي وأن السفير الاميركي جيفري فيلتمان يتحرك سراً ما بين بكركي والسرايا الحكومي وعين التينة والمختارة، لاستطلاع الأجواء ومعرفة مدى إمكانية التدخل الاميركي في حل المعضلة اللبنانية، وينقل أجواء الحوار الاميركي - السوري غير المعلن الى من يعنيهم الامر· وتوقف المراقبون في بيروت عند الموقف الاميركي الرسمي المتناغم مع الموقف الفرنسي من الانتخابات الفرعية في المتن وبيروت، حيث اعتبرت واشنطن أن لبري دوراً اساسياً في تمام الاستحقاق الرئاسي· ورد الأخير بأن موعد 25 سبتمبر لجلسة انتخاب الرئيس العتيد قائمة ولن تتغير ما لم تحدث مشكلة أو كارثة وهو مصر على عقد جلسات متتالية للبرلمان حتى بلوغ الهدف المنشود· وقالت مصادر مقربة جداً من بري لـ''الاتحاد'' بأن رئيس البرلمان يبحث عن المواصفات الملائمة لمبادرته، وتوقعت أن يعود موفد وزير الخارجية الفرنسي جان كلود كوسران الى بيروت على عجل، وكذلك امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الذي ينتظر إشارة من بري للمشاركة في حركة الاتصالات التي سيجريها خلال الفترة من 20 الى 30 أغسطس الجاري أي عشية إطلاق مبادرته· اما المبادرة وفق تسريبات زوار بري فهي تقوم على التوازن والتوازي بين حكومة وحدة وطنية وتوافق على مرشح للرئاسة وقد يوجه يوم 31 الجاري دعوة الى أقطاب طاولة الحوار السابقة لعقد جولة جديدة وفورية بمشاركة عربية ودولية بغية التوصل الى اتفاق شامل في سلة واحدة كحل وسط يرضي المعارضة والاكثرية وبضمانات عربية ودولية جامعة·