ذكرت الصحف التركية أمس ان رئيس الوزراء رجب طيب اردوجان متحفظ على ترشيح وزير الخارجية عبدالله جول للرئاسة ويفضل تقديم مرشح توافقي بعد فوز حزبه في الانتخابات التشريعية· واوردت صحيفتا ''وطن'' و''حرييت'' ان اردوجان يتمنى انسحاب جول من السباق الى الرئاسة حرصا منه على عدم اثارة توتر جديد بين الحكومة التي كلف الاثنين الماضي تشكيلها والعلمانيين· وافادت مصادر قريبة من حزبه طلبت عدم كشف هويتها ان اردوجان لن يطلب مباشرة من شريكه السياسي التنازل لكنه يرغب في ان يقوم بذلك بمبادرة منه، ''لكيلا يتناقض ترشيحه'' مع التصريحات التي ادلى بها يوم الانتخابات· ودعا اردوجان امام انصاره الاتراك الى الوحدة وتعهد باحترام قيم الجمهورية، منها العلمانية· وتسبب ترشيح جول الاسلامي السابق للرئاسة بازمة دستورية خطيرة في الربيع بين حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي والعلمانيين، ما ادى الى تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة في 22 يوليو والتي حقق فيها الحزب الحاكم انتصارا ساحقا· والمح جول بعد ثلاثة ايام من الانتخابات انه لا يزال مرشحا، معتبرا ان فوز حزب العدالة والتنمية يعكس دعما شعبيا له بعدما رفع ناشطو الحزب قبل الانتخابات شعار ''جول رئيسا''· ولم يؤكد بشكل واضح بعد ذلك بقاؤه في السباق الى الرئاسة· واعتبر رئيس تحرير ''حرييت'' ان ''على جول الذي يستحق هذا المنصب بجدارة ان يقوم ببادرة ويعلن انسحابه· وقالت صحيفة ''وطن'' ان حزب العدالة والتنمية منقسم حول ترشيح جول مشيرا الى ''حرب اعصاب بين اردوجان وجول''· واضافت الصحيفة ان ''اردوجان قلق من رد فعل مؤسسات الدولة مثل القوات المسلحة'' في حال عين جول مرشحا لحزب العدالة والتنمية· ومن المقرر ان ينتخب البرلمان رئيسا جديدا للبلاد في نهاية اغسطس· وبالرغم من فوزه الساحق في الانتخابات بحصوله على 341 مقعدا من اصل ،550 الا أن حزب العدالة والتنمية لا يملك وحده ثلثي الاصوات الضرورية لانتخاب الرئيس خلال دورتي التصويت الاوليين، غير انه سيتمكن بسهولة من تأمين الـ276 الكافية في الدورة الثالثة لانتخاب مرشحه· وفي حال انسحاب جول، يجري تداول اسم وزير الدفاع وجدي جونول او وزير العمل مراد باسيسكيوجلو ليصبح الرئيس الحادي عشر للدولة التركية· ولا ترتدي عقيلتا هذين المسؤولين الحجاب· واثار قرار اردوجان فرض ترشيح جول للرئاسة ازمة حادة بين الحكومة والعلمانيين وبينهم العسكريين في ابريل ومايو· وحذر الجيش الحكومة في 27 ابريل من المس بالعلمانية فيما نزل ملايين الاتراك الى الشارع تعبيرا عن رفضهم وصول سياسي تضع زوجته الحجاب الى الرئاسة·
و من جهة اخرى قال نواب برلمانيون ان الحزب الحاكم رشح الشخصية المحافظة المعتدلة كوكسال توبتان امس لمنصب رئيس البرلمان التركي·
عدد اليوم
