الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

القرية التراثية صورة طبق الأصل عن حياة الأجداد

القرية التراثية صورة طبق الأصل عن حياة الأجداد
9 أغسطس 2007 03:46
تعد القرية التراثية التابعة لنادي تراث الإمارات الموجودة في منطقة كاسر الأمواج المطلة على كورنيش العاصمة أبوظبي على مساحة 16800 متر من أهم المواقع التي تفعِّل أي نشاط يقوم به النادي خلال احتفالاته وفعالياته على مدار السنة· فقد صممت القرية التراثية التي تضم في محتواها على مجموعة من النماذج الحية لمبان وأركان مبنية على طراز البناء المعماري التقليدي المحلي القديم· كما تحمل بين طياتها الدفينة عبق الماضي الدافئ والجميل الذي يحكي لزواره تفاصيل قصة الحياة اليومية التي عاشها أبناء دولة الإمارات قبل ظهور النفط، فقد تم تشييد القرية بأسلوب هندسي رفيع وعالي المستوى يتناسب مع عراقة الماضي الإماراتي، بحيث تعد مزارا لكل مهتم وباحث عن التراث· وتعد القرية التراثية التابعة للنادي إحدى أهم المنارات التراثية الموجودة في العاصمة أبوظبي، حيث تتمتع بنوع من الخصوصية في عرضها للتراث المحلي ونشره وتعزيز فكرة السياحة التراثية فيه، فهي تحتوي على عدد من البيئات والظروف المختلفة التي رسمت حياة الأجداد في الدولة، مثل البيئة البرية المتنوعة بتنوع البيوت التي تشكل المسكن والمأوى، وكذلك البيئة البحرية والبيئة الزراعية· كما تضم القرية مشغلا نسائيا، وسوقا شعبيا لمختلف الصناعات الحرفية واليدوية، ومتحفا ومسجدا تراثيا، إضافة إلى المساحات التي خصصت لراحة الزائرين ومصنعا للحلوى ومطعما تراثيا ومنطقة ألعاب الأطفال· وقال سعادة عتيق قنون الفلاسي رئيس اللجنة العليا المنظمة للأنشطة مساعد المدير العام في نادي تراث الإمارات: ''تعد القرية التراثية في أبوظبي من أهم الصروح التراثية الموجودة في دولة الإمارات حيث تحتوي في مجملها عددا من البيئات والظروف الحياتية المختلفة التي عاشها آباؤنا وأجدادنا في الماضي· وأضاف أن القرية صممت لتحافظ على التراث الإماراتي من الاندثار والنسيان وذلك انطلاقا من حرص سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس نادي تراث الإمارات على استمرارية تواصل الماضي بعراقته وقيمة وعاداته وتقاليده مع الحاضر المشرق والنهضة الحضارية التي تعيشها دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم· وقال الفلاسي: ''تمثل كل بيئة من البيئات الموجودة في القرية حالة مختلفة واستثنائية عن غيرها من البيئات، فالبيئة البرية تشتمل على مختلف أشكال البيوت التي كان يسكنها الأجداد، حيث تضم بيت العين الذي يتألف من العريش ومرفقاته، وبيت اليواني المصنوع من الخيش والذي كان يستخدم صيفا في البادية، وبيت الشعر المصنوع من صوف ''اليعد'' وشعر الماعز، والعريش المصنوع من سعف النخيل والذي كان يستخدمه سكان أبوظبي، والحضيرة التي تتكون من فروع المرخ أو السبط أو الثمام أو الرمث حيث كان يستخدمها الرجال في البادية مقرا لهم للضيافة، وأخيرا الطوي وهو عبارة عن بئر الماء الذي كان يجاور النزل في الماضي· '' بيت البحر وأما بالنسبة لبيت البحر فهو المكان الذي يشرح لزوار القرية مأوى أهل البحر قديما، ومصمم على طراز البيوت القديمة التي كانت تحوي عددا من البارجيل المصنوعة من سعف النخيل· ويستطرد مساعد المدير العام في نادي تراث الإمارات حديثه: ''تعد البيئة الزراعية مميزة مقارنة بغيرها من البيئات الموجودة في القرية، فهي تتميز بوجود بئر ماء كان المزارع في الماضي يستخدمها مع جهد الثور لينتشل الماء منها، بإضافة إلى وجود عدد من الأنماط والنماذج المختلفة لطرق الري القديمة التي كان يستخدمها الأجداد، وهذا بحد ذاته من أهم المعالم المهمة الموجودة في القرية التي تشد انتباه جميع زوار القرية التراثية·'' المشغل النسائي وأما بالنسبة للمشغل النسائي فيقول بن قنون إنه المكان الوحيد الذي يقدم فيه عدد من المنتجات اليدوية التي تعتمد على النسيج والحياكة اليدويتين، كصناعة التلي والغزل اليدوي، إضافة إلى العديد من الصناعات اليدوية الأخرى التي تعتمد على سعف النخيل كمادة أولية، والتي تقوم بها عدد من النسوة والمختصصات في مجال الشغل اليدوي· وأضاف بن قنون: يوجد في السوق الشعبي عدد من الدكاكين التي تختص كل منها بإحدى الصناعات الحرفية اليدوية والتقليدية التي احترفها الإماراتيون قديما، كدكان صناعة النحاس التي يصنع فيه القدور والدلال، ودكان صناعة النسيج ويصنع فيه السجاد اليدوي والنسيج المرسم، ودكان صناعة الفخار ويصنع فيه الخروص والبرام والكوز والجرار والشارب (الكاسات)، ودكان صناعة الجلد وتتم فيه صناعة القرب والدلي والسعون والسقا والحقائب النسائية والمدرسية، ودكان النقش على الخشب وتصنع فيها الأبواب والدرايش (الشبابيك)، ودكان صناعة الزجاج وتصنع فيه القوارير والكاسات، وأخيرا دكان الأعشاب ويباع فيه الحلول والزعتر والحلبة والخيل والمر والصبر واليعدة وغيرها من مواد العطارة· والجدير بالذكر هو ما تخصصه القرية التراثية لهذه الدكاكين من فتح باب الدخول والمشاركة في معرض السوق الشعبي الموجود في القرية وذلك لعرض منتجاتهم التي ينتجونها في دكاكين السوق الشعبي على زوار القرية، لتيسر على الزوار الإطلاع على جميع منتجاتهم الحرفية واليدوية· ويشير عتيق الفلاسي في حديثه أيضا على المتحف، الذي يعد الوحيد الموجود في إمارة أبوظبي والذي يأخذ شكل قلعة أثرية تشغل مساحة تزيد عن 500 متر مربع، حيث يضم المتحف على العديد من الأدوات والمستلزمات التي ارتبطت بتفاصيل الحياة اليومية للآباء والأجداد، إضافة إلى العديد من الأدوات والمقتنيات التراثية، إذ يحتوي على الأدوات الزراعية والأسلحة وأدوات صيد اللؤلؤ ودلال القهوة العربية والأزياء الفلكلورية والحلي وأدوات الزينة عند المرأة، إضافة إلى عدد من نسخ المصحف الشريف مكتوبة بخط اليد، ومجموعات من المسكوكات الإسلامية الفضية والبرونزية والعملات القديمة التي تم تداولها فوق أرض الإمارات· مسجد تراثي يوجد في الفناء الداخلي للقرية مسجد تراثي بني على الطراز المعماري القديم في شكل المئذنة أو في الزخرفة التي حفرت فوق أبوابه وشبابيكه· وإلى جانب هذه البيئات والمرافق المختلفة الموجودة والمنتشرة في جميع أرجاء القرية هناك استراحة ومطعم القرية تقدمان لزوار القرية الراحة والاستجمام، إلى جانب منطقة لألعاب للأطفال تحوي على عدد من الألعاب للترفيه والاستمتاع في القرية، وهذا جميعه طبعا لخلق جو التآلف الأسري الدافئ والمتناغم بأجواء وعبق الماضي· مسرح أبوظبي مسرح أبوظبي التابع لنادي تراث الإمارات والواقع بجانب القرية التراثية، أحد أهم المنشآت التي تتبع النادي· ويستوعب المسرح حوالي 430 شخصا، وصمم على الطراز الإسلامي القديم المميز، واستخدمت فيه أحجار الفسيفساء الزجاجية الملونة من داخل المسرح وخارجه· ويحتوي مسرح أبوظبي على خمس بوابات، وجهز بتقنيات تكنولوجية حديثة وأنظمة متطورة في الصوت والإضاءة والنقل التلفزيوني· ويقع المسرح في موقع متميز جدا في نهاية منطقة في كاسر الأمواج· إقبال الزوار يزرو القرية التراثية يوميا ما بين 1000 إلى 1500 شخص، من مواطنين ومقيمين وسياح، إضافة إلى الوفود الرسمية للدولة والدبلوماسيين وطلاب المدارس· ويصل عدد زوار القرية التراثية خلال المواسم والأعياد نحو 5000 زائر يوما من مختلف الفئات· وأشارت الإحصائيات السنوية لنادي تراث الإمارات إلى أنه خلال عام 2006 زار القرية 84 ألفاً و139 زائرا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©