السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تسول "مودرن"

9 أغسطس 2007 03:59
تعودنا منذ فترة على سالفة التسول الكشخة، تقترب منك سيدة منقبة أو متغشية أو غير ذلك، تلبس ثياباً أفضل من تلك التي يرتديها أهلك لتطلب مساعدة مالية مقنعة وغير مقنعة تصلح كقصص لأفلام الكارتون· سيدة مواطنة كانت تتسوق في أحد المراكز التجارية، اقتربت منها سيدة منقبة كشخة، بعد السلام توقعت المواطنة أن السيدة ستسألها عن مكان معين، خصوصاً مع الأعداد الهائلة من الخليجيين المتواجدين في دبي، ولم يخطر ببالها أبداً أن هذا النقاب واللبس الكاشخ يخفي وراءه شخصية ذات وجه خشبي لا تخجل ولا تستحي من التسول· المتسولة بدأت بالحديث عن قبيلتها المعروفة، ألقت قصيدة في الفخر والحماس والاعتزاز بالنفس لم ينشدها عنترة بن شداد في زمنه، بعد ذلك حكت لها كيف حضرت الى الدولة للسياحة، ثم فجأة وبقدرة قادر اكتشفت ان ابنها مصاب بالسرطان، هنا عرفت المواطنة نيتها فأشارت لها بالتوجه الى إحدى جمعيات النفع العام لعل وعسى يمكن مساعدتها· طبعاً هؤلاء المتسولات متمرسات، فردت بسرعة، لا تفهميني خطأ، حقيبة يدي مليئة بالمجوهرات والاكسسوارات، رصيدي في البنك يكفيني وزيادة، سيارتي موجودة في مرآب المركز، حتى بإمكانك مشاهدتها، لكني بصراحة لا أملك المال لتعبئتها بالبنزين!! سيدة أخرى طرقت باب إحدى الفلل، خرجت الخادمة فأخبرتها برغبتها في رؤية المدام، هرولت الخادمة لإخبار المدام بوجود ضيوف على الباب، بدأت السيدة في الحديث ''بدون احم ولا دستور''، بالأمس توجهت الى منزل العائلة الفلانية (تذكرت عائلات ثرية) فأهدتني صاحبة المنزل عقداً جميلاً، قبل أسبوع زرت السيدة الفلانية فأعطتني ساعة ألماس وعقد··· الخ، وبعد أن أنهت حديثها طلبت مبلغاً من المال! سيدة المنزل خجلت منها فأعطتها 50 درهماً، ولكن هل تعتقد أنها رضيت به، الإجابة لديكم؟ موقف آخر تعرضت له شخصياً قبل مدة حين اقترب مني شاب عربي، عرفته بمجرد رؤيته كوني أتمتع بذاكرة قوية، كنت قد التقيت به قبل أكثر من عامين، بدأ يتحدث عن معاناته ومشكلته، عندما انتهى من حديثه قلت له: لكني أعرف أن مشكلتك في الماضي كانت كذا وكذا، كيف تغيرت وصارت بهذا الشكل؟ قلت له: استح على وجهك، شخص مثلك لا يعاني من أي مشكلة تعيقه عن العمل، يجب أن تبتعد عن هذا الأسلوب الرخيص، تلعثم لم يعرف كيف يجيب ثم انصرف· حقيقة هذه المشكلة يعاني منها الجميع، مشكلة تسبب الإزعاج للسكان خاصة من قبل الذين يطرقون الباب وقت القيلولة، الإنسان الذي يعتاد التسول ويرخص نفسه بهذه الصورة شخص باع كرامته، نريد من الجهات المسؤولة التدخل والتعامل بحزم مع هذه الفئة، ولا بد من نشر صورهم في الصحف ليكونوا عبرة لمن يعتبر·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©