الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الناتو··· قطار يتحرك بالدفع الذاتي

الناتو··· قطار يتحرك بالدفع الذاتي
19 مارس 2008 01:33
تتعرض الجهود التي يبذلها الرئيس بوش لدعم إرثه عبر الأطلسي من خلال إضافة ثلاث دول للناتو لبعض العثرات، نتيجة للمشكلات التي يواجهها الحلف في الوقت الراهن، والتي تتمثل في الانقسامات الداخلية، والتوترات الجديدة مع روسيا، والمهمة القتالية التي يضطلع بها في أفغانستان، والتي كشفت عن وجود اختلافات بشأن أعداد القوات، وتباينات في الإرادة السياسية بين الأعضاء الحاليين في الحلف حسبما يقول بعض المسؤولين والدبلوماسيين والمحللين في واشنطن، وفي الوقت الذي يستعد فيه بوش وقادة آخرون للدول الأعضاء في الناتو للاجتماع في رومانيا بعد ثلاثة أسابيع، فإن الدعوات التي كانت ستوجه إلى كل من البانيا وكرواتيا وماكدونيا للانضمام إلى الحلف، تعرقلت بسبب المشاحنات التي اندلعت مع اليونان حول اسم مقدونيا، وحول اعتراضات أخرى أكثر جوهرية تتلخص في أن الدول الثلاث المرشحة للعضوية لم تستوف الشروط السياسية والداخلية للحصول على عضوية الحلف، هذا بالإضافة إلى تعرض آمال الإدارة في توسيع'' خرائط الطريق'' للعضوية بحيث تضم دولتين من دول الاتحاد السوفييتي السابق هما أوكرانيا وجورجيا، لمعارضة قوية من بعض أوثق حلفاء الولايات المتحدة الأميركية، ومن ضمنهم ألمانيا التي تخشى استفزاز روسيا المستَفزّة من قبل بسبب الخطط الأميركية الخاصة بإنشاء منظومة دفاع صاروخي في بولندا وجمهورية التشيك، واحتمال حدوث مواجهة مع الرئيس ''بوتين'' الذي سيحضر جزءا من قمة ''بوخارست'' سبب قلقا في الولايات المتحدة لدرجة أن الرئيس ''بوش'' أرسل وزيرة خارجيته ووزير دفاعه لإجراء مقابلات مع مسؤولين روس لتخفيف غضب دولتهم· هناك موضــوع آخر طغى على موضوع العضوية الجديدة في الحلف، يتمثل في السجال الذي يزداد استقطابا، حول عمليات الناتو في أفغانستان، ففي الوقت الراهن يوجّه مسؤولو إدارة ''بوش'' وأعضاء الكونجرس، اتهامات صريحة لحلفاء أميركا الكبار في أفغانستان، بالتنصل من واجباتهم في خوض الحرب ضد متمردي طالبان، وعزوفهم عن زيــادة قــــوة الناتــو هنـــاك والتي يبلغ عددها 40 ألف جندي، فمع ارتفاع وتيرة العنف في أفغانستان، ووصولها لمستويات لم تصل إليها من قبل منذ الغزو الأميركي لذلك البلد عام ،2001 بدأت الإدارة الأميركية في الضغط على أعضاء الناتو للمساهمة بالمزيد من القوات، وهو ما قوبل بفتور من جانب معظم الدول الحليفة، أما الدول القليلة التي وافقت على ذلك فقد كانت حريصة على وضع بعض الشروط بشأن استخدام قواتهم، والمناطــق التي ستستخدم فيها، وتوسيع الناتــو بحيث يضـــم أعضاء جددا يمثل جــــزءا من إرث ''بوش'' لتعزيز الديمقراطية والحريـــة في البلقان، ويذكــــر أن هنــــاك سبعــــة أعضـــاء جـــــدد قــــد انضمــــوا إلى الحلـــف أثنـــاء ولايـــــة بوش هــــم بلغاريا ورومانيـــا وسلوفاكيا وسلوفينيا وليتوانيا ولاتفيا وإيستونيا، وهو ما رفع عدد أعضاء الحلف إلى 26 دولة· وحســـب المسؤوليــــن والدبلوماسيين الأميركيين، فإن الإدارة الأميركية ضغطت من أجل ضم ألبانيا وكرواتيا ومقدونيا، فهم يقولون إن الأمل لا يزال يحدوهم في نجاح قمة ''بوخارست'' في التوصل إلى تسوية تسمح بتوجيه الدعوات إلى الدول الثلاث الطامحة في العضوية، وتلزم الدول الأعضاء في الحلف ممن لها قوات في أفغانستان على مضاعفة جهودها في ذلك البلد· وكان السيناتور ''جوزيف آر· بايدن'' رئيــس اللجنــــة (ديمقراطي عن ولاية ديلاور) قد قال أثناء تلك الجلسات إن العديد من أعضاء اللجنة يشعرون بالقلق من أن يؤدي الاستمرار في توسيع الناتو إلى'' جعله ضخما بصورة لا يصبح معها قادرا على العمل والإنجاز'' وأوضح ''بايدن'' أن من ضمن الأسباب التي تدعوه للاعتقاد بأن الناتو قد يصبح ثقيل الحركة، هو أن اتفاقية الحلف تنص على أن آلية العمل فيه تقوم على نظام الإجماع، بمعنى أنه إذا ما اعترضت دولة واحدة من الدول على سياسة أو خطوة معينة فإن ذلك يمكن أن يصيب الحلف بالشلل· تعليقا على تلك التحفظات، يرى بوش أن الحزب قد تطور من مجرد قوة عسكرية مهمتها الدفاع عن أوروبا ضد الاتحاد السوفييتي السابـق، إلى منظمــة تعمــل على دعــم وترسيخ الاستقرار والإصلاح الديمقراطي، ومد نفوذها خارج حدود أوروبا، وهو ما يخالفه ''ستانلي كوبر'' -الباحث في معهد ''كاتو'' في واشنطن- بقوله: إن الحلف قد استمر في التوسع دون أن يفكر كثيرا في المتاعب المباشرة التي تواجهه خصوصا في أفغانستان، ويضيف ذلك بوصفه لعملية توسيع الناتو بأنها تشبــه ''قطارا يسير بقوة الدفع الذاتي في الوقت الذي بدأت بعض عجلاته في الخروج من موضعها''، وهو ما يعارضه مسؤولو الإدارة الأميركية بقولهم: إن توسيع الناتو وتعزيز العمليات في أفغانستان سوف يؤدي إلى استقــرار الحلف ويعزز الأمن العالمي في ذات الوقــت· ستيفن لي مايرز وتوماس شانكر محررا الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©