الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أتشي الإندونيسي··· ودعوات للانفصال

أتشي الإندونيسي··· ودعوات للانفصال
19 مارس 2008 01:33
إقليم ''أتشي'' الإندونيسي-الذي مازال يلتقط أنفاسه من صراع طويل على الانفصال، ويستعيد عافيته من دمار ''تسونامي'' في العام 2004- يواجه تحدياً سياسياً آخر، لكن من الداخل هذه المرة، فمع أن الحكومة سارعت مؤخراً إلى تطويق حادثة عنيفة وقعت وسط الإقليم وهددت بإيقاظ الصراع المسلح الذي يرجع إلى عقود خلت، إلا أن بروز حركة سياسية تسعى إلى تشكيل إقليم جديد في وسط ''أتشي'' وبعض المناطق الجنوبية، قد يزعزع استقرار الإقليم ويعيده إليه النزاع المسلح، وقد لا يكون للحادث الذي شهده الإقليم في الأول من مارس الجاري وقتل فيه خمسة من المتمردين السابقين المنتمين إلى ''حركة تحرير أتشي'' أية علاقة بمساعي الانفصال وتشكيل إقليم جديد، إلا أن العديد من سكان المناطق الداخلية لا يثقون كثيراً في عناصر ''حركة تحرير أتشي'' الذين توصلوا إلى اتفاق للسلام بعد ''تسونامي'' وتمكنوا من حكم الإقليم إثر فوزهم في الانتخابات التي نظمت في العام ·2006 تطرح مساعي الانفصال تحدياً جسيماً لحاكم الإقليم ''إيرواندي يوسف''، الذي كان أحد قادة ''حركة تحرير أتشي'' الداعين إلى استقلال الإقليم عن إندونيسيا، والذي ساهمت حركته في توسيع الحكم الذاتي لـ''أتشي'' في إطار اتفاق السلام الموقع مع جاكرتا، ويكمن التحدي الرئيس لسلطة حاكم الإقليم في احتمال تقسيم الموارد الغنية التي يزخر بها الإقليم من أخشاب ومعادن ونفط وغاز وأراض زراعية خصبة، على المناطق الأخرى التي قد تنفصل عن ''أتشي'' في إطار إقليم جديد، ويرى المراقبون أن هذه الحركات الانفصالية التي تعود إلى عام 2002 تحركها بالأساس المصالح الضيقة للسياسيين المحليين الذين يريدون رفع مخصصاتهم من الموازنة، مادام أن كل إقليم هو مؤهل للحصول على اعتمادات مالية من الحكومة المركزية في جاكرتا، وفي هذا السياق يقول ''سيدني جونز'' -من مجموعة الأزمات الدولية في جاكرتا-: ''إن الأمر يتعلق بالموارد، ذلك أن الأشخاص الذين يسعون لتشكيل إقليم جديد داخل أتشي إنما يريدون في الواقــع المزيد من الأموال''· ويمثل غياب المساعدات المرتبطة بكارثة ''تسونامي'' وعدم وصولها إلى المناطق الوسطى الداخلية في الإقليم، إحدى نقاط الخلاف الأساسية التي يشتكي منها دعاة تشكيل إقليم جديد، كما أنه على امتداد سنوات الصراع الطويلة في الإقليم كان سكان المناطق الوسطى ينحازون إلى القوات الحكومية في جاكرتا وينتظمون في مليشيات موالية للدولة ضد متمردي ''حركة تحرير أتشي''، ويستند دعاة الانفصال إلى تصورات تقول إن حكومة ''أتشي'' أهملت المناطق الوسطى من الإقليم وتركت بنيتها التحتية عرضة للتقادم، كما تقاعست عن دورها في التنمية الاقتصادية، وذلك رغم مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية التي تدفقت على الإقليم والمناطق الساحلية إثر التوقيع على اتفاق السلام مع الحكومة المركزية، وفي الأسابيع الأخيرة نظمت الحركات المطالبة بالانفصال احتجاجات جماهيرية، حيث قام أحد قادة الحركة ''إيوان جايو'' بمخاطبة أنصاره في عاصمة الإقليم، بل جعلهم يوقعون التماساً بالدم، كما عمد سكان المنطقة الوسطى إلى تعليق لافتـــات على واجهات منازلهم كتب عليها ''لن نتنازل''، وفي هـــذا الإطـــار يقول ''همـــام حميد'' -مدير منتدى إعادة تأهيل إقليم أتشي-: ''لقد عانت المنطقة من تمييز واضح لفترة طويلة، لذا يشعر الأهالي بالاستياء''· لكن وفي غضون ذلك، وافق مؤخراً المشرعون في جاكرتا على مقترح تقسيم ''أتشي'' إلى إقليمين، ومن المنتظر أن يُجتزأ من الإقليم المنطقة الوسطى الداخلية المعروفة بغاباتها الغنية وزراعة البن، فضلا عن مناطق في الساحل الجنوبي، بما فيها جزيرة ''سيمولو'' التي تضم أحد أكبر مناجم استخراج الفحم، وعلى خلفية هذا الاحتقان المتنامي، انتهى نزاع حول السيطرة على موقف باصات في العاصمة بين متمردين سابقين من ''حركة تحرير أتشي''، وبين عمال ينتمون إلى نقابة النقل شارك العديد منهم في المليشيات الموالية لجاكرتا، إلى مقتل خمسة من المتمردين السابقين· واعتبر متحدث سابق باسم ''حركة تحرير أتشي'' أن الحادث مجرد طعم لجر الحكومة إلى الصراع بهدف إضعافها، لكن عندما انتقل حاكم الإقليم الأسبوع الماضي إلى مناطق جنوبية لتعيين موظفين قوبل بلافتات تدعم مطالب الانفصال· ويقر ''همام حميد'' -الذي سبق أن ترشح لمنصب حاكم الإقليم-: بأن الحركات الداعية لتشكيل إقليم جديد تعبر عن مخاوف مشروعة قائلا: ''إنهم أهلنا ونحن في حاجة لإقناعهم بأنه من الأفضل البقاء معا''، غير أنه بموجب اتفاق السلام وحده حاكم الإقليم يملك الكلمة الفصل، فضلا عن أن القانون لا يجيز تغيير حدود الإقليم، وهو ما يؤكده ''أنتوني ريد'' -مدير معهد الأبحاث الآسيوية في سنغافورة- بقوله: ''لا أعتقد أن الإقليم سينقسم في ظل الاستثمار الكبير للمجتمع الدولي في اتفاق السلام''· أوكلي بروكس-إندونيسيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©